“نداء بوست”- عواد علي- بغداد
افتتح رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اليوم الأحد، المتحف الوطني العراقي في العاصمة بغداد بعد إعادة تأهيله، وإجراء أعمال صيانة على قاعاته.
وقال بيان لمكتب الكاظمي، اطّلع عليه “نداء بوست”: إن رئيس مجلس الوزراء افتتح أيضاً معرض الآثار العراقية المستردة من خمس دول هي: الولايات المتحدة الأمريكية، وهولندا، واليابان، وإيطاليا، ولبنان.
وتحدث الكاظمي، خلال حفل افتتاح المتحف، قائلاً: “نزور اليوم المتحف الوطني العراقي لإعادة افتتاحه بعد فترة طويلة من أعمال الصيانة والتأهيل”.
وأضاف: “زيارتنا هذه تأتي في أجواء يوم التسامح الوطني، ومرور عام على زيارة قداسة البابا إلى عراقنا الغالي، واللقاء التاريخي الذي جمعه بسماحة المرجع الأعلى الإمام السيستاني”.
وعبَّر الكاظمي عن الاعتزاز بتاريخ العراق وإرثه الثقافي وعظمائه، مبيناً أن “المتحف هو مِرْآة الإرث الثقافي والحضاري لأي دولة، وواجبنا أن نؤمّن له عناية خاصة ورعاية مميزة حتى ندرك، نحن وأجيالنا المقبلة، حجم المسؤولية المُلقَاة على عاتقنا، والأمانة التي نحملها في حفظ هذا الإرث والتاريخ”.
ولفت الكاظمي إلى أن “البعض يتمنى أن يكون له تاريخ وإرث وحضارة كالعراق، ومساهمات في مختلف أنواع العلوم كالعراق، أن يملكوا ما نملكه، وهذا يُوجِب علينا عملاً وجهداً مضاعفاً لنكون على قدر المسؤولية والأمانة”.
ونوّه بمساهمة العراق في تاريخ الإنسانية قائلاً: “في تاريخنا محطات مضيئة ساهمت في صياغة مفهوم الإنسانية، وسلوك الإنسان وحياته، وهذا يدفعنا إلى السؤال عن كيفية تطبيقنا لمفهوم التعايش والتسامح”.
وتابع “علينا أن ندرك جيداً أن التعايش والتسامح هو قراءة التاريخ وفهمه واستخلاص العِبَر منه، ونبذ العنف والتطرف، والبحث عن المشتركات والقيم النبيلة العالية التي تساهم في بناء الإنسان والأوطان”.
ودعا وزارتَي التربية والتعليم العالي إلى ترتيب زيارات منتظمة للطلبة إلى المتحف الوطني لكي يتعرفوا على تاريخ بلدهم، ويستعدوا لحمل هذا الإرث الثقافي والحضاري العظيم على أكتافهم، ويساهموا فيه ويُثرُوه وينقلوه إلى أجيال المستقبل.
وأكد أنه “من لا تاريخ له لا مستقبل له، وحفظ التاريخ مسؤولية كبرى، والمتاحف جزء لا يتجزأ من طرق هذا الحفظ، لذا أدعو المعنيين في وزارة الثقافة وغيرها من المؤسسات الموجهة للشباب في مجتمعنا إلى العمل بروح التعاون والشراكة لحفظ التاريخ، وتحويل هذا المكان إلى صرح ثقافي يضجّ بالحياة والتعايش والتسامح”.
وأشار إلى أن “هذه مسؤولية، نعم… ولكنها شرف، وشرفٌ كبير أن نكون جزءاً ممن صانوا تاريخهم، لا لأجل العراق والعراقيين فحسب، بل لأجل الإنسان والإنسانية والعالم أجمع”.