نداء بوست – ولاء الحوراني – درعا
يتصاعد القلق في ظل حالة الفلتان الأمني في محافظة درعا التي باتت تشهد عمليات ومحاولات اغتيال بشكل يومي.
وبحسب مصادر محلية لقي صباح اليوم رئيس الفرقة الحزبية في مدينة نوى غربي درعا مصرعه برصاص مباشر أطلقه مجهولين ما أدى إلى مقتله على الفور،
وأضافت المصادر أن العمارين يعمل أمينا لشعبة حزب البعث في مدينة نوى ويتهم بتعامله مع جهاز فرع الأمن العسكري.
في سياق متصل عُثر أمس على جثة الشاب محمود النزال في السهول المحيطة بقرية عدوان بريف درعا الغربي بعد يوم واحد على اختطافه،
وينحدر النزال من قرية كويا في منطقة حوض اليرموك وهو متهم بالعمل بتجارة المخدرات في منطقة حوض اليرموك غربي درعا.
يذكر أن الاغتيالات التي تستهدف مروجي وتجار المخدرات في درعا قد ارتفعت وتيرتها منذ آواخر العام الماضي
– حيث اغتيل في 14 من تشرين الثاني / نوفمبر 2021 الماضي جاسم محمد الطرشان أحد أبرز تجار الحبوب المخدرة والحشيش في منطقة غرب درعا .
– في 8 كانون الأول / ديسمبر 2021 قتل محمد المعراتي في مدينة نوى لعمله في تجارة المخدرات .
– في 16 من الشهر ذاته اغتيل أحمد باسل الصياح في مدينة طفس لاتهامه بتجارة الحشيش في المدينة .
– في 5 كانون الثاني / يناير من العام الحالي قتل حبيب علي القبط في مدينة سحم الجولان وهو متهم بتجارة المخدرات.
– في 9 يناير قتل رامي الجوخدار في بلدة اليادودة لعمله في ترويج الحشيش في البلدة .
– كما قتل في 15 من يناير موسى الأعطر لعمله في تجارة المخدرات والحشيش في منطقة جاسم .
– في 27 شباط / فبراير الفائت قتل إبراهيم حزنا لاتهامه بتجارة المخدرات في مدينة الصنمين.
– في الأول من آذار / مارس الفائت أصيب عماد الحشيش من بلدة تل شهاب بجروح جراء استهدافه برصاص مجهولين ويعمل في تجارة المخدرات
يشار إلى أن نظام الأسد عمل جاهدا منذ سيطرته على المحافظة منتصف العام 2018 بإشراف الفرقة الرابعة والمجموعات المحلية التي تعمل لصالح حزب الله اللبناني في درعا على تنشيط عمليات بيع وتوزيع المخدرات في محافظة درعا مستهدفا فئة الشباب بالدرجة الأولى.
وكانت قد وقعت جرائم قتل وحوادث كثيرة في درعا سببها الأول كان تعاطي المخدرات والإدمان المفرط عليها لعدم إدراك ووعي المدمنين كذلك انتشار السرقات بشكل لافت في الآونة الأخيرة إذ أن أغلب اللصوص الذين تم القبض عليهم كان دافعهم تأمين ثمن شراء المواد المخدرة والحصول عليها من قبل المروجين الذين يستهدفون بتجارتهم نشر السموم القاتلة بين فئة الشباب فوق 18 عام والنساء والأولاد تحت 16 عام بحماية من أجهزة النظام لنشر الفوضى وإغراق درعا بالسموم وتدمير بنية مجتمعها.
يشار إلى أن المواد المخدرة في درعا تنتشر بعدة أصناف منها الحشيش وحبوب الكبتاغون وأسوأها مادة الكريستال والكوكايين ورغم ارتفاع أسعارها إلا أنها تلقى رواجاً وانتشاراً حيث يتم الحصول عليها من قبل مروجين تدعمهم مجموعات خاصة تعمل لصالح حزب الله اللبناني في درعا.
وأخرى تحت إشراف ضباط بالفرقة الرابعة وأجهزة النظام الأمنية في مقدمتها جهاز الأمن العسكري وعلى رأسه العميد لؤي العلي الذي يهندس عمليات بيع وتوزيع المخدرات وتنشيط ترويجها في المحافظة بل وتجميعها وتصديرها إلى دوار الجوار لاسيما الاردن الذي أعلن مرارا إحباط محاولات تهريب المخدرات من سوريا إلى أراضيه.
ولعل أكثر المواد انتشاراً مادة “الحشيش” لتوفرها ورخص أسعارها مقارنة بالمواد الأخرى إذ يبلغ سعر الكمية منه بحجم حبة المشمش 15 ألف ليرة ويبلغ سعر “كفية الحشيش” 100 دولار بحجم 200 غرام .
وتنتشر هذه الظاهرة بين طلاب المدارس حيث يتم وضعها من قبل المتعاطين بسجاير محلية الصنع وفي كل مرة يقدم فيها التجار أصنافاً جديدة لهؤلاء الأولاد لتجربته بشكل مجاني وبعد الإدمان عليها يتم بيعهم المواد بأسعار مرتفعة.
كما تنتشرحبوب الكبتي بين العاملين الذين يتطلب عملهم مشقة حيث تباع هذه الحبوب مقابل 15 ألف ليرة لكل 10 حبات يشعر فيها المتعاطين بالراحة والنشاط والاستمرار بالعمل لمدة أطول ما يؤدي إلى الإدمان المفرط عليها وشرائها فيما بعد بأسعار أكبر يفرضها المروجين.
فضلاً عن تعاطي الكثير من الشبان لحبوب الترامادول المهدئة والزولام وحبوب الكبتاغون كذلك مادة الكريستال الأخطر والأغلى ثمنا للإدمان عليها في المرة الأولى من التعاطي.
تجدر الإشارة إلى أن تجارة المخدرات في درعا باتت صعبة المكافحة وذلك لانتشارها الواسع وكثرة الحالات المدمنة التي لم يعد علاجها بالأمر السهل كما في المراحل المبكرة من التعاطي فهناك العديد من مدمني المخدرات باتوا اليوم يحتاجون لعلاج متكامل في مصحات خاصة وتحت إشراف أطباء مختصين.