نداء بوست – بيروت – ريحانة نجم
تتزاحم الملفات الداخلية في لبنان من دون التوصّل إلى إيجاد حلول لها من قبل الحكومة الحالية والطبقة السياسية الحاكمة، وقد تصدّر ملف الانتخابات الواجهة السياسية إضافة إلى ملف التحقيق بأحداث "الطيونة"، وقد دخل قانون الانتخاب الذي عاد أدراجه من القصر الجمهوري إلى المجلس النيابي دائرة السجال على خط "بعبدا – عين التينة" وفريقهما.
عضو كتلة المستقبل النائب السابق الدكتور أمين وهبة قال لـ"نداء بوست" إنّه "متشائم في ما خص الانتخابات النيابية المقبلة"، ورأى وهبة أن المنظومة الحاكمة وخاصة القوى السياسي التي تشكل الأكثرية النيابية الحالية وتحديداً "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" إذا رأوا أن مصلحتهم تكمن في تأجيل الانتخابات فإنّهم "سيجدون ويفتعلون ألف سبب وسبب لتأجيلها، وأشار إلى أن رد القانون من قبل رئيس الجمهورية والظهور بمظهر المدافع عن حقوق المغتربين هي محاولة شعبوية لترميم بعض الشعبية المنهارة والمتآكلة للتيار الوطني الحر".
وأضاف وهبة لموقعنا أن بعض الأطرف وبالرغم من هول كارثة انفجار مرفأ بيروت والدمار الذي تسبب به في العاصمة، لديها الشجاعة لإعاقة التحقيق، "فترفض التحقيق الدولي وتُقيل المحقق الأول بالقضية وتحاول "قبع" المحقق الثاني، مؤكداً أنّ هذا أكبر دليل على أنّ هذه القوى إذا رأت أنّ مصلحتها عدم إجراء الانتخابات فإنها ستفتعل أسباب لتأجيلها.
وعن انعكاس تأجيل الانتخابات، اعتبر وهبة أن ذلك سينعكس حكماً على كل الأصعدة السياسية، الاقتصادية والمعيشية، قال "إن لبنان ليس محاصراً من الخارج، وإنما الطبقة السياسية الفاسدة هي التي تحاصر لبنان"، وأضاف أن المجتمع الدولي والبنك الدولي وصندوق النقد جميعهم جاهزون لتقديم الدعم إلى لبنان شرط أن تضع الحكومة خطة مقنعة والبدء بإجراء وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة.
وأشار النائب السابق لـ"نداء بوست" إلى أن تأجيل الانتخابات رسالة إضافية للمجتمعين العربي والدولي أن هذه الأكثرية ليست مكترثة وغير مهتمة في ترميم الوضع الاقتصادي والمعيشي للبنان، وبالتالي فإننا حتماً سنكون أمام مزيد من التدهور والانهيار.
وعن القانون الحالي، قال وهبة إنّه منذ إقرار هذا القانون كان ضده وضد اعتماد النسبية في ظل جود سلاح خارج الشرعية، وأضاف أنه كان يرفض موضوع الصوت التفضيلي لأنه أعاد البنانيين عشرات السنين إلى الوراء إلى مربع التعصب العنصري والطائفي وجعل الاصطفافات على أساس مذهبي يهدد وحدة اللبنانيين، لكنّه أكد في الوقت نفسه على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها في ظل أي قانون.
وأضاف وهبة: "إذا كان القانون سيء بإمكاننا أن نشكل مجموعات ضغط ونضال داخل المجتمع اللبناني لتطوير القانون"، مؤكداَ على ضرورة تعميق سياسة احترام الاستحققات الدستورية.
وحول تفعيل عمل الحكومة الجديدة، قال وهبة "إن الحكومة الحالية لو عملت ليلاً نهاراً وبكامل طاقتها لن تستطيع تغطية حجم الملفات المتراكمة أمام المؤسسات اللبنانية"، وأضاف "أن فريق "الممانعة" هو فريق تعطيلي في كل المجالات ولا يستطيع إلا أن يُطعم اللبنانيين خطابات و"مرجلات"، وفي مقابل ذلك يُطعمُهم كل أشكال الذل والمجاعة والفقر والبطالة والمهانة.
وتمنّى النائب السابق أن يجد اللبنانيون الشجاعة عند أنفسهم من أجل التخلص من هذا "الكابوس"، وأن تستيقظ جماهير الأحزاب التي أعماها التعصب وتعي بأن هذه المبايعة العمياء لزعماء المذاهب والطوائف لن تؤدي إلا إلى مزيد من التدهور والانهيار.