نداء بوست- قسم التحليل والمتابعة- أحمد عكلة
أعلنت الرئاسة الأوكرانية اليوم الخميس، سيطرة القوات الروسية على موقع “تشيرنوبل” النووي، بعد معركة شرسة خاضتها مع القوات الأوكرانية.
وأوضح المستشار الرئاسي الأوكراني، ميهيلو بودولاك، أن أوكرانيا “فقدت السيطرة” على محطة “تشيرنوبل”، وَفْق ما ذكرت وكالة “أسوشييتد برس”.
من جهتها قالت وزارة الدفاع الروسية: إن مستوى الإشعاع في منطقة مفاعل “تشيرنوبل” طبيعي.
وأكدت الدفاع الروسية أنها اتفقت مع القوات الأوكرانية على تأمين حماية مشتركة لمحطة “تشيرنوبل” النووية.
من جهته قال العميد الركن مصطفى الفرحات: إنه “عند انفصال الجمهوريات عن الاتحاد السوفياتي كان هناك تشجيع أمريكي على تسليم السلاح النووي لروسيا من قِبل أوكرانيا ولكن رغم تسليمه بقيت هناك خبرات في أوكرانيا، وروسيا تعتقد أن هذه الخبرات تستطيع إنتاج أسلحة نووية”.
وأضاف في حديث لموقع “نداء بوست”: “كذلك توجد بِنْية تحتية جاهزة من حيث الأبنية والأماكن وقادرة على إعادة إنتاج السلاح النووي إذا أرادت أوكرانيا امتلاك السلاح النووي”.
وأشار: “الهدف الأساسي هو رمزية المكان في تشيرنوبل بالنسبة للروس كذلك يعطي الأفضلية للقوات الروسية المهاجمة على عدة جبهات وخصوصاً في مناطق شرق أوكرانيا”.
كما أكد أن القوات الأوكرانية من حيث التسليح والعتاد غير قادرة على التصدي لهجوم روسي، فروسيا دولة عظمى وأوكرانيا بلد محدود المساحة الجغرافية والسكان والسلاح.
ونوَّه بأن “الأسلحة الغربية التي تم تسليمها لأوكرانيا لمواجهة الطيران الروسي قصيرة المدى حيث نعرف أن روسيا لديها طائرات تحلق حتى 25 كم وبالتالي هذه الصواريخ فعّالة مع بعض أنواع الحوامات حيث إن كل هذا الدعم لا يُحدِث فارقاً وقد أتى متأخراً”.
وأوضح في حديثه أنه “بالنسبة للجانب العسكري فبوتين يعتبر نفسه منتصراً منذ بداية تدخُّله في أوكرانيا وبالنسبة للجانب الاقتصادي فالجميع سيكون خاسراً، صحيح العقوبات ستُضعف الروبل الروسي ولكن هذا الأمر سينعكس على الغرب”.
ما هي كارثة “تشيرنوبل”؟
كارثة “تشيرنوبل” هي حادثة نووية إشعاعية كارثية وقعت في المفاعل رقم 4 من محطة “تشيرنوبل” للطاقة النووية.
ففي الـ26 من إبريل عام 1986، وقرب مدينة بريبيات في شمال أوكرانيا السوفيتية، وقعت هذه الكارثة التي تعد أكبر كارثة نووية شهدها العالم. وقد حدثت عندما كان ما يقرب من 200 موظف يعملون في مفاعل الطاقة النووي (1,2,3) بينما كان يتم إجراء عملية محاكاة وتجربة في الوحدة الرابعة التي وقع فيها الانفجار. كما ساهم عامل بِنْية المفاعل في الانفجار حيث إن التحكم في العملية النووية كان يتم بأعمدة من الجرافيت.
ونتج الخلل عن تراكُم أخطاء بشرية وقلة خبرة مهندسين شبان قاموا بالمناوبة تلك الليلة. وأدى ذلك إلى حدوث اضطراب في إمدادات الطاقة في جمهورية أوكرانيا كما أدى إلى إغلاق المصانع وتعطل المزارع وبلغت الخسائر المادية ما قيمته أكثر من ثلاثة مليارات دولار أمريكي. وقد لقي 36 شخصاً مصرعهم وأُصيب أكثر من 2000 شخص. وتم إغلاق المفاعل نهائياً عام 2002.
وعقب الانفجار أعلنت السلطات في أوكرانيا أن منطقة تشيرنوبل “منطقة منكوبة” والتي تشمل مدينة بريبيات التي أنشئت عام 1970 لإقامة العاملين في المفاعل وتم إجلاء أكثر من 100 ألف شخص من المناطق المحيطة بالمفاعل.
وبعد حدوث الانفجار بدأت عمليات دفن وتغليف المفاعل بالخرسانة المسلحة لمنع تسرُّب الإشعاع الناجم عنه، والذي أدى إلى وفاة عدد كبير من الأشخاص في السنوات اللاحقة متأثرين بالإشعاع عَبْر الإصابة بأمراض قاتلة، وخاصة أمراض سرطان الغدة الدرقية.