نداء بوست- أخبار سورية- إدلب
داهمت قوة عسكرية من ”هيئة تحرير الشام”، المكتب الشرعي لـ”فيلق الشام” أحد مكونات ”الجبهة الوطنية للتحرير”، في مدينة إدلب، واستولت عليه بالقوة.
وقال القيادي في ”فيلق الشام” عمر حذيفة: إنه حوالَي الساعة الرابعة من عصر يوم أمس الأحد، أغلقت عشرات السيارات والعناصر التابعين لـ”تحرير الشام” المنطقة التي يقع فيها المكتب، وطوقوا المبنى بالكامل.
عقب ذلك، قال حذيفة: إن أكثر من عشرة عناصر قاموا باقتحام المكتب، والانتشار داخله، وقطع الإنترنت عنه، ومن ثَم أبلغوا مَن كانوا داخله بإخلائه بشكل فوري، حاملين أغراضهم الشخصية فقط.
وأوضح حذيفة أن الأشخاص الذين كانوا داخل المكتب لا يتجاوز عددهم العشرة أشخاص، هم من المكتب الشرعي، وطلاب جامعة ”ألجأهم الفقر للإقامة في المكتب”.
وطلب المناوبون في المكتب التريث لحين إبلاغ قيادتهم أو الانتظار حتى اليوم التالي لإفراغه، إلا أن عناصر ”تحرير الشام” رفضوا ذلك، وقالوا إنهم مكلفون باخلاء المكان بشكل فوري.
ووصف حذيفة الطريقة التي تمت بها مداهمة المكتب بأنها ”أشبه ما تكون بمداهمة وكر للإرهاب، أو لجرائم خطيرة”، وأضاف متهكماً: ”وللأمانة فقد قال آمرُ الدورية للشيخ المناوب نحن إخوة إن شاء الله ولم نزعجكم بكلمة واحدة، وكأن هذا الهجوم الكاسح والترويع والتعامل مع الهيئة الشرعية بهذه الطريقة لا يعتبرُ إزعاجاً في نظرهم، بل ربما هو من لوازم الأخوّة الإسلامية ومقتضياتها“.
جذور المشكلة
وجهت ”إدارة منطقة إدلب” التابعة لـ”هيئة تحرير الشام”، كتاباً منذ نحو أربعة أشهر إلى الجهة الشاغلة لمبنى ”دار الحكومة”، وهي الهيئة الشرعية في فيلق الشام” وعدد من مكاتب الفصيل المدنية، تطالبها فيه بإخلائه خلال مهلة شهر من تاريخه.
ويعتبر هذا المبنى ”من أسهُمِ غنائم فيلق الشام يوم تم توزيع الغنائم على مكونات جيش الفتح في أعقاب السيطرة على مدينة إدلب”، بحسب حذيفة الذي أشار إلى أن المبنى ”متهالكٌ وآيل للسقوط قام الفيلق بترميمه وتجهيزه للاستخدام في بعض الأعمال المدنية والشرعية نظراً لقربه من الجبهات، مما يسهل وصول الشرعيين إليها”.
وحول سبب المطالبة بإخلائه، تذرعت ”تحرير الشام” بأن ”حكومة الإنقاذ تحتاج لجميع المباني الحكومية لاستخدامها في إدارة المحافظة”، في حين يؤكد حذيفة أن ”هناك الكثير من المباني الضخمة والحديثة مشغولة من قِبل هيئة تحرير الشام في إدلب، وهي أصلح للحكومة من هذا المبني المتهالك والذي هو من بقايا الاحتلال الفرنسي“.
وبعد عدة مناقشات بين ”فيلق الشام” و”إدارة منطقة إدلب”، يقول حذيفة: ”لمسنا إصراراً غريباً على تحصيل هذا المبنى بالذات، لا نستطيعُ تفسيره إلا لكونه يتبع الهيئة الشرعية للفيلق”.
يُذكر أن ”نداء بوست” تواصل مع مصدر في قيادة ”فيلق الشام” للوقوف على حيثيات هذه الحادثة، واعتبر أن سبب الهجوم على المكتب والسيطرة عليه هو رغبة ”تحرير الشام” في زيادة التفرد في المنطقة بشكل كامل، والتضييق على باقي الفصائل بإدلب وحصر عملها في الرباط على خطوط التماسّ.