نداء بوست – سليمان سباعي – حمص
بدأ عناصر أمنيون تابعون لشعبة المخابرات العسكرية الفرع 227 ملاحقة العناصر المنشقين عن ميليشيا “لواء القدس” الذي يترأسه اللواء محمد السعيد بهدف محاسبتهم على الفرار وإخلاء مواقعهم العسكرية بريف حمص الشرقي دون الحصول على موافقة من قادة القطاع المتواجدين في المنطقة.
مراسل “نداء بوست” في حمص أكّد قيام دوريات أمنية بمداهمة عدّة منازل في أحياء حمص خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، اعتقلت خلالها خمسة أشخاص من المنشقين عن ميليشيا “لواء القدس” واقتادتهم لجهة مجهولة، في حين تمكن عدد آخر من الفرار قبل وصول المداهمة لمنازلهم.
ونقل مراسلنا عن أحد المنشقين قوله: إن العقد الذي تمّ إبرامه مع مكاتب الانتساب في حمص ينصّ بأحد شروطه على مقاضاة العناصر في حال فرارهم من الخدمة “المؤقتة” والتي يتم تجديدها كل ستّة أشهر، مضيفاً أن استهتار “مرؤوسيهم” وعدم المبالاة بأرواحهم دفع العشرات للانشقاق بعد الخسائر البشرية الكبيرة التي تعرضوا لها خلال الهجمات التي شنها مقاتلو تنظيم “داعش” على مواقعهم في البادية السورية.
ولفت المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه -لضرورات أمنية- إلى أن المسؤولين العسكريين عن نقاط عناصر “لواء القدس” رفضوا في عدّة مناسبات إمداد الحواجز بالمؤازرة العسكرية المطلوبة مع بَدْء مقاتلي “داعش” هجماتهم، الأمر الذي أكّد استعمالهم كدرع مؤقت لحين تأهب باقي الحواجز العسكرية التابعة للميليشيات الإيرانية وحزب الله اللبناني المتواجدين في الخطوط الخلفية.
وأشار مراسل “نداء بوست” في حمص لإجراء القائد العسكري اللواء محمد السعيد زيارة مُفاجِئة هي الأولى من نوعها في منتصف شهر حزيران/ يونيو الماضي لمواقع مقاتليه لحثّهم على البقاء مقابل إغرائهم برواتب مالية إضافية فضلاً عن تقديم سلة غذائية لك مقاتل على حدة.
وبحسب مراسلنا فإن الخطوة التي أجراها السعيد لم تُؤتِ أُكُلَها للحفاظ على ثبات مقاتليه في عُمق البادية السورية، لا سيما بعد استمرار حملة الانشقاق عن مرتبات لواء القدس الذي بات يفتقر للعنصر البشري للحفاظ على مواقعه بريف حمص الشرقي.
وتجدر الإشارة إلى أن ريف حمص الشرقي بات مرتعاً للميليشيات المدعومة من قِبل إيران وحزب الله اللذين باتا يفرضان سيطرتهما على المنطقة بشكل شِبه تامّ، في حين يقتصر تواجُد عناصر قوات النظام على بعض الحواجز المنتشرة على الطرقات الرئيسية متمثلة بحواجز الفرقة الرابعة التي تفرض الإتاوات المالية على قوافل نقل النفط والسيارات المدنية المتواجدة في المنطقة.