لا تخطئوا بفهم ذلك، فرئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت موجود في واشنطن لسبب واحد ووحيد- وهو إقناع الرئيس جو بايدن بتقديم دعم عسكري ضد إيران.
فمع اتفاقات أبراهام للسلام التي تعزز الحلفاء الإقليميين، تبقى القضية الوحيدة الخطيرة بالنسبة لإسرائيل هي إيران.
لن نسمع أبداً عمّا حدث خلف الأبواب المغلقة أو ما شاركته المخابرات الإسرائيلية مع الرئيس الإسرائيلي، لكن قادة إسرائيل لديهم الحقّ والمسؤولية في التعبير عن قلقهم المتزايد.
هذا الأسبوع، أطلع وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، 60 دبلوماسياً أجنبياً في إسرائيل على أن إيران على بُعد شهرين فقط من امتلاك سلاح نووي.
لا نعرف ما إذا كان النظام الإيراني سيكون على استعداد لتوقيع اتفاق والعودة إلى طاولة المفاوضات، ويجب على المجتمع الدولي بناء خطة "ب" قابلة للتطبيق من أجل إيقاف إيران في طريقها نحو سلاح نووي.
ولا يمكن لإسرائيل أن تقف مكتوفة الأيدي، فرئيس الأركان الإسرائيلي، الجنرال أفيف كوخافي أطلق تحذيرًا صارخاً أيضاً، قائلاً: إن الخطط العملياتية ضد إيران مطروحة الآن على الطاولة مرة أخرى.
وقال الجيش الإسرائيلي: إنه يخصّص 3.5 مليار شيكل لمواجهة التهديد الإيراني والاستعداد لمواجهة عسكرية.
بعد كل شيء، إيران هي الدولة الراعية الرئيسية للإرهاب حيث يديرها نظام خطير من المستبدين الذين يدفعون إلى "محو" إسرائيل عن الخريطة.
فزعيمهم، آية الله لديه جرعة يومية من العداء موجّهة ضد الدولة اليهودية.
في أوائل آب/ أغسطس، أطلقت عناوين الصحف على الرئيس الإيراني الجديد غير المحافظ إبراهيم رئيسي، لقب "جزار طهران" حيث إن نظاماً شبيهاً بطالبان يمتلك أسلحة نووية هو تهديد كبير للجميع.
إذا كنت تعتقد أن إسقاط طائرة ركاب أوكرانية عن قصد أدى إلى مقتل 176 مدنياً كان أمراً سيئاً، فانتظر حتى تحصل إيران على سلاح نووي.
إذا لم تستطع تقنيتها التمييز بين تهديد عسكري حقيقي وطائرة ركاب، فكيف يمكن للعالم أن يقف مكتوف الأيدي بينما يطوّر هذا النظام المتطرّف سلاحاً يمكن أن يقتل الملايين في جزء من الثانية؟ والأكثر من ذلك، أن وسائل الإعلام الإيرانية لديها خطابات رنانة تتغنى فيها بأن إيران قامت بتركيع النظام الأمريكي بسبب محادثات خطة العمل الشاملة المشتركة.
وتوشك المفاوضات المزعومة أن تُستأنف في فيينا بعد أن مرّت بجولات متعددة دون اتفاق.
إيران تلعب على الوقت بينما الغرب يزداد قلقاً من شعورهم بأن الولايات المتحدة يمكن أن تفرج عن المزيد من الأموال التي تحتاجها طهران.
لقد كانت كارثة أفغانستان نعمة للملالي، مما يثبت أن أمريكا لديها القليل من الرغبة للانخراط في صراع.
والأهم من ذلك أن إدارة بايدن أظهرت الآن أن أمريكا تفكر بانعزال ويمكن أن تتخلّى عن حلفائها إذا لزم الأمر، حتى السعوديون بدؤوا في الابتعاد عن أمريكا مع التركيز على روسيا.
زيارة رئيس الوزراء بينيت إلى العاصمة ليست مصادفة، فمن المؤكد أن تعزيز التحالف الأمريكي الإسرائيلي بشكل وثيق هو دائماً أمر بالغ الأهمية.
لكن إسرائيل وإيران تخوضان بالفعل حربًا بالوكالة غير معلنة، فقد أدّى هجوم الطائرات بدون طيار الإيرانية على سفينة إسرائيلية هذا الشهر إلى خلق جبهة جديدة في أعالي البحار.
إيران تطوّق إسرائيل بقواعد في سوريا وقريباً لبنان، نفوذها على حماس وحزب الله هو امتداد لتهديدها الإرهابي.
ومن المرجح ألَّا تلقى جاذبية بينيت آذاناً صاغية لدى بايدن، فلقد تركت أمريكا إسرائيل تعتمد على أجهزتها الخاصة مرات عديدة من قبل، فلم تشجعها على تدمير مفاعل أوزيراك النووي في العراق.
كما لم توقف الإدانة ضدها، عندما قامت بقصف مفاعل قيد الإنشاء في سوريا، فقد تمّ إدانة الإجراء الذي قامت به إسرائيل عالمياً في ذلك الوقت، ولكن يتمّ الإشادة به الآن، فلقد كان على قادتها اتخاذ قرارات وجودية صعبة للحفاظ على أمن وسلامة الأمة.
لقد حان الوقت لأمريكا والغرب للتصدي للصفقة للدفاع عن إسرائيل وحمايتها، فلا ينبغي أن يُعرض على إيران صفقة من شأنها تخفيف العقوبات، بالنظر إلى مدى قربها من تطوير أسلحة نووية.
يمكن أن تؤدي الحرب بين إسرائيل وإيران أيضاً إلى إطلاق حوالي 200 ألف صاروخ تابع لحزب الله على إسرائيل من لبنان وآلاف أخرى من حماس في غزة، وقد تكون القوة العسكرية الإسرائيلية التي ستستجيب مدمِّرة بالنظر إلى براعتها التكنولوجية.
فالحرب الوجودية ستجلب البؤس إلى الشرق الأوسط، لذا من مصلحة بايدن أن يلتفت إلى هذا التحذير وأن يتحرك بسرعة لوقف إيران.
المصدر: ناشيونال بوست
ترجمة: عبدالحميد فحّام