يُعَدّ الملبّس واحداً من أشهر السكاكر المعروفة في سورية، التي تحمل طابعاً خاصاً لدى السوريين، فهو ركن أساسي في الأعراس والأعياد ومناسبات الفرح جميعها.
يُصنّع هذا الصنف من السكاكر بطريقتَين: الأولى وهي الطريقة الصناعية التي تتدخّل فيها الآلات والمعامل، أما الثانية فهي الطريقة البدائية القديمة التي نشأ منها الملبّس.
انتشار الآلات الصناعية وتطوّرها أدّى إلى تراجع صناعة الملبّس يدوياً، إلا أنّ بعض الأشخاص تمسّكوا بالمهنة وعلى طريقتها التقليدية التي تعتمد على هزّ الملبّس بطريقة يدوية.
تُشتَهر مدينة كفر تخاريم شمال غربي سورية بصناعة هذا النوع من السكاكر، وتُعدّ هي المدينة الأولى المصدّرة له في محافظة إدلب.
الحاج محمد البدو، يبلغ من العمر 85 عاماً، حافظ على هذه المهنة التي ورثها عن أبيه، ونشأ داخل ورشة التصنيع.
يقول البدو لـ"نداء بوست": "كبرت وأنا أعمل في هذه المهنة، هي مهنة أبي ومن ثَمّ مهنتي، وعلّمتها لأبنائي الأربعة، لقد تعلّمتها منذ أن كان عمري 10 سنوات".
يزيد عمر هذه المهنة على مئة عام، ويوصف العمل بها بـ"الشاقّ"، فمِن وضع اللوز المجفّف في القدر تبدأ عملية الهزّ، إلى أن يصبح جاهزاً، ويقول البدو عن هذه العملية: "إن توقّفنا لا ينجح عملنا لذلك هي تحتاج لجهد مضاعف".
للملبّس مقادير كي ينجح ويصبح طعمه لذيذاً وشكله جميلاً، وأيضاً كي يصبح لونه جذّاباً للناس ويدفعهم لشرائه.
يقول مصعب البدو لـ"نداء بوست": "طريقة صناعة الملبّس تبدأ بتحضير قلب اللوز وتحميصه دون إضافة أيّ شيء له، ومن ثَمّ تجهيز لكلّ كيلو غرام واحد من قلب اللوز 4 كيلو غرامات من السُّكر".
يضيف البدو: "نقوم بوضع قلب اللوز في الهزّازة اليدوية الصناعية مع حرارة مشعل الغاز تحته، ثمّ نبدأ تدريجياً بإضافة السُّكر المَغلي القليل ثمّ القليل، مع استمرار هزّ الملبّس، حيث نبقى نهزّ بشكل مستمرّ لمدة ساعتين متواصلتين، لا يمكن أن نتوقف أبداً، لذلك نتناوب على الهزّ أنا وإخوتي الثلاثة".
كما أضاف "قبل أن نُنهي هزّ الملبّس بحوالي ربع ساعة نقوم بإضافة اللون الأزرق للخليط لكي يعطيه لوناً، كما نضيف ماء الزَّهر ليعطيه رائحة وطعماً".
مهنة صعبة يعمل بها مصعب وإخوته، لكنّهم يعدّونها من تراثهم وتراث أجدادهم، فهم يتمسّكون بها ولا يريدونها أن تندثر، كما سيسعون لتعليمها لأبنائهم.