نداء بوست- أخبار سورية- أنقرة
انتقد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، عدم التزام الولايات المتحدة وروسيا بالوعود التي قدمتها الدولتان لتركيا أواخر عام 2019 بخصوص سحب عناصر “قسد” وحزب العمال الكردستاني من الحدود مع بلاده.
وقال جاويش أوغلو في تصريح للصحفيين الذي رافقوه إلى إسرائيل: “الولايات المتحدة وروسيا لم تفيا بوعودهما في إيقاف الهجمات القادمة من مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب PYG شرق الفرات”.
وأضاف: “الهجمات الإرهابية تزايدت في الآونة الأخيرة، وبصفتنا تركيا، لا يمكن تقييد أيدينا، ولا يمكننا أن ننتظر حتى يقوموا بمهاجمتنا، لذا يتوجب علينا أن نفعل ما نراه ضرورياً”.
في سياق آخر، انتقد جاويش أوغلو موقف النظام السوري من مشروع تركيا الخاص بعودة اللاجئين، قائلاً: “الإدارة السورية تصدر عفواً وتدعو الجميع للعودة، ولكن عندما نقوم نحن بدعم مشروع العودة، تخرج وتقول نحن لا نقبل بذلك”.
وأردف: “الناس لا تعود بسبب خطاب النظام المتناقض، لا يمكنهم الوثوق بهذا النظام والعودة”.
وفي الآونة الأخيرة، كثرت تصريحات المسؤولين الأتراك التي تتحدث عن نية أنقرة في شن عملية عسكرية جديدة ضد “قسد” في منطقة شمال شرقي سورية.
وحول دوافع تركيا لتنفيذ هذه العملية، يقول مركز “جسور للدراسات”: إن لدى أنقرة العديد من الدوافع على المستوييْنِ السوريّ والدوليّ لشنّ عمليّة عسكريّة جديدة شمال سورية.
على الصعيد الدوليّ، يرى المركز أن هناك محاولة للضغط على الولايات المتحدة بعد اعتراض تركيا على انضمام السويد وفنلندا لحلف الناتو؛ ويضيف في هذا السياق: “أنقرة تسعى للحصول على ثمن من واشنطن مقابل تقديم موافقتها على هذا التوسّع؛ لأنّ هذه الموافقة ستؤثر سلباً على علاقة تركيا مع روسيا، التي قد تلحق بها خسائر سياسية واقتصادية”.
كما أن تركيا -وفقاً للمركز- تُدرك أنّ الظروف الدوليّة الناتجة عن غزو روسيا لأوكرانيا تسمح لها بإعادة التفاوض مع كلّ الأطراف على تفاهُمات جديدة فيما يخصّ سورية وغيرها، لذا فهي تعمل على تعزيز وتوسيع مكاسبها، بما يُحقّق لها عائداً سياسيّاً مهمّاً قبل نحو عام من الانتخابات التي تُعتبر أهمّ حدث في تاريخ تركيا المعاصر.
وأما على المستوى السوري، يرى المركز أن تركيا تمتلك جملة من الأسباب تمكنها من شن عملية عسكرية خامسة في سورية، بعد “درع الفرات” و”غصن الزيتون” و”نبع السلام” و”درع الربيع”.
ويأتي دعم خطة إعادة اللاجئين على رأس تلك الدوافع، حيث يؤكد المركز أن إخراج “قسد” من مدن تل رفعت ومنبج وعين العرب يُشجّع على عودة عشرات آلاف المهجَّرين إلى منازلهم بشكل طوعيّ، على غرار العمليات العسكرية السابقة التي ساهمت بعودة 500 ألف لاجئ بشكل طوعيّ.
يضاف إلى ذلك رغبة تركيا بالتخلّص من التهديدات الأمنيّة التي تُشكّل خطراً على مواقعها العسكرية في سورية، وتَحُول دون استكمال عمليات فرض الاستقرار في مناطق وجودها العسكري.
وأما الدافع الثالث فهو “تقويض أيّ فرصة لإنشاء إقليم انفصاليّ شمال سورية، واستكمال جهود حماية الأمن القوميّ بتحييد خطر حزب العمال الكردستاني عن حدود تركيا الجنوبيّة، والذي ما يزال يُشكّل خطراً رغم العمليّات الجويّة والدوريّات المشتركة التي يتم تنفيذها، في ظل عدم التزام الولايات المتحدة وروسيا بتعهُّداتهما لتركيا في هذا الصدد”.
وأخيراً هو رغبة تركيا في “فرض مزيد من الضغوط العسكريّة على حزب العمال الكردستاني في المنطقة عموماً، فإطلاق عمليّة جديدة ضده في سورية سيؤدي إلى استنزاف قدراته وموارده بشكل أكبر؛ مع استمرار عمليّة “المخلب – القفل” التي أطلقتها تركيا ضده في العراق، بهدف إقامة منطقة عازلة على الشريط الحدودي”.