نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
بعد سنوات طويلة من صيام الأردن على توقيت المملكة العربية السعودية وإفطارها معها، شبّ القرار الرسمي الأردنيّ، أخيراً، عن الطوق، وأعلنت الحكومة أمس أن اليوم السبت هو المكمّل لشهر شعبان من السنة الهجرية 1443، وأن غداً الأحد هو الأول من شهر رمضان.
وفي حين أعلنت السعودية ومعها 16 دولة عربية، من بينها جميع الدول المحيطة بالأردن، أن اليوم السبت الثاني من نيسان/ إبريل 2022، هو الأول من شهر رمضان 1443 هجرية، فإن مفتي عام المملكة الأردنية الهاشمية الشيخ عبد الكريم الخصاونة، أعلن بعد تحرّيه ومن معه هلال رمضان، أن رؤيته تعذرت، وبالتالي فإن غداً الأحد، الموافق الثالث من شهر نيسان/ إبريل 2022، هو أول أيام شهر رمضان المبارك.
وبقرارها هذا تعاكس الأردن ليس السعودية فقط، ولكن أيضاً: قطر والإمارات والكويت وفلسطين وسورية ولبنان والعراق ومصر وتونس والجزائر وليبيا والبحرين واليمن وموريتانيا وجيبوتي والسودان ودول إسلامية عديدة منها تركيا والبوسنة والهرسك.
ويصوم مع الأردن غداً الأحد كل من: اليابان وعُمان وإندونيسيا وماليزيا والمغرب وسلطنة بروناي وإيران.
قرار الأردن أن تسير عكس التيار بالنسبة لموضوع مواقيت الصيام، أثار موجة صاخبة من ردود الفعل على المنصات الافتراضية ومواقع التواصل الاجتماعي.
ومن التعليقات الطريفة التي جرى تداولها صورة للمثل المصري محمد الهنيدي يرتدي الزي الخليجي ولديه لحية صغيرة (سكسوكة)، ومكتوب على الصورة: (والله كبرتي يا أردن وصرتي تصومي عكيفك ولحالك).
ومنها أن رؤية الهلال تعذرت بسبب دخان جمر المشاوي، في إشارة للعدد الضخم من الرحلات والخروج للأماكن العامة والمتنزهات والسهول الخضراء الذي قام به معظم الأردنيين تقريباً أمس الجمعة، مستغلين تحسن الجو وارتفاع درجات الحرارة، ومستفيدين أن راتب شهر آذار لم يتبخّر بعد، وفي بالهم أنها آخر جمعة قبل الشهر الفضيل بإمكانهم التنزه فيها والسير و(الهش والنش).
وهو على وجه العموم قرار يثير عديد الأسئلة، ومنها إن كان للقرار أبعاد سياسية أم لا، وبالطبع لا جواب جاهز متاح للتوّ بين أيدينا، ولكن المثل الشعبي يقول (بكرة بذوب الثلج وببان المرج)، فلعل الأيام المقبلة تكشف، بالتالي، حقيقة قصة الهلال الذي لم يره الأردن الرسمي، ورأته كل الدول المحيطة به!