”نداء بوست“ – خاص – دمشق
أكّدت مصادر خاصة لموقع "نداء بوست" أنّ الحرس الثوري الإيراني بات يسيطر بشكل شبه كامل، على مطاري دمشق وحلب الدوليين، وأن الإيرانيين يعتبرنوهما من المرافق الاستراتيجية الهامة التي لا يمكن الانسحاب منهما أو على الأقل لا يمكن التنازل عن الوجود والنفوذ فيهما.
بينما قالت المصادر إنّ الجانب الروسي أخطر السفارة الإيرانية في دمشق بضرورة الانسحاب الكامل من مطار حلب الدولي لتنفيذ اتفاق أبرم بين موسكو وحكومة النظام عام 2019 أعطت فيه حكومة النظام امتيازات شملت العديد من المعابر البرية والمطارات لموسكو إضافة لمشروع توسعة مرفأ طرطوس على الساحل السوري.
تجاهل لطلبات الروس
وتنفيذاً لاتفاقات موسكو عام 2019 مع حكومة الأسد، تمّ في تموّز/ يوليو من العام الجاري، البدء بإعادة تنشيط الطيران المدني بين مطار حلب وعدد من المدن السورية عبر اتفاق بين وزارة النقل التابعة للنظام السوري وبين شركة إفياديلو الروسية، لإعادة تأهيل المطار واستخدامه بالشراكة مع المؤسسة العامة للطيران التابعة للنظام، وكان من المفترض أن يبدأ المشروع مطلع آب/ أغسطس الجاري لولا امتناع قوات الحرس الثوري الإيراني عن الانسحاب من المطار.
وأوضحت مصادر "نداء بوست" أنّ "الحرس الثوري الإيراني تكفّل بتمويل خاص منه بإعادة تأهيل الجزء الأكبر من مرافق المطار؛ على أن السبب الحقيقي وراء عدم الاستجابة للمطلب الروسي هو ما يضمّه مطار حلب الدولي من مستودعات استراتيجية ولوجستية لصالح القوات الإيرانية العاملة في شمال سورية.
وبحسب المصدر فإن السفير الإيراني في دمشق مهدي سبحاني أبلغ الجانب الروسي باضطرارهم لتأخير عملية الانسحاب من مطار حلب الدولي حتى نهاية عام 2021 الجاري، فيما أكّدت مصادر أخرى أن يكون التأخير الإيراني هدفه الوصول لصيغة شراكة تحافظ فيها إيران على وجودها ونفوذها في المطار إلى جانب الشركة الروسية.
أما فيما يتعلق بمطار دمشق الدولي والذي تعاني أجزاء منه من الدمار بسبب القصف الإسرائيلي المتكرر فتحاول إيران المماطلة مع الجانب الروسي دون قبول خيار الشراكة في السيطرة وإدارة المطار لما له من خصوصية كبيرة لدى إيران مرتبطة بملف الجنوب السوري والحدود مع لبنان وإسرائيل.
وترى روسيا أنّ موضوع المطارات، هو ملف اقتصادي مرتبط بتمكين شركات القطاع الخاص الروسية من الاستثمار والاستفادة الطويلة من المرافق السورية الاستراتيجية بالشراكة مع مؤسسات حكومة النظام ووزاراتها.
بينما ترى إيران، أنّ "ملف المطارات بالنسبة إليها هو جزء من التحرّكات الأمنية والعسكرية للحرس الثوري الإيراني في سورية، وتقدّر إيران أنها قد تضطر للاستجابة الجزئية للضغوطات الروسية فيما يتعلق بمطار حلب الدولي، الأمر الذي ما تزال إيران تستبعده فيما يتعلق بمطار دمشق الدولي الذي يعدّ أكبر مطار دولي في البلاد.
وقد تأسس مطلع السبعينيات، ليخلف مطار المزّة الذي كان يخدّم حركة الطيران في الماضي، وكان يطلق عليه آنذاك ”البوابة الجوية“. ويبلغ استيعاب مطار دمشق قرابة 5 ملايين راكب سنويا. وكان من المقرر أن تزداد تلك القدرة لتصل إلى ضعيفي الرقم الحالي خلال العام الماضي.
أما مطار حلب أو مطار النيرب، فيأتي بعد مطار دمشق في السعة، ويبعد عن مركز المدينة حوالي 10 كيلومترات، وقد أنشأه الفرنسيون مطلع الثلاثينات من القرن العشرين، أثناء احتلالهم لسورية.