نداء بوست – ولاء الحوراني – درعا
تشهد أسعار الفواكه الموسمية ارتفاعاً جنونياً في أسواق محافظة درعا ما حرم محبيها من إمكانية شرائها وتذوقها بسبب ضعف القدرة الشرائية للمواطنين وتدني الأجور مع تدهور الوضع الاقتصادي وانهيار القيمة الشرائية لليرة السورية.
وفي جولة لنداء بوست على أسواق مدينة درعا رصد أسعار بعض أنواع الفاكهة الموسمية حيث تراوح سعر الكيلو غرام الواحد من الكرز 12 ألف ل.س والمشمش 10 آلاف ليرة والدراق 9 آلاف ليرة وتجاوز سعر الكيلو غرام من الموز 8 آلاف ليرة في حين أن متوسط الدخل لا يتعدى ال 100 ألف ل.س.
يقول مصطفى العوضي صاحب محل لبيع الخضار والفواكه ل “نداء بوست” أنه توقف عن عرض الفواكه في متجره لعدم الإقبال على شراءها من قبل المواطنين إذ أن غالبية الأشخاص باتوا يشترون الفاكهة بالحبة بسبب إلحاح أطفالهم عليها ما يؤدي إلى كساد الكميات لديه وبالتالي تعرضه للخسارة.
بدوره جمال قطيفان وهو تاجر أرجع أسباب ارتفاع الأسعار إلى تصدير الفواكه للدول المجاورة كذلك ارتفاع أسعار تكاليف الإنتاج وخاصة المحروقات إذ أن الكمية التي يتم توزيعها من الحكومة للمزارعين غير كافية للري لذلك يلجأ المزارعون إلى شراء المازوت من السوق السوداء الذي بلغ سعر ليتر المازوت فيها 6 آلاف ل.س فضلاً عن ارتفاع تكلفة النقل وأجور اليد العاملة.
“أصبحت الفواكه من المنسيات وتم الاستغناء عنها عند الكثير من العائلات” هذا ما أشارت به ياسمين الغزاوي لنداء بوست، وأوضحت أن الفاكهة انضمت لقائمة الكماليات التي أصبحت محرمة وصعبة المنال بعد أن كانت لا تخلو المنازل منها، وبكميات كبيرة وذلك لارتفاع أسعارها بشكل يفوق القدرة الشرائية للمواطنين.
ارتفاع جنوني في الأسعار وفقر شديد غير مسبوق تعيشه محافظة درعا جعلها تعاني من أزمة تأمين أساسيات معيشتها في ظل غياب الرقابة وعجز النظام عن ضبط الأسواق ووضع حد للكارثة الإنسانية التي ترقى لمستوى المجاعة الحقيقية في المناطق التي تقع تحت سيطرته، وتشهد غياباً للمنظمات الإنسانية التي كانت تقدم المساعدة فيها قبل سيطرة النظام وحلفائه عليها.