نداء بوست- أخبار سورية- إسطنبول
أصدر مركز جسور للدراسات، اليوم السبت، دراسة تحليلية ناقشت التداعيات العسكرية والسياسية والاقتصادية للغزو الروسي لأوكرانيا على النظام السوري.
واستهل المركز دراسته باستعراض سياسات النظام السوري تجاه الصراع في أوكرانيا، والموقف السياسي غير الحازم الذي اتخذه من الاعتراف بانفصال دونيتسك ولوغانسك، ومساعدته في تجنيد مقاتلين للقتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا، إضافة إلى تعزيز التنسيق مع إيران، ومحاولة فكّ عزلته وتخفيف العقوبات المفروضة عليه.
وأيضاً سرد المركز أثر الصراع في أوكرانيا، على النظام السوري، والأثر السلبي والإيجابي للعقوبات الغربية على روسيا عليه، إضافة إلى التأثر بتراجُع حضور روسيا العسكري في سورية، وتراجُع نفوذها الدبلوماسي على المستوى الدولي.
وقال المركز: إن نطاق ارتباط النظام السوري بروسيا اتسع منذ تدخُّلها عسكرياً في سورية عام 2015، حتى أصبح مرتبطاً بها بشكل عضوي، بعد أن سيطرت بالشراكة مع إيران على مختلف قطاعات السلطة العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية.
ونتيجة لذلك، فإنّ النظام يتأثر بشكل مباشر بالمتغيرات التي تتعرّض لها روسيا سلباً أو إيجاباً.
وأضاف: “بلا شك فإنَّ الغزو الروسي لأوكرانيا قد أثر على قدرات روسيا الدبلوماسية حيث لم تَعُدْ قادرة على تقديم الدعم الذي كانت توقره للنظام من قبل؛ بعد أن أصبحت مكبلة بالعقوبات ومشغولة في المنافحة عن المصالح الروسية المباشرة”.
ورأى المركز أن الانشغال العسكري الروسي في أوكرانيا لم يؤثر بعدُ بشكل كبير على قدرتها على الحضور في المشهد السوري؛ غير أنّ سورية تتراجع في قائمة اهتمامات روسيا كلما زاد مأزقها في أوكرانيا، مما سيمنح إيران الفرصة لتوسيع نفوذها هناك ومحاولة ملء أي فراغ قد تتركه روسيا مضطرة.
كما اعتبرت الدراسة أن “هذا التبادل في الأدوار بين الشريكين الإيراني والروسي لا يصبّ في صالح النظام والذي كان يستفيد خلال السنوات السابقة من التوازن بين الطرفين، ومن الهوامش التي يتركها صراعهما الصامت حول النفوذ في سورية، وسيجعل النظام تحت ضغط إيراني أكبر، بما يُنهي كل محاولاته السابقة في عدم الخضوع لحليف واحد، وهو ما يُفسر محاولات النظام للانفتاح عربياً بُعيد بَدْء الحرب في محاولة لتأمين منافسين بدلاء للغياب الروسي المحتمل”.
وتشير الدراسة إلى أنه من المحتمل أن النظام أدرك منذ الأيام الأولى للغزو أن الدعم السياسي والعسكري الذي كان يحصل عليه من روسيا لن يبقى بالشكل الذي كان يعرفه على الأقل لفترة ما.
ولهذا، يضيف المركز: اتجه النظام مباشرة إلى إيران رغم أنَّ ذلك قد لا يكون خياره المفضل، ويُعتقد أنّ زيارة مملوك إلى طهران بعد ثلاثة أيام فقط من انطلاق الحرب تأتي في هذا السياق.
اقرأ أيضاً: علي مملوك في إيران.. زيارة “غير عادية” تحسباً لما هو قادم من أوكرانيا
ولا تقتصر خسائر النظام على الجانبين العسكري والسياسي؛ فعلى المستوى الاقتصادي تأثر بشكل سلبي من الحرب من جهة ارتفاع أسعار العديد من السلع عالمياً، وهو ما تأثرت به الكثير من الدول ومن باب أَوْلَى النظام الخاضع أصلاً لعقوبات دولية ويعاني أزمة في تأمين الموارد اللازمة لاستيراد السلع قبل ارتفاع أسعارها الأخير حتى من حلفائه أنفسهم، وفقاً للمصدر.
لقراءة الدراسة كاملة كما وردت في موقع المركز (اضغط هنا)