نداء بوست- سليمان سباعي- حمص
قررت أن أغير شيئاً بسيطاً من عاداتي وتقاليدي اليومية في تناوُل العشاء مع أطفالي وزوجتي داخل منزلي المتواضع، وباعتبار أن الأجواء الشتوية الباردة تجعلنا نحنّ بعض الشيء للوجبات الجاهزة ولا سيما "سيخ الشاورما" الذي طالما لفت نظري كلما مررت قربه.
وبعد فترة لا بأس بها من الحسابات الذهنية العاصفة لاختصار بعض احتياجات أسرتي المعيشية اليومية، قررت عن سابق إصرار وترصُّد أن أدعو زوجتي للعشاء خارج المنزل، خرجنا وكما جرت العادة أمضينا نحو ساعة بانتظار "السرفيس" الذي لم يأتِ لينقلنا إلى وجهتنا داخل مدينة حمص، لنُضطرّ لركوب "السوزوكي" مع ابتسامة كنا نخفي وراءها "أنا وزوجتي" شتائم قد تُودي بنا للجحيم عن الوضع الذي أوصلتنا إليه حكومة الأسد في القرن الواحد والعشرين.
بالفعل وصلنا إلى وجهتنا لفت انتباهي غياب الزبائن، ومرتادي مطاعم المأكولات الجاهزة، لا سيما الشاورما على الفحم التي ذاع صيتها مؤخراً، اقتربت من "الكاشير" وطلبت وجبتين من الشاورما بعد اتفاق جرى مع زوجتي بشكل مسبق، رحّب بي عامل الكاشير قبل أن أسأله عن سعرها ليرد بقوله 30 ألف ليرة فقط.
ثلاثون ألف ليرة سورية من الممكن أن تكفيني لخمسة أيام من الدفء مع أطفالي، لا أنكر أنني رغبت بها.. لكنني تراجعت في اللحظة الأخيرة قبل أن ينقضّ موظف الكاشير على ما أملك، ودعوت زوجتي لتناول كأس من "السحلب" على إحدى العربات مع رغيف من الصمون وعدنا أدراجنا للمنزل مشياً على الأقدام في ليلة باردة خلت من وسائل النقل.
وبحسب جولة سريعة على أسعار السندويش في مدينة حمص فقد بلغ سعر سندويش الفلافل 2500 ليرة سورية، وسعر سندويش البطاطا 3000 ليرة سورية، وسعر سندويشة الشاورما 6000 آلاف ليرة، بينما حلق سعر سندويش الكباب إلى ما يزيد عن 7000 ليرة، الأمر الذي أجبر الأهالي على الاستغناء عنها بسبب الظروف الاقتصادي والمعيشية، بعدما كانت تعتبر بمثابة عُرْف يومي للعمال والطلاب والطالبات على حدّ سواء.