نداء بوست – ملفات – لندن
أصدر مركز “أبعاد للدراسات الإستراتيجية” تقدير موقف اليوم الخميس، حول الآثار الاقتصادية للعملية العسكرية الروسية في إقليم “دونباس” شرقي أوكرانيا.
ورأى المركز أن الآثار الاقتصادية المترتبة على هذه العملية تنعكس بشكل رئيسي على أسعار النفط، وأسعار السلع الأساسية، وإمدادات الغاز إلى أوروبا، إضافة إلى العقوبات الاقتصادية وقضايا الهجرة.
وأشار إلى أن أسعار النفط التي كانت تقاوم تحت خط 100 دولار للبرميل ارتفعت فوق هذا الحدّ، مرجِّحاً أن “يستمر الارتفاع السعري بشكل يرتبط بمدة العملية وأبعادها وكذلك بردود أفعال الجهات الدولية، ففرض عقوبات على شركات النفط الروسي سيساهم بشكل كبير في تخفيض المعروض وبالتالي سترتفع الأسعار، كما أن زيادة مدة العملية العسكرية ستَتَسبَّب بدخول الأسواق بحالة من الضبابية تحفز الأسعار على الارتفاع”.
وبالنسبة لأسعار السلع الرئيسية فتُعتبَر كلٌّ من روسيا وأوكرانيا مصدريْنِ رئيسييْنِ للحبوب الأساسية كالقمح والذرة والشعير إضافة إلى كميات كبيرة من اللحوم والتبغ، وهذا التوتر سيؤثر بكل تأكيد على قدرة الدول على استجرار الكميات المطلوبة من هذه الدول، وبالتالي فإن أسعار السلع الرئيسية الآخِذة بالارتفاع أساساً سترتفع بمعدلات أكبر خلال فترة العملية.
وحول إمدادات الغاز إلى أوروبا، قال المركز: إن الدول الأوروبية تعتمد في ثلث استهلاكها على الغاز الروسي، ورغم اقتراب انتهاء موسم الشتاء إلا أن الكميات المستهلَكة تبقى مرتفعة نسبياً، وتُعَدّ كل من ألمانيا وهولندا ثم إيطاليا أكبر الدول المتأثِّرة بضعف الإمداد أو انقطاعه، وتليها تركيا.
وتوقع المركز أن تتخذ الدول الغربية قراراً بالتخلي عن الكميات المُشترَاة مباشرةً من روسيا بشكل جزئي أو كلي على حساب بدائل أخرى من الولايات المتحدة الأمريكية ومصر والجزائر وقطر، ولكن هذه الكميات قد تؤثر في قدرة الدول البديلة للغاز الروسي على التوريد والالتزام بعقودها متوسطة الأجل، مما يجعل الأسواق تدخل في حالة من الضبابية وترفع من أسعار التعاقُدات المقبلة.
وعلى صعيد العقوبات الاقتصادية، أشار المركز إلى أن الدول الغربية هددت بعقوبات غير مسبوقة في حال حصلت العملية العسكرية، موضحاً أن “العقوبات ستستهدف النظام البنكي الروسي، والمؤسسة العسكرية، والمؤسسات النفطية الرئيسية إضافة إلى أفراد ومؤسسات روسية. وسوف تؤثر هذه العقوبات على آليات التعامُل مع الشركات النفطية الروسية واستثماراتها في العالم والاستثمارات المشتركة معها من قِبل مختلف الدول، وكذلك الاستثمارات في الديون الروسية، حيث يبلغ الدَّيْن الخارجي الروسي حوالَيْ 60 مليار دولار أمريكي مطروحاً في أسواق أوروبيةـ إضافة إلى ديون على شركة “غازبروم” الروسية بحوالَيْ 2 مليار دولار أمريكي”.
وبخصوص قضايا الهجرة، لفت المركز إلى أن الحروب والعمليات العسكرية دائماً تُولّد فارين من الحرب، وتُعَد مسألة الهجرة واللجوء إحدى المسائل التي ستظهر آثارها منذ الساعات الأولى للعملية العسكرية، حيث يُتوقع أن يتدفق آلاف من الأُسَر خارج أوكرانيا إلى دول أوروبا بشكل رئيسي.
واستنتج أن العملية العسكرية حتى وإنْ اتخذت شكل عملية عسكرية سريعة ومحدودة، فإن آثارها لن تقف في نطاق إقليمي أو محلي بل ستتوسَّع لتشمل الأسواق الحيوية والسلع الرئيسية وستمتد لتشمل دولَ أوروبا والشرق الأوسط وبعضَ الدول الآسيوية.