نداء بوست – أخبار سورية – تل أبيب
نشرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أمس تقريراً، يكشف تفاصيل جديدة حول المسؤولين عن تدمير المفاعل النووي في دير الزور عام 2007.
وذكرت الصحيفة أن رئيس قسم المخابرات في الموساد سابقاً، أمنون صفرين، كشف أن الموساد تمكّن من القيام بعملية اختراق لأحد أبرز المسؤولين عن الملف النووي لحكومة النظام وهو إبراهيم عثمان، الذي كان ومايزال يشغل رئيس هيئة الطاقة الذرية.
وبحسب الصحيفة، بدأ الموساد الإسرائيلي بعملية البحث عن دليل يؤكد الشكوك بوجود مفاعل نووي سوري، وفي شباط 2004 أصدر الموساد تحذيراً لأول مرة حول احتمال وجود مشروع نووي في سورية.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي السابق أنه “في نهاية عام 2006، بدأنا في تكوين فكرة حول وجود عدة أماكن بها نشاط مشبوه، لكننا في هذه المرحلة، لم نتمكن من تحديد مكان وجود المفاعل النووي “.
وبناءً على نصيحة قدمها ضابط شاب في المخابرات العسكرية للمسؤول الإسرائيلي (صفرين)، تم تغيير مسار العملية الاستخباراتية من إمكانية حيازة نظام الأسد لأجهزة طرد مركزي، إلى احتمالية أن يكون لدى النظام السوري مفاعل بلوتونيوم، وهو ما يتوافق مع معرفة الكوريين الشماليين الذين زاد نشاطهم في شمال سورية حينها.
مسؤول لدى النظام متورط في قصف مفاعل دير الزور
بدأ عملاء الموساد بتتبع رئيس هيئة الطاقة الذرية التابع للنظام، إبراهيم عثمان، وكان حينها بزيارة للعاصمة النمساوية فيينا، لحضور الاجتماع السنوي للمحافظين في مقر وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، وفق تحقيق سابق أجرته مجلة “ذا نيويوركر” الأمريكية.
وبحسب التحقيق الذي لم تنكره إسرائيل، فإن موظفي الموساد اقتحموا غرفة بالفندق التي كان يقيم فيها إبراهيم عثمان، واستنسخوا كل المعلومات الموجودة على جهاز كمبيوتره المحمول وغادروا دون أن يتركوا أثراً.
وتشير المعلومات التي قدمها التحقيق، أن الموساد تمكنوا من اختراق نظام الأسد عبر الوصول إلى الحاسوب الشخصي لأرفع شخصية مسؤولة عن ملفه النووي (إبراهيم عثمان)، ما يفتح باب التساؤلات والشكوك حول وجود إمكانية لتعاون المسؤول في النظام مع الموساد، إذ من غير المنطقي أن يحمل مسؤول ملفات خطرة تتعلق بالأمن القومي لبلاده داخل جهاز حاسوبه ويسافر بها إلى دولة أجنبية.
وبالعودة إلى المسؤول في الموساد (صفرين)، فقد أوضح أنه في مرحلة ما قبل اختراق حاسوب إبراهيم عثمان، كان الإسرائيليون متأكدين تماماً، من أن هناك نشاطاً نووياً في سورية مولّداً “للبلوتوجين” وليس بالطرد المركزي.
وقال صفرين: “بدأنا في تحديد المناطق المشبوهة لبناء مفاعل، وحددنا موقع المبنى في دير الزور كواحد منهم، لكننا لم نكن نعرف ما بداخله”.
وتابع “رأينا العديد من العلامات المشبوهة، منطقة معزولة بالقرب من نهر الفرات، وخط أنابيب مع محطة ضخ. بالنظر إلى كل هذه العناصر، فهمنا أن شيئاً ما يختمر هناك، لكننا ما زلنا نفتقر إلى دليل ذهبي”.
وأضاف رئيس قسم المخابرات في الموساد سابقاً، أمنون صفرين: “عندما وصلت عملية فك شفرة جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بعثمان، من قبل المخابرات العسكرية إلى قسم الأسلحة غير التقليدية في الموساد، حلل خبراء الموساد المواد لساعات ودهشوا، حيث لم تترك الصور مجالاً للشك، بأن هناك مفاعلاً نووياً سورياً، بل إنه كان جاهزاً للتشغيل، بما في ذلك القلب وأنظمة التبريد وأنابيب مدخل ومخرج المياه، وبالتالي تم اتخاذ قرار بقصف هذا المفاعل”.
وكانت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، نشرت الثلاثاء الماضي، تقريراً تحدثت فيه عن تفاصيل قصف المفاعل النووي في دير الزور.
وذكرت الصحيفة أن “8 طائرات مقاتلة، 4 من طراز f-15 و4 من طراز f-16، قصفت المفاعل النووي بأكثر من 17 طناً من متفجرات، وكان الهدف منها هو “إبادة المفاعل النووي بدون أن يعلم ويعرف السوريين ما الذي جرى وكيف تم ذلك”.