نداء بوست – عبدالله العمري- دير الزور
ازدادت خلال الفترة الماضية الخلافات بين القوى والميليشيات التابعة لنظام الأسد في محافظة دير الزور وريفها بسبب النزاع على بعض المرافق العامة التي استولت عليها تلك الميليشيات.
وبحسب ما ذكر مراسل “نداء بوست” في دير الزور فإن خلافاً نشب يوم أمس بين عناصر الأمن العسكري وعناصر ميليشيا الدفاع الوطني في المدينة جراء نزاع على المعبر المائي الواصل بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة “قسد”.
وقامت دوريات تابعة للأمن العسكرية وبقيادة قائد شرطة المحافظة اللواء بلال سليمان محمود بمداهمة إحدى مقرات الدفاع الوطني في بلدة “حطلة” بريف دير الزور وأوقفت عددًا من الآليات التابعة للمدعو فراس العراقية قائد ميليشيا الدفاع الوطني عن العمل وذلك بحجة عدم امتلاكه تراخيص للعمل.
وكانت الآليات التابعة لقائد الميليشيا تقوم باستخراج الحصى المخصص للبناء من نهر الفرات وبيعه للأهالي في دير الزور وريفها كذلك قامت دوريات الأمن بمداهمة أحد المستودعات التي تخزن فيها الميليشيا العراقية الحصى واحتجزت شاحنتين محملتين بتلك المواد بالإضافة لاعتقال سائقيهما.
وتعد هذه المرة الأولى التي تتطور فيها الخلافات بين القوى والميليشيات التابعة لنظام الأسد ليصل الأمر إلى إيقاف آليات تتبع قادة تلك الميليشيات.
كما ازدادت حدة تلك الخلافات قبل فترة على خلفية انضمام عدد كبير من عناصر ميليشيا الدفاع الوطني لصفوف الفرقة الرابعة بدعم من حسن الغضبان نائب قائد الميليشيا في الريف الشرقي وشقيقه رائد الغضبان أمين فرع حزب البعث.
وفي وقت سابق من شهر شباط الماضي حصل اشتباك مسلح آخر بين دوريات تابعة للأمن العسكري وأخرى لميليشيا الدفاع الوطني على إثر قيام تلك الدوريات بإطلاق النار على مجموعة من الشباب في بلدة صبيخان بريف دير الزور الشرقي عند محاولتها الإمساك بهم بحجة تخلفهم عن الخدمة العسكرية الإجبارية.
وأدى الاشتباك حينها إلى مقتل أحد أولئك الشبان وهو ابن قائد ميليشيا الدفاع بمنطقة صبيخان الأمر الذي دفع عناصر الميليشيا للهجوم على مخفر البلدة والذي يتمركز فيه عناصر الأمن العسكري التابع للنظام.
وكما هو معلوم فإن محافظة دير الزور تشكل نموذجاً مصغراً لتوزع القوى التي تتصارع داخل الأراضي السوري حيث تتقاسم النفوذ داخل المحافظة قوات النظام والميليشيات الموالية له بالإضافة إلى ميليشيا الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة لها في القسم الغربي من المحافظة بينما تسيطر “قسد” وقوات التحالف الدولي الداعمة لها على غالبية الريف الشرقي للمحافظة.