نداء بوست- أخبار سورية- موسكو
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، يوم أمس الأحد، مسؤوليتها عن قصف قاعدة التحالف الدولي في منطقة التنف جنوب شرقي سورية، والذي وقع قبل أيام.
وزعمت الوزارة في بيان أن القوات السورية المتواجدة في قاعدة التنف (في إشارة إلى جيش مغاوير الثورة)، تلقت تدريبات على يد تنظيم داعش، و”تنفذ هجمات ضد المدنيين والمنشآت المدنية في سورية”.
وأضافت: “قامت إحدى هذه المجموعات، التي دربها مختصون من القوات الخاصة الأمريكية في معسكر تدريب في منطقة التنف، باختراق سري للصحراء السورية وخططت لهجمات إرهابية على منشآت صناعة النفط في المنطقة”.
وتابعت: “ظهرت هذه المجموعات لأول مرة في 20 حزيران/ يونيو، وهي تطلق النار على حافلة مدنية على حدود محافظتي الرقة ودير الزور. حيث لقي 14 شخصاً مصرعهم وأصيب 5 آخرون”.
وفي 20 حزيران/ يونيو الحالي، أعلنت وكالة أنباء النظام السوري “سانا” مصرع 14 عسكرياً من قوات الأسد والميليشيات التابعة لها، إثر هجوم على حافلة كانت تقلّهم في منطقة جبل البشري بريف الرقة، وأعلن تنظيم “داعش” فيما بعد مسؤوليته عن الهجوم.
وزارة الدفاع الروسية، زعمت أيضاً في بيانها وتابعت: أنه “على الرغم من تعقيد العمليات في الصحراء، إلا قوات النظام السوري اكتشفت بدعم من طائرات الاستطلاع الروسية تحركات تلك المجموعات”، مضيفة: “بعد ذلك، تم توجيه ضربة عالية الدقة قضت عليهم”.
https://youtu.be/90PFf7Sf7Ac
وأردف البيان: “يجب على كل إرهابي أينما يختبئ أن يعرف ويتذكر أن العقاب قادم، وعلى الولايات المتحدة، التوقف عن تشجيع الأزمات حيث يسعى الآخرون لبناء السلام، والخروج من سورية”.
وقبل أيام، أعلن “جيش مغاوير الثورة” المتواجد في قاعدة التنف، تعرض مواقع تابعة له لهجوم جوي، اقتصرت أضراره على الماديات.
وأكدت واشنطن وقوف روسيا خلف الهجوم، حيث نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن عسكريين أمريكيين قولهم: إن “القوات الروسية نفذت الشهر الجاري عمليات ضد التحالف الدولي في سورية، ومنها استهداف مقاتلتين من طراز سوخوي موقعاً في قاعدة التنف”.
وأضافت المصادر أن روسيا أخطرت الولايات المتحدة قبل القصف بأنها سترد على هجوم مزعوم ضد قوات النظام السوري.
وبحسب هذه المصادر، فإن هجمات روسيا أثارت قلق واشنطن من أن تؤدي لمواجهة أمريكية روسية في سورية.
وفي هذا السياق، ذكرت شبكة “سي إن إن” أن روسيا حذرت الجيش الأمريكي في وقت سابق من الأسبوع الماضي، من أنها ستشن غارات جوية ضد مقاتلين محليين مدعومين من الولايات المتحدة في التنف.
ووفقاً لمسؤولين أمريكيين، فإن الولايات المتحدة “حذرت المقاتلين السوريين بسرعة لتبديل مواقعهم، وتم التأكد من عدم وجود قوات أمريكية في الجوار”.
ولم تضطر القوات الأمريكية إلى تبديل مواقعها لأنها كانت بعيدة بما فيه الكفاية، واقتصر التحرك على مقاتلي جيش مغاوير الثورة، وفقاً للمسؤولين الأمريكيين.
ويبدو أن الضربات الجوية الروسية محسوبة للغاية، حيث جاءت في وقت تتصاعد به التوترات بين واشنطن وموسكو بسبب الحرب في أوكرانيا.
ويحاول البنتاغون ضمان عدم تصاعد التوترات مع القوات الروسية، بما في ذلك في سورية، حيث عمل الجانبان على مقربة من بعضها البعض لعدة سنوات.
ويشير التقييم الأولي إلى أنه من المحتمل أن تكون القوات الروسية قد تلقت أوامر بإخطار الولايات المتحدة في وقت مبكر وشن الضربات الجوية مع العلم أنها لن تضرب القوات الأمريكية وأن الأمريكيين سيحذرون حلفاءهم.
في المقابل، يعتقد مسؤولون آخرون في البنتاغون أن الروس على الأرجح قد حققوا هدفهم المتمثل في “إرسال رسالة” إلى الولايات المتحدة مفادها أنه بإمكانهم الهجوم دون القلق من الانتقام.
وجاء الإخطار الروسي من خلال آلية عدم الاحتكاك المعمول بها مع الولايات المتحدة في سورية منذ عدة سنوات، حيث يقوم كل جانب بإخطار الآخر بالعمليات العسكرية والتحركات التي قد تؤدي إلى سوء تقدير إذا لم يكن كل جانب على علم بأنشطة الطرف الآخر.
وبحسب “سي إن إن” فإن وجهة النظر الأمريكية هي أن الروس كانوا يقللون من مخاطر حدوث أزمة، خاصة أن الولايات المتحدة ستبلغ المقاتلين المحليين بالهجوم قبل وقوعه.
وعن طبيعة الهجوم الذي تذرعت روسيا به لشن الغارات على قاعدة التنف، قال عسكريون أمريكيون إن الروس زعموا أن “مغاوير الثورة” نفذوا هجوماً بقنبلة زرعت على جانب الطريق ضد القوات الروسية.
وتعتقد الولايات المتحدة أن ذلك لم يحدث، واستخدمه الروس ببساطة كسبب لشن غارات جوية، وفقاً للمصدر.
وتأسست قاعدة التنف عام 2016، بريف حمص الشرقي على المثلث الحدودي بين سورية والأردن والعراق، وتتمركز فيها قوات أمريكية وقوات من التحالف وفصيل “جيش مغاوير الثورة”، حيث تم إنشاؤها في إطار عملية “العزم الصلب” ضد تنظيم “داعش”.