موقف "داعش" من أحداث دير الزور والسويداء وإمكانية تخليه عن الحياد في قراءة لمركز جسور
نشر مركز جسور للدراسات تقريراً تحليلياً ناقش فيه تموضع تنظيم داعش من التطورات الأخيرة في محافظتَيْ دير الزور والسويداء، وإمكانية تخليه عن الحياد الحالي.
وبدأ المركز تقريره بالإشارة إلى التطورات التي تشهدها سورية منذ منتصف الشهر الماضي، والمتمثلة بمظاهرات السويداء ضد نظام الأسد، والاشتباكات بين العشائر وقسد في دير الزور.
ونوه التقرير بأن كِلتا المحافظتين تقع ضمن نطاق انتشار ونشاط التنظيم الأمني والعسكري، موضحاً أن ريف دير الزور الشرقي حيث دارت الاشتباكات هو الأكثر نشاطاً لـ"داعش" شرق الفرات، كما أن خلاياه تنشط بين الحين والآخر في بادية السويداء.
كما أشار المركز إلى أن التنظيم لم يتحرك ضد قسد طيلة فترة الاشتباكات، وكذلك لم يعلن عن دعمه للعشائر العربية، في حين استمر باستهدافه لـ"قسد" خارج تلك المناطق (في الرقة والحسكة وغرب دير الزور).
وعن سبب ذلك الموقف، يرى المركز أن داعش اختار الانتظار والمراقبة لمآل المواجهات بين العشائر وقسد، نظراً لخبرته في المنطقة ذات المشهد المعقد من ناحية التحالفات والمواقف.
وبالنسبة للسويداء، فإن التنظيم لم ينفذ أي عملية في المحافظة، منذ بداية عام 2023، وعلى الرغم من انتشار خلاياه في الريف الشرقي إلا أنه لم يستثمر حالة عدم الاستقرار لتعزيز نشاطه هناك.
هل تشهد السويداء ودير الزور تحركات جديدة للتنظيم؟
أكد مركز جسور للدراسات أن تخلي داعش عن حياده الحالي والنأي بالنفس عن أحداث دير الزور والسويداء مرتبط بعدة عوامل.
على مستوى السويداء، يقول المركز: إن التحرك في المحافظة لن يحقق له الغاية السياسية المرجوة والمتمثلة بالدعاية والدعم المحلي والاستنزاف لأطراف النزاع.
وفي الوقت ذاته لن يفوت التنظيم فرصة توسيع نشاطه في بادية المحافظة إن أتاح النظام له المجال على غرار الحالات السابقة.
كما أن عدم امتلاك التنظيم لأي فرصة للتفاوض مع مشيخة العقل في السويداء قد يدفعه للاستفادة من الفرصة التي سيتيحها النظام له، على عكس الموقف في دير الزور.
وفي المحافظة الشرقية، يمكن للتنظيم من خلال موقفه المحايد، التفاوض مع أطراف من المجتمع المحلي لتوسيع نشاطه سواء بغرض استهداف قسد أو جمع المعلومات أو تحسين الموارد.
كما يعتقد المركز أن تدخُّل داعش في دير الزور قد يعرضه للاستنزاف؛ كون التحالف الدولي سيفرض تهدئة ويوجه المجهود العسكري والأمني ضد خلاياه.
وخلص المركز إلى أن التنظيم لم يغير سياساته تجاه مختلف الأطراف في دير الزور والسويداء، إلا أن الظروف الميدانية الحالية تفرض عليه الانتظار.
كما يعتقد المركز أنه من الممكن أن يقوم التنظيم لاحقاً بالضغط على الأطراف في دير الزور بما يحقق له بعض المصالح اللوجستية والمالية.
الجدير بالذكر أن التنظيم سبق له أن نفذ هجمات في محافظة السويداء بعد حراك شعبي ضد نظام الأسد، كانت أبرزها في تموز/ يوليو 2018 حين هاجم قرى بالريف الشرقي بعد انسحاب قوات النظام ما أدى إلى مقتل أكثر من 200 مدني.