نداء بوست- ريحانة نجم- بيروت
يسود الهدوء الحَذِر منطقة "الطيونة" في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت وسط تعزيزات كبيرة للجيش اللبناني في المنطقة وصولاً إلى طريق "قصر العدل".
وكانت المنطقة شهدت إطلاق نار من أحد الأبنية المحيطة بالمكان تزامناً مع توافُد عدد كبير من مناصري حزب الله وحركة أمل للمشاركة في وقفة احتجاجية ضد المحقق العدلي القاضي طارق البيطار أمام "قصر العدل".
وأدت الأحداث إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة أكثر من ثلاثين شخصاً.
قيادة الجيش قالت في بيان: خلال توجُّه محتجين إلى منطقة العدلية تعرضوا لرشقات نارية في منطقة "الطيونة" بدارو وسارع الجيش إلى تطويق المنطقة والانتشار في أحيائها وعلى مداخلها وبدأ تسيير دوريات كما باشر البحث عن مطلقي النار لتوقيفهم.
وقال الجيش في تغريدة على تويتر: إن وحدات الجيش المنتشرة سوف تقوم بإطلاق النار باتجاه أي مسلح يوجد على الطرقات وباتجاه أي شخص يقدم على إطلاق النار من أي مكان آخر وتطلب من المدنيين إخلاء الشوارع.
وعلى وَقْع الرصاص انعقد مجلس الأمن المركزي في وزارة الداخلية، وبعد الاجتماع أكد وزير الداخلية بسام المولوي، أن المجلس شدد على ضرورة الحفاظ على السلم الأهلي الذي هو أقدس الأقداس، وشدد على أن "الذين حضّروا للتظاهرة أكدوا لنا أنها ستكون سلمية وإطلاق النار بدأ بعمليات قنص على الرؤوس، وتم إطلاق 4 قذائف b7 في الهواء".
رئيس الجمهورية ميشال عون أجرى اتصالات مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزيرَي الدفاع والداخلية وقائد الجيش وتابع معهم تطوُّرات الوضع الأمني في ضوء الأحداث التي وقعت في منطقة "الطيونة" وضواحيها وذلك لمعالجة الوضع تمهيداً لإجراء المقتضى وإعادة الهدوء إلى المنطقة.
من جهته، أكد ميقاتي أن الجيش حامي الوطن ليس شعاراً نردده في المناسبات الوطنية، بل هو فعل إيمان يترجمه الجيش كل يوم بتضحيات جنوده وشجاعتهم وحكمة قيادتهم، وهذا ما تجلَّى اليوم في التصدي للأحداث المؤسفة التي وقعت في منطقة "الطيونة".
وقال: الجيش ماضٍ في إجراءاته الميدانية لمعالجة الأوضاع وإعادة بسط الأمن وإزالة كل المظاهر المخلة به وتوقيف المتورطين في هذه الأحداث وإحالتهم على القضاء المختص".
وكان الرئيس ميقاتي انتقل بعد ظهر اليوم إلى مقر وزارة الدفاع حيث استقبله وزير الدفاع الوطني موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزيف عون، ثم انتقلوا إلى غرفة عمليات قيادة الجيش لمتابعة مجريات الأوضاع من قائد الجيش وأعضاء مجلس القيادة.
في الوقت نفسه، دعا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في بيان، "قيادة الجيش والقوى الأمنية اللبنانية كافة إلى ضبط الوضع وإيقاف الاشتباكات التي تحصل في منطقة الطيونة. وطالب الحكومة اللبنانية بعقد اجتماع عاجل وطارئ للحدّ من التفلت الأمني الخطير، الذي إن تطور لا ينذر إلا بالسوء".
ورأى المجلس الشيعي الأعلى أن هذه الجريمة هي محاولة لإحداث فتنة لإغراق لبنان في الفوضى والاضطراب، ينبغي وَأْدها بمعالجة حكيمة وضبط النفس وعدم الانجرار خلف الدعوات المشبوهة لتهديد السلم الأهلي المتماهية مع الحصار الأمريكي وسياسة تجويع اللبنانيين.
من جهته، عبَّر الحزب التقدمي الاشتراكي في بيان له عن أسفه لعودة مشاهد إطلاق النار والقنص إلى بيروت من جديد، تلك المشاهد التي تُذكّر اللبنانيين بحقبات مضت وتم طيّها إلى غير رجعة. وعليه فإن الحزب، يؤكد في بيانه أن المظاهر المسلحة وإطلاق الرصاص مرفوضة جملةً وتفصيلاً من أي جهة كانت، كما شدد على ضرورة إيلاء الجيش والقوى الأمنية الدعم الكامل لضبط الوضع واستتباب الأمن.