نداء بوست-حوار خاص-إسطنبول
كشفَ عضو البرلمان التركي سابقاً في حزب العدالة والتنمية “محمد ألغان” في حوار خاص لـ”نداء بوست” أنه مع تزايد حدة الخطاب العنصري ضد اللاجئين السوريين في تركيا، شكل ذلك عواملَ ضغط بالنسبة لحزب العدالة والتنمية.
يقول ألغان ” مع دخول أشقائنا السوريين تركيا منذ بداية الحرب السورية عام 2011 كانت هذه الخطوة بمثابة “حالة طوارئ” وقامت تركيا بفتح أبوابها للمساعدة لكن سرعانَ ما تحولت لساحة مشاكل على الصعيد الداخلي والخارجي، على حد تعبيره.
مضيفاً ” أرادت تركيا اتخاذ خطوة جديّة للقيام بتنظيم الهجرة من خلال نص قوانين جديدة، وتأثرت حياة السوريين على الأرض التركية وذلك لأنهم اعتادوا على قوانين تسهيلية من قِبل الحكومة التركية في بداية الأزمة السورية.
اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة وإجماع الأحزاب السياسية على موقف موحد ضد السوريين جعل حزب العدالة والتنمية يتخذ تدابير حازمة أكثر، كما شاهدنا في الأيام الماضية إغلاق 7 مناطق في إسطنبول ومنع تجديد الإقامات في دائرة الهجرة والجوازات، وفقاً لقانون تتبعه دول الغرب في سياسة اللاجئين، يفيد بأن زيادة 20% من نسبة السكان الأجانب في منطقة واحدة تسبب مشاكل على الصعيد الأمني وتزيد من فرص حدوث الممارسات العنصرية “الشعبوية” واستخدامها كوسيلة سياسية للأحزاب في المناطق المعنية.
يرى ألغان “أن تغيير القوانين على الصعيد الداخلي التركي لا يعني أنه قرار راديكالي يضر بمصلحة الشعب السوري لكن هناك حالات تجعل الحكومة التركية تقوم باتخاذ تدابير لأزمة مختلفة نوعاً ما.
ورداً على ماوردَ بشأن تحويل الملف السوري كورقة انتخابية بين القوى التنافسية أفاد ألغان: “نعم للأسف حصل شيء من ذلك، المعارضة التركية ربطت ذلك بتردي الأوضاع الاقتصادية بعد جائحة كورونا وقرار آخر متعلق بخفض سعر الفوائد في البنوك وبالتالي حدث هبوط لليرة التركية في أدنى مستوياته جميعها وهي عوامل أتاحت الفرصة للمعارضة لاستخدام اللاجئين “كورقة سياسية” ونلاحظ أن الحزب الحاكم لن يترك هذه الورقة بيد المعارضة التركية.
“ونحاول قدر الإمكان أن لا يكون الملف السوري ورقة انتخابية بيد أحد ونحاول سحبها من قلب السياسة لكي لا تكون ملفاً سياسياً انتخابياً”
النظام السوري متآكل
وتعليقاً على مسألة تطبيع العلاقات التركية مع نظام الأسد علق ألغان ” أراد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إيصال رسالة للغرب ولروسيا أن تركية منفتحة على أي حل دبلوماسي مطروح ومتقبلة لكل شيء رغم الضغوط الروسية، ولم تكن هناك نية لتركيا في إعطاء الصورة السياسية الهشة لروسيا أو لدول الغرب.
وشددَ ألغان على أن المشكلة تتجسد على أرض الواقع وليست دبلوماسية بالنسبة للنظام السوري فهو لا يريد تطوير العلاقات سياسياً فهو نظام “كبتاغون” لا يملك السيطرة ولا يملي بشيء على أحد فهو نظام فاقد للشرعية يستمد الدعم من روسيا وإيران، لكن في إطار إعادة العلاقات مع تركيا هذه الخطوة تحمل النظام مسؤولية كبيرة، فالنظام السوري معقد وبحالة ليست جيدة فهو متآكل من الداخل ومتمسك بهذا الوضع وأي مقترح سياسي جديد سيُظهر فشل النظام في إدارة البلاد لا سيما تردي الأوضاع المعيشية للسكان في المناطق الخاضعة لسيطرته، ويسعى لفرض انتخابات شكلية ليظهر أنه قادر على التعافي من مخلفات الحرب, لكن الواقع عكس ذلك تماماً فهو بحالة مستعصية ويظن أن أي تغيير في المشهد السياسي سيؤثر سلباً عليه.
أهمية الانتخابات وانعكاسها على الملف السوري
ختمَ ألغان بالحديث عن مستقبل سورية واحتمالات تغيُّر المشهد السوري موضحاً أن أكبر تحدٍّ للحزب الحاكم هو الانتخابات فهناك تغييرات جذرية ستحدث يعني عدم الفوز بهذه الانتخابات هو الحديث عن حكم جديد وبلاد جديدة والتغيرات الصغيرة تأتي من داخل السياسة التركية لكن هذه الانتخابات مصيرية ومهمة جداً، حزب العدالة والتنمية سيسخر كل إمكانياته وسيضع كل قوته ليفوز بهذه الانتخابات وعلى حساب أي شيء آخر وبما في ذلك إعادة العلاقات والتطبيع مع الأسد.