نداء بوست – هاني العبد الله – ريف حلب
سيطرت “هيئة تحرير الشام”، اليوم الخميس، على كامل مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، بعد انسحاب فصائل “الفيلق الثالث” التابع للجيش الوطني من المدينة، وسط محاولاتٍ من “الهيئة” لمتابعة التقدم والسيطرة على مناطق “الجيش الوطني” في كفرجنة وريف عفرين وصولاً إلى مدينة إعزاز.
مساعي “تحرير الشام” وحلفائها لبسط النفوذ على مناطق الجيش الوطني في ريف حلب، فتح باب التساؤلات حول هدف “الهيئة” من هذه العملية العسكرية، وكيف تبدو السيناريوهات القادمة في المنطقة؟.
أهداف تدخل “الهيئة”
وحول أهداف توغل تحرير الشام في ريف حلب، قال الباحث في “مركز جسور للدراسات”، وائل علوان لموقع “نداء بوست”: “منذ سنوات تسعى هيئة تحرير الشام لبسط نفوذها الأمني والاقتصادي في مناطق الجيش الوطني شمال حلب، حيث حاولت بناء شراكة أولاً مع الجبهة الشامية، ثم بعد ذلك مع الفصائل المنافسة للجبهة الشامية، بعدما ذهبت الأخيرة لمشروعها الخاص في الفيلق الثالث”.
وأضاف علوان: “مع توتر الخلافات بين مختلف الفصائل، حرصت تحرير الشام على تقوية شركائها الجدد والدفاع عنهم، وفي مقدمتهم فرقة الحمزة وفرقة السلطان سليمان شاه، لذلك وجدت الهيئة نفسها أمام ضرورة الدفاع عن مصالحها، عبر التدخل العسكري في ريف حلب للمرة الثانية للدفاع عن شركائها في الجانبين الأمني والاقتصادي”.
وفي السياق ذاته أوضحت شبكة “شام” الإخبارية في تقريرٍ لها، أن “هيئة تحرير الشام حصلت على ضوءٍ أخضر، من قوى خارجية، للتوسع في مناطق سيطرة الجيش الوطني، بعد فشل جميع طروحات التوافق والاندماج، وإصرار بعض المكونات على مشروعها ورفض أي مشروع مشترك، في ظل التجاذبات والخصومات الفصائلية في المنطقة”.
ولفتت الشبكة إلى أن “هذه المرة لم تدخل الهيئة لتوجيه أي رسائل لأي من مكونات الوطني على غرار تدخلها المرة الفائتة، إبان مشكلة السلطان سليمان شاه، وإنما لفرض أمر واقع في المنطقة، بمشروع معد مسبقاً على جميع المستويات العسكرية والأمنية والمدنية، ستفرضه الهيئة بالقوة، بالتشارك مع الفصائل الأخرى التي تقبل التحالف معها، وربما يكون على مرحلتين”.
متداول| رتل من #هيئة_تحرير_الشام داخل مدينة #عفرين شمالي #حلب بعد انسحاب #الفيلق_الثالث منها pic.twitter.com/g1dke8pBQW
— Nedaa Post نداء بوست (@NEDAAPOST) October 13, 2022
سيناريوهات متوقعة
وحول السيناريوهات المتوقعة في المنطقة، أفادت شبكة “شام”، أنه “بعدما فرضت هيئة تحرير الشام سيطرتها على مركز مدينة عفرين، تحضر أرتالاً عسكرية مدججة بالأسلحة للتوسع شمالاً، باتجاه معقل الجبهة الشامية في مدينة إعزاز، بعد انسحاب قوات الفيلق الثالث من عفرين شمالاً”.
وأوضحت “شام” أن “مساعي تحرير الشام للتوسع شمالاً لحصار معقل الجبهة الشامية في إعزاز، سيكون بالتوازي مع تحرك فرقة الحمزة وأحرار الشام في القطاع الشرقي على محاور جرابلس والباب شرقي حلب، إلى جانب مشاركة فاعلة لفصيل الحزب الإسلامي التركستاني في الصراع الدائر لصالح الهيئة”.
وطُبقت المرحلة الأولى فعلياً بمجرد دخول “هيئة تحرير الشام” لمركز مدينة عفرين، ونشرها الجهاز الأمني في المنطقة، في محاولة لطمأنة الحاضنة الشعبية وكسب موقفها، علاوة عن إيصال رسائل للمناطق الأخرى لتتقبل دخولها، ورسائل خارجية تظهرها بموقع قوي قريب وحريص على عدم إراقة الدماء، وفق شبكة شام.
وتابعت شبكة “شام” قائلةً: “في حال أكملت هيئة تحرير الشام هدفها بالتوسع، وسيطرت على كامل المنطقة دون تدخل من أي طرف خارجي، فإن مصير الفصائل الرافضة للمشروع سيكون بخروجها من المنطقة باتجاه مناطق نبع السلام”، مرجحةً أن يكون هناك بوادر تفاهمات على عجالة للحد من تمدد الهيئة في المنطقة.
هل تنقلب “تحرير الشام” على حلفائها؟
وحول مستقبل التحالف بين “تحرير الشام” و”فرقة الحمزة” و”فرقة السلطان سليمان شاه”، قال وائل علوان: “لا أتوقع أن تتخلى هيئة تحرير الشام عن حليفيها الرئيسيين (الحمزات والعمشات)، حتى وإن سيطرت بشكلٍ مباشر على مناطق واسعة شمال حلب، حيث من المرجح أن تستجيب الهيئة لضغوطات، تدفعها للانسحاب جزئياً أو كلياً من المناطق التي تقدمت إليها بريف حلب، وبالتالي ستترك مكتسباتها السابقة والجديدة في عهدة شركائها، مع ضمان نفوذها ضمنهما، وإن بشكل غير ظاهر أو معلن”.
في المقابل ترى شبكة شام في تقريرها، أن “التعاون بين هيئة تحرير الشام وكلاً من “فرقة الحمزة والسلطان سليمان شاه مؤقت، وستفرض عليهم الهيئة مستقبلاً مشروعها في المنطقة، وعليهم القبول به كما باقي المكونات ولن يكون لهم أي خاصية أخرى، أو الإنهاء”.
وأضافت أن “الهيئة لن تلوث نفسها بالتعاون مع فصائل مدانة بانتهاكات وفظائع كبيرة، وهي تملك تاريخ طويل بالانقلاب على حلفائها، وبالتالي فإن الفصائل التي تحتمي بالهيئة اليوم ربما تكون أول الخاسرين بعد أن تستخدمهم الهيئة طعماً للتمدد ولاحقاً أداة للمحاسبة وإظهار نفسها بموقع المحاسب لكل فاسد لتعزيز علاقتها بالحاضنة الشعبية”.
#متداول| انسحاب #الفيلق_الثالث من كامل مدينة #عفرين باتجاه #اعزاز #وكفر جنة بعد سيطرة #هيئة_تحرير_الشام على #عفرين pic.twitter.com/Ab8TqZ0K1r
— Nedaa Post نداء بوست (@NEDAAPOST) October 13, 2022
كيف سيطرة الهيئة على عفرين؟
وسيطرت “هيئة تحرير الشام” ظهر اليوم على كامل عفرين، بعد هجوم شنته مع حلفائها فرقة “الحمزة” (الحمزات) وفرقة “السلطان سليمان شاه” (العمشات) التابعين “للجيش الوطني”.
وأفاد مراسل “نداء بوست: في حلب، أنه عقب دخول الهيئة وحلفائها إلى عفرين، انسحبت قوات عسكرية من “الفيلق الثالث” وعلى رأسها الجبهة الشامية، باتجاه مدينة إعزاز وبلدة كفرجنة، ما دفع الهيئة لمتابعة التقدم نحو كفر جنة واعزاز للسيطرة عليها أيضاً.
وأضاف المراسل أن فرقة “سليمان شاه” المتحالفة مع “تحرير الشام”، سيطرت على معبر الحمران بالكامل بريف جرابلس الشرقي.
وكانت “تحرير الشام” سيطرت مساء أمس على ناحية “جنديرس” وقريتَيْ “دير بلوط” و”المحمدية” بريف عفرين، بعد اشتباكاتٍ دامت لساعات مع فصائل من الجيش الوطني، استُخدم فيها كافة أنواع الأسلحة، حيث اقتحمت “الهيئة” المدينة من جهة قرية أقجلة وتل سلور.
يُذكر أن “هيئة تحرير الشام” تدخلت إلى جانب “فرقة الحمزة”، على خلفية اشتباكات بدأت في مدينة “الباب” وتوسعت إلى مناطق أخرى، عقب ثبوت تورط “فرقة الحمزة” باغتيال الناشط “محمد أبو غنوم وزوجته الحامل”.