”نداء بوست“ – حوارات سياسية – حاوره أسامة آغي:
الحوار مع رياض درار بدأ ساخناً، فالرئيس المشارك لمجلس سورية الديمقراطية (مسد) رفض في أول الأمر الإجابة على النسخة الأولى من أسئلة ”نداء بوست“ معتبِراً إياها ”تحقيقاً جنائياً“ لا حواراً صحافياً، هكذا وصف درار تساؤلاتنا عن دور ”مسد“ وعن ممارسات ”قسد“ التي تعيش في هذه الأيام ظروفاً معقدة، تحت وطأة تحولات سياسية كبرى، وفي ظل انسحاب أمريكي من خرائط العالم، وتحت هاجس خشيتها من انتهاء الدور الوظيفي الذي مهَّد لسيطرتها على المحافظات السورية الثلاث ”دير الزور والحسكة والرقة“ بذريعة محاربة تنظيم "داعش"، أما عن التهجير السكاني الذي تتهم ”قسد“ بأنها ارتكبته، وهو ما أكدته بيانات وزارة الخارجية الأمريكية ذاتها ومنظمة العفو الدولية وغيرها، فعلّق عليه درار بالقول ”هؤلاء لا عرب ولا مسلمين“.
وبنسخة جديدة من الأسئلة وافق درار على الإجابة عليها، رأى الرئيس المشارك لـ ”مسد“ أن وحدة قوى الثورة والمعارضة السورية ضرورةٌ وممرٌّ للخلاص من نظام الاستبداد الأسدي، باعتبار أن هذه الوحدة لم تتم بين قوى لها مشروعها الخاص المتمثل بإدارة ذاتية، وبين غالبية قوى الثورة والمعارضة.
نفاوض الأسد في دمشق
يقول درار: ”نحن مثلنا مثل بقية أطياف المعارضة السورية، نسعى للتخلص من النظام الاستبدادي والتحول إلى نظام ديمقراطي، وهذا الأمر هو من سياسة ممثلي هذا الاتجاه منذ بداية الأحداث في سورية، ونحن كنا جزءاً من هيئة التنسيق للتغيير الديمقراطي، وهذا يدلّ على أننا نسعى كمعارضين للتغيير الذي كان توجهه سلمياً من سياق المعارضة التاريخي، يلي نظام البعث واستمراراً لهذا السياق، وأعتقد أننا كنا ننشد التغيير من الداخل، لذا كان هناك رفع اللاءات، لا للطائفية، لا للتدخل الخارجي، لا للسلاح، وبالتالي المسار ذهب إلى غير ما نريد“.
ويتابع درار سرده لمسار الحل السياسي السوري المتعرّج قائلاً: ”في سياق العملية السياسية، انقسمت المعارضة كما تعلمون في الداخل والخارج، وكان هناك استبعاد لهيئة التنسيق، التي كنا جزءاً منها كما أسلفت، حتى تمّ التحاقها بمؤتمر الرياض في هيئة التفاوض، وهذا أمر متأخر وصل إلى أكثر من خمسة أعوام بعد بداية أحداث الثورة السورية“.
ويوضح درار الخلاف الذي نشب بين PYD حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وهيئة التنسيق، بالقول: ”نحن كقوة معارضة جرت بيننا وبين هيئة التنسيق خلافات، وكان من بين الذين اختلفوا من المعارضة حزب الاتحاد الديمقراطي byd الذي كانت له توجهات استطاع من خلالها أن يقيم الإدارة الذاتية في الجزيرة وأن يحقق بعض الإنجازات، حتى كانت نقطة التحول عندما هاجم تنظيم داعش عين العرب (كوباني)“.
لكن درار لم يفصح عن أن مشروع الإدارة الذاتية كان بنظر هيئة التنسيق يرمي إلى هدف سياسي أبعد من خلال تسمية الجزيرة (روج آفا)، وهو ما يعني غرب كردستان، وهو تجاوُز على الجغرافيا السورية والوطنية السورية نحو مشروع قومي كردي عابر للحدود.
لكنه يعترف أنهم كانوا مستبعدين من التفكير في سياسات المعارضة، بل حتى مهاجمين باستمرار وبتهم مستفزة، والكلام لدرار الذي يضيف ”لم نكن نولي تلك الاتهامات اهتماماً رغم خطورتها على النهج السياسي الذي نسير به، وعندما توصلت المعارضة إلى المشاركة بجنيف ولقاءاتها، حاولنا المشاركة دون نتيجة، وعندما تم الذهاب إلى سوتشي لاستبدال مسار جنيف بمسار جديد كان بداية هيئة التفاوض، وثانياً اللجنة الدستورية“.
ويواصل درار شرح موقف تياره ”نحن لم نشارك في سوتشي، لأننا كنا نخشى أن يتم التحول عن مسار جنيف وبالتالي، تكون هناك أرضية جديدة، تختل من خلالها التوازنات، لمعرفتنا في قدرات التغيير عبر الفيتو الروسي المستمر، والدفع باتجاه أن تتسلم روسيا مسار الحل بتفويض أمريكي“.
ولكن، عندما بدأ اللقاء مع وفد النظام في كل الحلقات، التي شاركت فيها المعارضة، يقول درار ”كان علينا نحن أن نشق طريقاً أيضاً للتفاوض السياسي، وكان بين أيدينا القرار 2254، حاولنا التمسك به، ومنذ العام 2018 بدأت حوارات في العاصمة دمشق، التي هي ليست عقر دار النظام، ولكن هي عاصمة سورية التي يستولي عليها النظام بحكم التاريخ، الذي استمر منذ تسلم حزب البعث للسلطة“.
ويستطرد درار ”هنا نحن موجودون في نوع من التفاوض، كما يتفاوض الطرف الآخر. الحقيقة كنا نعاني من نفس أساليب النظام، التي يعاني منها الطرف الآخر، ولم نستسلم، لأننا كنا نأمل أن نصل إلى نتائج تحقق نوعاً من الإنجاز.
فالطرف الآخر لم يحقق إنجازاً، ونحن حتى الآن في الحسابات السياسية نلتقي دون إنجاز أيضاً، لكننا لم نخسر أرضاً لصالح النظام، لكن حلقات التفاوض بيده، ورغم أن روسيا تسعى لتكون وسيطاً في هذا المسألة، وكان سعيها متأخراً، لأنها أنجزت في كل الأماكن، وبقي لديها فقط إنجاز إدلب، وإنجاز شمال شرق سورية. نحن نحسب هذا الحساب، وأعتقد أننا ذاهبون إلى تفاوُض وليس إلى تحالُف مع النظام، وهذا الأمر يحتاج إلى قدرات كافية للمواجهة".
وحدة ضد الاستبداد؟
وحول ما طرحه من صيغة تعاوُن بين مناطق وجود قسد ومناطق فصائل الثورة في الشمال السوري، يقول درار: ”بالفعل نحن جادُّونَ بإيجاد صيغة تعاون مع مناطق الشمال السوري، وَفْق إدارة لامركزية، وقد قمنا بمبادرة سياسية معلنة تقوم على هذا الشأن، وبما أن تركيا موجودة ومؤثرة في شمال غرب سورية على الفصائل وعلى الائتلاف، فإننا طرحنا أن تكون من بين الضامنين".
ويرى درار ضرورة الذهاب إلى تحقيق هذا الاتحاد في الأراضي المحررة، وتكون وحدة ضد الاستبداد، لبناء مشروع حضاري ديمقراطي، كما يقول، يساهم في بناء المنطقة بداية، وعبر إيجاد أطر بين الائتلاف والفصائل التي تتبعه وبين الإدارة الذاتية وما تمثله فيها قوات سورية الديمقراطية ومجلس سورية الديمقراطية.
عندها -والكلام ما يزال لدرار- يمكن أن يكون هناك تعاون وعمل مشترك في كل الجهات، والنقاط التي يمكن أن تكون ضمن أسس الاستقرار، ويكون ذلك عبر مراحل؛ أول مرحلة منها الاتفاق بين الكرد أنفسهم في الحوار "الكردي – الكردي".
ويضيف: ”نحتاج إلى اتفاق، وأن يكون هناك ضوء أخضر من الأطراف التي تؤثر على سياسات المجلس الوطني الكردي، للدخول في تفاوض جادّ، ثم بعد ذلك الاتفاق بين أطياف المعارضة ككل، وعلى رأسها الائتلاف، ومجلس سورية الديمقراطية وهذا يتطلب تحرُّكاً جادّاً من الجميع".
لكن درار يرى أن الاتفاق بين قوى المعارضة يجب أن يكون مقدمة لمؤتمر برعاية أمريكية أوروبية تركية، لتحقيق تقدُّم يقيم وحدة اقتصادية في الشمال السوري، وتفاهمات إدارية لامركزية.
على اعتبار أن أول بادرة حُسْن نوايا فيها ستكون التوقف عن توزيع التهم، وإيقاف الحرب الإعلامية، ويضيف ”وكذلك تأكيد منا أنه لا يوجد ما يسمونه انفصالاً أو تقسيماً أو دعوةً لذلك، وتأكيد آخر أنه لا حقيقة للارتباط بحزب العمال الكردستاني، وأن علاقتنا مع النظام هي بالمثل كعلاقة قوى الائتلاف به، و المفاوضات معه تفاوض دون تنافس، وبالتالي فنحن جميعاً نستطيع أن نقف على أرضية مشتركة للذهاب لتحقيق القرار 2254 سويّاً".
البحث عن مؤتمر جامع للمعارضة
وحول رأي ”مسد“ بعقد مؤتمر وطني جامع يُنتج مرجعية وطنية واحدة، يقول درار ”صحيح تماماً أننا في حالة ضعف، وهذا بسبب التفرّق والتهم التي يوجّهها كل طرف للآخر، ونستطيع أن نقول، في طرف المعارضة نتآكل يوماً وراء يوم، على القليل الجهة الموجودة في الائتلاف، وما يمثله من حكومات وفصائل تتآكل الأرض من تحتهم يحتاجون إلى دعم تركيا باستمرار، وتركيا لديها مصالح بالطبع".
ويضيف ”بكل الأحوال نحن لا نتمنى خسارة المعارضة الممثلة بالائتلاف، لأن خسارة كهذه ستبقينا وحدنا في الساحة، وأعتقد أننا سوف نخسر وحدنا حينها، لذلك نتفق معهم إذا أرادوا الذهاب إلى مؤتمر وطني جامع، ينتج عنه عمل وطني مشترك، بسياسة مشتركة هي مواجهة نظام الاستبداد، وبالتالي لن يستطيع النظام ولا داعموه أن يحققوا نتيجة على الأرض؛ لأن دولاً كثيرة سوف تدعم هذا الاتجاه، وهذا يتطلب من القوة الممثلة للائتلاف أن تقرأ السياسة وتمارسها بشكل صحيح وأن تمد يدها لليد الممدودة إليها".
ويعترف درار أنهم في ”مسد“ تحدثوا عَبْر سنوات عن ضرورة تحقيق ذلك التوافق، ويضيف ”لم نتوقف عن الحديث فيه، بينما كانوا يستبعدوننا عَبْر كل الوسائل، إقصاء مستمر وتهم مستمرة وشروط لا حاجة لها، لأننا عندما نجلس على طاولة الحوار، سوف يعلمون أن هدفنا واحد، وأن أي تهمة بولاء للخارج، أو لأي جهة هي تهم باطلة".
وعمّا سماه ”تشرذم المعارضة“ يؤكد درار أن هذا يؤخر عملية الخلاص من نظام الاستبداد بالتأكيد، ويضيف ”نؤمن أن روسيا تدعم النظام، وتريده أن ينتصر، وأن يجري تسليمه الراية، لأن وجود النظام الحالي يؤكد شرعية بقاء الروسي وبقاء الإيراني معه، وبالتالي فإن شعار الشرعية هو شعار سياسي، لا شرعية لأحد بعد أن قامت ثورة الشعب، لأن الشرعية الوحيدة هي للشعب الذي ثار ومن يمثله، وعلى الذين يمثلونه أن يكونوا أيضاً أصحاب قدرة وقرار وإرادة أيضاً، من أجل التواصل للقاءات جامعة تستطيع من خلالها أن تواجه“.
يقول درار ”نحن نؤكد على أهمية جنيف والقرار 2254، ولكن كل هذا لا ينجز شيئاً إذا لم نكن متحدين، الذين تسلموا راية التفاوض حتى الآن يخسرون ويتراجعون، ويتأملون الوقت على حساب حياة الناس ودم الشهداء، وعلى حساب المعاناة المستمرة منذ عشر سنوات".
لكن درار يتجاهل دور مجلسه ودور ”قسد“ في بقاء قوى الثورة والمعارضة مشتتة وضعيفة بسبب برنامجهم السياسي الخاص الذي يريدون فرضه على الشعب السوري وقوى ثورته، فيلجأ إلى القول ”لا حاجة للعنعنات، ونحن نقول بدون وحدة لقوة المعارضة لا يمكن للعالم أن يدعمنا، وبالتالي يحتاج الإخوة في كل أماكنهم في الائتلاف وفي المعارضة بأطيافها أن تلتقي وتتوحد، لنصل إلى قوة تستطيع أن تواجه، لأن الأرض والقوة الموحدة ستلقى دعماً من مستفيدين من قوة العالم، لمواجهة التوازنات التي تتغير لصالح النظام ولصالح روسيا وإيران".
ويرى درار أن هناك تنافساً دولياً كبيراً بين أمريكا وروسيا، وعندما تجد أمريكا قوة تقف إلى جانبها، ستقف وتدعم وتنزل إلى ساحة التفاوض الحقيقي للضغط للوصول إلى حل سياسي بدل التفرج على الأحداث، تاركة الحبل بيد الروسي ليتصرف بالقضية؛ لأنها لم تستطع أن تجد القوة التي تمثل الحل السياسي الذي تريده.
نريد تركيا ضامناً
وعن تودّدهم للروس ليكونوا مظلة حماية في حالة انسحاب الأمريكيين من سورية، يقول درار ”إن إيجاد مظلة للحماية ضرورة، ولكن ليست من الروسي، كما أنها ليست بثقة كاملة مع الأمريكي الذي أعطانا دوراً من خلال الشراكة في مواجهة داعش، ولم يتحدث معنا في الحل السياسي أو المشاركة السياسية".
ويضيف ”يقول المبعوث الأمريكي باستمرار يجب أن تكونوا على طاولة التفاوض الأخيرة في الحل السياسي، لكن فوجئنا حينما وافق ترامب على السماح لتركيا بالتدخل العسكري فعرفنا تماماً أن وضع بيضنا في سلة واحدة لا يخدم استمرار بقائنا؛ لأن البقاء هو ليس مجرد تنفس للهواء، بل هو وجود، يعني إما أن نكون أو لا نكون، بحكم أن القوة التي تحارب مشروع المنطقة لا تقبل إلا بفنائه، سواء كان النظام أو قوى المعارضة التي تقف وراءها تركيا التي لها سياسة تجاه هذا المشروع".
ويتابع درار حديثه ”نحن لا نهدد الأمن القومي التركي، ونريد حُسْن الجوار، ونريد لتركيا أن تكون ضامناً في الشراكة لحل سياسي حقيقي في المنطقة، يقبل في أن نكون أصحاب حق في المنطقة كسوريين. نحن نحاور كل الأطراف من أجل إحداث إمكانية للوصول إلى حل سياسي، نحن شركاء فيه، ونفاوض على هذا الحل السياسي سواء كان روسيّاً أو أمريكيّاً أو حتى تركيّاً لاحقاً إذا شاءت الحديث في هذا الموضوع، بالتالي نحن لا ننتقل من حضن إلى حضن، ولا نلعب على الحبال، وإنما هناك مصالح سياسية ووجودية نديرها بواقعية تامة".
سورية والأكراد
يقول درار: ”عندما نقول (مكوّن سوري) سواء كان كردياً أو آشورياً أو تركمانياً، علوياً أو درزياً أو سُنيّاً، فإن هذه المكونات عندما نرفقها بكلمة سوريّ، تكون سوريّةً إذاً أولاً، وسورية هي الاسم الجامع وهي الاسم السياسي والهوية السياسية.
أما الهويات السلالية، على حد تعبير درار، القومية أو الدينية منها ”فنحن نؤمن بأنها حق للجماعات والأفراد ولكننا لا نجعلها هي محور الهدف في الصراع القائم في سورية، لكن يجب أن يتضمن الدستور حقوق هذه المكونات بشكل منصف، وبالتالي، نحن لا نتحدث عن أقلية وأكثرية، الأكراد سواء كانوا بمناطقهم أكثرية وفي سورية أقلية، فهذا الأمر لا يعني لنا شيئاً، لأنهم عندما قاتلوا في كل المناطق السورية سواء كان في منبج أو كان في الطبقة والرقة وفي دير الزور كانوا يقاتلون ويحررون المناطق السورية".
ويكيل درار الاتهام لمن انتقدوا المواقف الكردية وينسب إليهم أنهم قالوا ”يجب أن نهدر الدم الكردي في المناطق العربية“، ويتابع: ”الذين كانوا يفكرون بهذه الطريقة هم الذين يجب أن نوجه لهم السؤال: أين سوريتكم؟ الجهات التي قاتلت سواء في (قسد) أو في الجهة السياسية التي أسست هذا المشروع، وهي حزب الاتحاد الديمقراطي، كانوا يعملون بكل قوة كسوريين بدليل التحالفات".
ويغضّ درار الطَّرْفَ عن هيمنة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي على القرار السياسي والعسكري في ”قسد“ و“مسد“، لهذا يذهب إلى القول: ”الأكراد كما قلنا، كانوا منذ البداية مع هيئة التنسيق كمعارضة داخلية، يحملون اسم الاتحاد الديمقراطي الذي ليس فيه اسمٌ كرديٌّ، وأيضا يحملون التوجه السياسي باتجاه الحل في سورية، والمعادلات التي قامت حتى الآن تقول: إن مشروع المنطقة هو مشروع سوري، ولكنه مشروع يخالف مشروع الاستبداد الذي يقوم على المركزية المتغولة في المجتمع وفي الدولة".
ويختم درار بالقول: ”نحن وضعنا شعاراً جديداً، اللامركزية والإدارات الذاتية لكل المناطق، حتى يستطيع الشعب أن يحكم نفسه بنفسه في مناطقه، ولا يستطيع النظام ولا أي كان أن يستفرد ويتحكّم بسورية كلها، عبر عائلة، أو عبر شخص، أو عبر حزب، وهذا أمر أعتقد أنه منطقي يمكن البناء عليه، فالحزب الذي تحدثتم عنه PYD لا يحكم المكونات إنما يشاركها، والعرب في المنطقة هم مشاركون جادون في العمل من أجل البناء لمستقبل سورية المشترك".
ويبقى الحوار مع درار إشكالياً، باعتباره يحاول الابتعاد عن حقائق لا يمكن إنكارها، ولكنه لا يراها مهمة، مثل تغيير المناهج وفرضها على ملايين العرب في المحافظات السورية الثلاث، بما فيها من أفكار بعيدة عن الوطنية السورية، ورفع صور عبدالله أوجلان، وحكم محافظة الرقة من قِبل أربعين ”كادراً“ لا يتقنون اللغة العربية من جنسيات تركية وإيرانية وعراقية، فقط بسبب انتمائهم لحزب العمال الكردستاني. ولم يَقُلْ درار كيف يمكن العبور من فوق كل تلك الإشكالات نحو وحدة المعارضة في ظل تنافُر فكري يَعتبِر الآخرَ عدواً لهم سلفاً بناءً على صراعات لم تَجْرِ على الساحة السورية وتاريخ من النزاع استجلبه حزب العمال الكردستاني معه حين هيمن على المنطقة.