نداء بوست- محمد جميل خضر
لعلّ أهم ما يستجليه الفيلم النرويجي الروائي الطويل Battle: Freestyle (2022) من إخراج Ingvild Søderlind، هو التفاصيل التعريفية التي تضمنتها مشاهده حول نوع جديد من الرقص، هو ما يمكن تسميته برقص الشوارع، أو الرقص التعبيري غير المحكوم بقواعد محددة.
كما أنه شكّل فرصة مناسبة لتقديم وجبة متنوعة من هذا الرقص الذي سيُدرج ضمن منافسات دورة الألعاب الأولمبية المقبلة في فرنسا (باريس 2024).
يمكن ترجمة عنوان الفيلم المأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتبة النرويجية ماجا لوندي، بجملة توصيفية لا يمكن وضعها في خانة الترجمة الحرفية: معركة الرقص الحر، أو النمط الحر لمعركة الرقص، أو شيء من هذا القبيل.
في (88 دقيقة عرض) يرصد الفيلم العلاقة الدافئة بين أعضاء فريق الرقص الذي أطلق على نفسه تسمية “إيليست”، الساعي بتصميم ومثابرة إلى خوض التحدي الصعب في ظل وجود أكثر من فرقة منافسة، منها مَن يتميز أعضاؤها بقدرات رقص استثنائية، وفي ظل، كذلك، تركت أماليا (واحدة من أعضاء الفرقة) لزملائها بعد وصولهم باريس للمشاركة في المهرجان التنافسيّ، محاولةً خلال غيابها عن تدريبات الفرقة، إعادة تعريف علاقتها بوالدتها المقيمة في عاصمة النور، التي قطعت علاقتها، تماماً، مع طليقها وابنتها.
علاقة أماليا مع والدتها، علاقة والدتها معها، تفريغ شحنات العاطفة السلبية عبر الرقص، الطاقة القصوى للارتجال، الصراع بين الرقص المعاصر والهيب هوب، إطلاق العنان لمكنونات النفس الإنسانية، وغيرها، من عناوين الفيلم ووجهات تفاصيله.
إلى ذلك، يضيء الفيلم التحولات الكبرى في أوروبا بعد تدفق اللاجئين إلى كثير من بلدانها، وكيف أصبح هؤلاء جزءاً من سردية أوروبا عن نفسها، ومن مكونات تفاضُلها وتكامُلها.
من عبارات الفيلم وكلمات أغانيه اللافتة: “الليل بارد والموسيقى مشتعلة”، “أطلقي العنان لنفسك”، “أعرف ما أريده”، “هذه عائلتي” العبارة التي تبوح بها أماليا عندما يبدع فريقها برقصة من الرقصات وهي تشاهد إبداع أترابها في الفرقة مع الجمهور، ويستغرب طفل مدى حماسها، فتقول له “هذه عائلتي”، خصوصاً بعدما تمخضت محاولات تقرّبها من أمّها عن لا شيء.
هو فيلم عن لغة الجسد بوصفها بوحاً طالعاً من الروح.