نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
بعد انحباسٍ كورونيٍّ قسريٍّ العام الماضي، عاد قطار "القراءة الجميع" المُقام في إطار مشروع "مكتبة الأسرة الأردنية"، للتجوال في مختلف المحافظات الأردنية، بحسب ما أعلنت عنه وزارة الثقافة الأردنية.
الدورة الخامسة عشرة من "مكتبة الأسرة الأردنية"، المُقامة في إطار "البرنامج الوطني للقراءة" والمِهرجان المرافق لها "مِهرجان القراءة للجميع"، تتزامن هذه جميعها هذا العام مع مئوية الدولة الأردية (1921-2021)، وهو ما يبرر الحرص على أن تأتي دورة هذا العام استثنائية على صعيدَيِ المعنى والمبنى.
وبحسب ما صرّح به الدكتور أحمد راشد المسؤول عن المشروع في وزارة الثقافة، لـ"نداء بوست" فإن دورة هذا العام تمكّنت من الوصول إلى 42 مركزاً في الحضر والريف والبوادي، من "القويرة" في أقصى الجنوب وحتى "الأغوار" الشمالية، وأبعد باتجاه الشمال وصولاً للطرّة قريباً من الحدود الأردنية السورية.
راشد أخبرنا أن واحدة من دورات الأعوام السابقة افتُتحت في مخيم "الزعتري" للاجئين السوريين في الشمال الشرقي، ولكن تفاصيل كثيرة حالت دون وصول قاطرة مِهرجان القراءة هذا العام إلى مخيمات اللجوء، وبالتالي استفادتهم من الأسعار الرمزية التي تُباع بها الكتب خلال أيام المهرجان (25 قرشاً لكتب الأطفال و35 قرشاً لباقي الكتب).
وأكد راشد لـ"نداء بوست" أن الوزارة تطبق خلال مهرجانها قانون الملكية الفكرية وحماية حق المؤلف والمصنفات، ولا تصدر أي عنوان إلا بعد أخذ الإذن من صاحب الحق سواء أكان دار نشر، أم المؤلف نفسه، أم الورثة، باستثناء الكتب التي تُعَدّ ضِمن الحقّ العامّ. وكشف أن دورة هذا العام "اقتصرت على المؤلفين الأردنيين مركِّزة على الإصدارات التي تتناول الأردنّ تاريخاً وحاضراً في ظل احتفالات المملكة بمئوية تأسيس الدولة الأردنية، وكذلك التركيز على نشر الكتب التنويرية التي تُسهم في رفع مستوى الوعي، وإغناء المعارف، وتُعالج القضايا والظواهر المعاصرة".
دورة هذا العام من المشروع الذي تعود دورته الأولى لعام 2007، انطلقت برعاية وزيرة الثقافة هيفاء النجار من مدينة "السلط"، احتفالاً بإدراجها في قائمة "اليونسكو" للتراث العالمي، "مدينة التسامح وأصول الضيافة الحضرية".
ومكتبة الأسرة الأردنية، بحسب راشد، هي "برنامج سنوي يسعى إلى تعميم الثّقافة الوطنية القائمة على نشر الوعي الثّقافيّ، وتنمية الفكر النّاقد، وإيجاد التّناغم الحسّيّ بين الفكر والوجدان الإنسانيّ؛ لبناء مجتمع مثقّف يدرك أهمية التّحاور والتفاعُل مع الآخرين، ويجتهد في تطوير ذاته، ورسم مستقبل وطنه الزّاهر".
وعلى مدار الأعوام الماضية، وفّر البرنامج 836 عنواناً و3 ملايين و452 ألف نسخة منها 915 ألف نسخة للأطفال. وهذا العام يقدّم البرنامج للقراء 53 عنواناً جديداً، تُباع للجمهور مباشرة من خلال 42 مركزاً للبيع موزّعة بين "عمّان" وباقي المحافظات.