نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
تلقت غرفة عمليات الأمن العامّ في 29 من تموز/ يوليو الماضي 2022، بلاغاً يفيد بوجود جثتين لطفلين متوفييْنِ داخل أحد المنازل بمدينة “سحاب” شرقي العاصمة عمّان، إذ قامت والدة الطفلين المقتولين بالإبلاغ أنها هي مَن ارتكبت الجريمة.
وفي التفاصيل التي أعلنتها مديرية الأمن العام، قامت الأم بتجهيز نفسها للقاء الأمن العامّ الذي حضر إلى موقع الجريمة، ليجد جثتين هامدتين داخل غرفتين بالمنزل، واللافت في الأمر أن أم الطفلين القاتلة ارتدت ملابسها وجهزت حقيبة وضعت أشياءها بداخلها، ليقوم أفراد الأمن باصطحابها إلى المركز الأمني، فيما قام أحد ضباط المركز بالاتصال بالأب المكلوم ليخبره أن حادثاً وقع في منزله وعليه الحضور إلى المركز، ليكتشف بعدها أمر الجريمة.
مقربون من العائلة المكلومة كشفوا عن تفاصيل ما حدث في يوم الجريمة، حيث قالوا: إن عائلة الطفلين المغدورين، تُعرف بطيب معشرها خاصة الوالدة قاتلة الطفلين.
وقال أحد المقربين من العائلة: “لقد تفاجأنا بالجريمة ولم نتوقع أن تقوم الأم بقتل طفليها، وهي التي تخاف عليهما من نسمة الهواء، ولا تسمح لهما الخروج بمفردهما للمدرسة إلا بمرافقتهما تحت المطر والثلج وفي البرد وفي الحر”.
وأضاف: “إن أحد ضباط المركز الأمني أبلغهم عن دهشته من قيام والدة الطفلين بارتداء ملابسها وكأنها ستذهب إلى مناسبة وتعطّرت وجهّزت حقيبتها، واتصلت بالشرطة وأبلغتهم عن الجريمة وكانت في انتظارهم”.
وفي ردّ على سؤال عما إذا كان معروفاً عن والدة الطفلين المغدورين (القاتلة) معاناتها من أية أمراض عقلية، أو حتى كانت تراجع طبيباً نفسياً، أو كانت تعاني من أي أمر غير اعتيادي ظاهر للعيان، قال أحد المقربين: “لم نلاحظ أي تغيير عليها أو أي أمر غير مألوف باستثناء أنها كانت في الآونة الأخيرة شاردة الذهن”.
وأضاف: “في يوم الجريمة كان يفترض بأنهم سيذهبون في رحلة دعاهم إليها أحد أقارب العائلة، بصراحة الجميع متفاجئ مما حدث ولم نتوقع من أم الطفلين أن تقتلهما حتى أننا لا نعرف أية تفاصيل عن طريقة قتلهما”.
أُوقفت الأم البالغة من العمر 48 سنة في مركز الإصلاح والتأهيل على ذمة قضية قتل طفليها بعد توجيه تهمة القتل مكررة مرتين.
وتبقى جريمة سحاب ملف قضية قَيْد التحقيق من قِبل مدعي عامّ الجنايات الكبرى، وبيد القضاء إحالة الأم الموقوفة إلى المركز الوطني للصحة النفسية لبيان سلامة عقلها وإدراكها.
جريمة مقتل طفلين على يد والدتهما في سحاب، أعادت إلى ذاكرة الأردنيين جرائم قتل ارتكبتها نساء بحق أطفالهن، فمنذ 12 عاماً، سجّل الأردن أربع جرائم قتل نفذتها أمهات، وصدرت أحكام قضائية في ثلاث قضايا منها، فيما لا تزال “جريمة سحاب” قَيْد التحقيق لدى نيابة الجنايات الكبرى .
وبحسب محرك البحث “جوجل”، تعاطف الأردنيون مع عائلات الضحايا آنذاك، وتفاجؤوا بارتكابها من قِبل أمهات الأطفال الضحايا، إذ كانت أبشع تلك الجرائم مقتل طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات خنقتها والدتها عندما وضعتها في حضنها وهدهدت لها، وعانقتها وقبلتها ثم وضعت يداً على وجهها والأخرى على رقبتها لتواصل جريمتها بتقطيع أوصال ابنتها في محاولة لحرق الجثة لإخفاء الجريمة، والسبب في كل ذلك هو أن تلك الصغيرة كانت شاهدة على قتل جدتها بسبب خلافات شخصية معها.
تفاصيل تلك الجريمة تعود إلى كانون الثاني من عام 2007 ، حيث أعلن الأمن العامّ عن إلقاء القبض على سيدة أقدمت على قتل والدة زوجها “حماتها” وطفلتها البالغة من العمر أربع سنوات والتي عانقتها وقبلتها قبل أن تضع يديها على رقبة ووجه ابنتها المغدورة.
لم تكتفِ قاتلة ابنتها بخنقها بل قامت بتقطيع جثتها بدءاً من رجليها إلى يديها، كما حاولت قطع رأس الطفلة وفخذيها من الأعلى، إلا أنها لم تتمكن من ذلك، كما وضعت أجزاء من الجثة داخل “سطل” ثم أفرغتها داخل مدفأة حطب في المطبخ، ثم قامت بزيادة الحطب داخل المدفأة، وقامت بتشغيل “الشفاط” حتى لا تبقى رائحة بداخل البيت.
كما قامت الأم القاتلة بوضع ما تبقى من جثة ابنتها داخل كيسين، وأخفتهما داخل المنزل إلى جانب جثة والدة زوجها التي قطعتها هي الأخرى لغايات إخفاء الجريمة.
قاتلة ابنتها ارتكبت جريمتها، كون ابنتها المغدورة هي الشاهدة على جريمة قتل جدتها من أبيها.
وفي أيلول من عام 2010، حكمت محكمة الجنايات الكبرى بالإعدام شنقاً حتى الموت على قاتلة ابنتها للمرة الثانية، فيما أكدت تقارير المركز الوطني للصحة النفسية سلامة قواها العقلية.
مقتل ثلاثة أطفال على يد والدتهم
كما سجل شهر أيلول من عام 2010، قيام أم بقتل أطفالها الثلاثة بعد طعنهم بـسلاح أبيض “موسى” عدة طعنات، ثم طعنت نفسها في رقبتها وصدرها عدة طعنات، لكنها لم تفارق الحياة هي وابنتها الطفلة الناجية من الجريمة.
واستمرت محاكمة الأم قُرابة العام لتعلن محكمة الجنايات الكبرى في آذار عام 2011 حكمها على الأم القاتلة بحجز المتهمة “أحلام” قاتلة أطفالها الثلاثة في مستشفى الأمراض العقلية بعد أن ثبت للمحكمة أنها أقدمت على جريمتها وهي تحت تأثير مرض الذهان الحادّ، وهو مرض عقلي ونفسي إلى أن يثبت بتقرير لجنة طبية شفاؤها وأنها لم تعد تشكل خطراً على السلامة العامة.
يُشار إلى أن التحقيق في هذه الجريمة لم يتوصل إلى دافع الأم القاتلة لارتكاب جريمتها.
أم تقتل أطفالها الثلاثة في طبربور
بينما سجل عام 2014، الجريمة الرابعة التي ارتكبت على يد أم قتلت ثلاثة من أطفالها بكتم أنفاسهم خلال نومهم في منزلهم بطبربور، فيما نجت ابنتان (9 و14 عاماً) لفرارهما من المنزل والاستنجاد بحارس العمارة والجيران، فيما باءت بالفشل محاولة الأم قتل نفسها بعد ارتكاب الجريمة.
وفي كانون الثاني من عام 2015 صدر قرار محكمة الجنايات الكبرى، القاضي بعدم مسؤولية الأم عن قتل أطفالها الثلاثة، باعتبارها غير مسؤولة، كونها تعاني من أمراض نفسية وعقلية وفقاً لتقارير طبية، حيث أُودعت لدى المركز الوطني للصحة النفسية، بعد ثبوت اختلالها النفسي والعقلي ومعاناتها من مرض الوسواس القهري.