نداء بوست- سليمان سباعي- حمص
عززت الميليشيات المسلحة التي تتلقى دعمها العسكري من قِبل إيران، من تواجُد قواتها قرب حقول استخراج النفط والغاز ضمن البادية السورية في ريف حمص الشرقي.
مراسل “نداء بوست” في حمص أفاد بوصول تعزيزاتٍ عسكرية جديدة إلى قرية الحسين المتاخمة لأوتوستراد “تدمر- البيارت” أمس الجمعة، في إطار تعزيز تواجدها العسكري في المنطقة.
وضمّت التعزيزات ثلاث عربات ناقلة للجند، بالإضافة لمدفع ميداني تم تثبيته على أطراف القرية من الجهة الغربية.
وشهد أوائل تشرين الأول الجاري وصول مقاتلين من ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني”، إلى حقل الهيل النفطي شملت خمس عربات مدرعة، بالإضافة لناقلة جند وسيارات رباعية الدفع مزودة برشاشات حربية متوسطة وخفيفة.
تأتي التعزيزات العسكرية من قِبل الميليشيا التابعة لإيران في البادية السورية، في سبيل حماية خبرائها العاملين ضمن شركات الاستثمار في مجال النفط داخل حقل الهيل، وحقل آرك النفطي، والتي يتم شحن إنتاجها عبر مرفأ محافظة طرطوس إلى طهران، باستخدام بواخر مخصصة لهذا الغرض.
ويشكّل تواجد تنظيم داعش في البادية السورية، مصدر خطر لمقاتلي الميليشيات الإيرانية، والتي كثّفت من هجماتها المنظمة على عدد من الحواجز العسكرية المنتشرة على أوتوستراد M20 الواصل بين مطار مدينة تدمر العسكري وحقول النفط بعمق البادية السورية شرق محافظة حمص.
كما تمكنت شركات الاستثمار الإيرانية من توقيع عقود طويلة الأمد مع وزارة النفط والثروة المعدنية التابعة للنظام السوري، يتم بموجبها استخراج الثروات الباطنية (النفط – الغاز الطبيعي – الفوسفات) مقابل دعمها العسكري واللوجستي لقوات النظام بإخماد الحراك الثوري الذي شهدته البلاد في 2011.
تجدر الإشارة إلى أن الميليشيات الإيرانية نجحت بفرض سيطرتها العسكرية على معظم المدن الرئيسية بريف حمص الشرقي، والمتمثلة بمدينة تدمر- السخنة – البيارات- ومستودعات منطقة مهين الإستراتيجية، الأمر الذي أتاح لها ترميم المنشآت النفطية وإعادة تأهيلها للعمل مجدداً، بالإضافة لمناجم استخراج الفوسفات داخل منطقة الصوانة.
وتُعتبر شركة استثمار يارا التي يديرها المدعو جلبير، إحدى أكبر شركات الاستثمار الإيرانية العاملة في مجال استخراج النفط والفوسفات لصالح إيران ضِمن ريف حمص الشرقي، والتي توفر فرص العمل لما يقارب 300 شخص من السوريين مقابل منحهم رواتب مالية تتراوح ما بين 50-100 دولار أمريكي.