”نداء بوست“ – موسكو – دمشق – خاص:
أفادت مصادر “نداء بوست” بفشل اجتماع لمجموعة من الكيانات السورية المعارضة كان من المقرر عقده في موسكو، غداً الثلاثاء، وكشفت المصادر أن هذا اللقاء ليس الأول من نوعه، إذ قامت روسيا بعقد لقاءات منفردة خلال الأشهر الماضية مع هذه الكيانات، موضحة أن الجهات المدعوة لحضور اللقاء هي هيئة التنسيق، ومنصة موسكو، ومنصة القاهرة، إضافة إلى “مسد” التي اعتذرت عن حضور اللقاء بعد رفض الولايات المتحدة المُشارَكة فيه.
وفي تصريحات خاصة بـ “نداء بوست” قال الأستاذ أحمد عسراوي الأمين العامّ لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي وعضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية: إن الذين كانوا سيشاركون في الاجتماع عن هيئة التنسيق الوطنية هم كل من أحمد عسراوي وصفوان عكاش، حيث إن ”الدعوة لم تتم لهيئة التنسيق، إنما كانت الدعوة بصفة شخصية وهذا متصل بالطبع بعلاقتنا مع الهيئة واللجنة الدستورية“، مؤكداً استعدادهم للذهاب إلى بقاع الأرض كافة ”ما عدا فلسطين الواقعة تحت سيطرة الكيان الصهيوني، بحثاً عن شعاع ضوء يُوصلنا للحل السياسي الذي يُفضي للتغيير الوطني الديمقراطي في سورية“.
وأضاف عسراوي: “لا يمكن أن نذهب بوفد دون استشارة المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية وبالتالي هيئة التنسيق على اطّلاع كامل بهذا الموضوع”.
وبيّن في حديثه: “كنا نتوقع الكثير من هذا الاجتماع وكنا ننتظر أن يكون هناك رؤية روسية للبحث عن حل سياسي في سورية تتوافق مع بيان جنيف والقرار 2254 ومن خلال أن المرجعية هي الأمم المتحدة”.
الحل السياسي في سورية يعتمد على التنفيذ الكامل والصارم للقرار 2254 الذي يستند بالأصل إلى بيان جنيف على أساس أن النقاط الإنسانية الموجودة فيه من الرقم 11 إلى رقم 14 هي حق للشعب السوري وليست قابلة للتفاوض, بحسب عسراوي.
وأوضح القيادي في هيئة التنسيق السورية أن الحل السياسي ”الذي نؤمن به يعتمد على المحاور الأربعة للعملية السياسية التفاوضية، أولاً هيئة الحكم الانتقالي التي تؤمِّن البيئة الآمنة والمحايدة لكافة القضايا الأخرى، وثانياً العملية الدستورية التي تؤمِّن إعلاناً دستورياً أو دستوراً مؤقتاً أو مشروعَ دستورٍ دائمٍ للبلاد يتوافق مع رؤية الانتقال السياسي والتغيير الوطني الديمقراطي وتحديد صلاحيات الرئيس وفصل السلطات وعدم تغوُّل أي منها على الأخرى“.
من هذا المنطلق، يتابع عسراوي: نحن نرى ونتعامل مع اللجنة الدستورية بهيئتها المصغرة والموسعة على قاعدة أنها قد تكون مفتاحاً للعملية السياسية التفاوضية وليست بديلاً عنها.
ثالثاً انتخابات شفافة ونزيهة في سورية يشارك بها كل السوريين بلا استثناء، الموجودون داخل البلاد أو المقيمون خارجها نتيجة التهجير القسري أو النازحون من مواقع سكنهم داخل البلاد.
وأشار عسراوي إلى أن الفقرة الرابعة وليست الأخيرة الذي يبحثون حولها خلال العملية السياسية هي مسألة الأمن ومكافحة الإرهاب، فالإرهاب ”يجب مكافحة جذوره ونحن نرى أن الاستبداد أحد مولدات الإرهاب والاعتقال التعسفي أحد حواضن الإرهاب“.
وكان هدف موسكو الأساسي من هذا الاجتماع هو استكمال إجراءاتها في حل الأزمة السورية وَفْق الرؤية الروسية. حسب المصدر، ولذلك فقد أفقد اعتذار “مسد” اللقاءَ قيمته، ما دفع روسيا لإلغائه.
وحول ذلك يقول عسراوي: ”إذا قلنا إن قسد لم تحضر بسبب عدم حضور الولايات المتحدة، فهو تبرير غير دقيق برأيي، مع احتمال أن يكون صحيحاً“، مضيفاً قوله: “طبعاً لم نذهب إلى المشاركة بهذا الوفد لعدة احتمالات ومنها ما يرتبط بالواقع الحالي وفي المحيط الدولي، لذلك نحن لا نريد أن نكون خارج نطاق العمل السياسي وليكن موقفنا مؤكَّداً بأننا لا نقبل بأي رؤية تُفرَض على السوريين ونعمل من أجل تطبيق القرار 2254“.
يُذكر أن “مسد” تحاول التواصل مع العديد من الهيئات والشخصيات المعارضة في سبيل تقريب وجهات نظرها من رؤيتها الخاصة، وسط تحفُّظ لدى كثير من الأطراف على علاقة ما تُعرف باسم قوات سورية الديمقراطية ومجلس سورية الديمقراطية بحزب العمال الكردستاني المصنَّف إرهابياً والذي تطالب المعارضة السورية بفكّ ارتباطها به.