مركز جسور للدراسات يبين دلالات اجتماع أستانا بشأن سورية في نيويورك

مركز جسور للدراسات يبين دلالات اجتماع أستانا بشأن سورية في نيويورك

تحدث مركز جسور للدراسات، عن دلالات عقد جولة من محادثات أستانا بشأن سورية، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ودوافع روسيا وإيران وراء ذلك.

ونشر المركز تقريراً يوم أمس الأربعاء أشار فيه إلى أنه على مستوى 10 اجتماعات رفيعة المستوى للدول الضامنة لمسار أستانا حول سورية، فإن الاجتماع الذي جرى في نيويورك هو الثاني الذي يعقد خارج الدول الثلاث (تركيا، روسيا، إيران) وخارج كازاخستان.

كما أنه الاجتماع الثاني الذي يجري في مقر الأمم المتحدة منذ انطلاق المسار، رغم انعقاد 6 دورات للجمعية العامة منذ ذلك الوقت.

اجتماع دون بيان ختامي

نبّه المركز إلى أنه كما تم في الاجتماع الأول الذي عقد في مقر الأمم المتحدة، لم يصدر بيان ختامي عن اللقاء الذي جرى في الثاني والعشرين من الشهر الجاري.

كما أن وزارة الخارجية التركية لم تصدر بياناً عن اللقاء، في حين أصدرت موسكو وطهران بيانين منفصلين تحدثتا فيه عن الوضع الإنساني في سورية، والعقوبات المفروضة على النظام السوري، وعودة اللاجئين، وإعادة الإعمار.

وخلا بيانَا روسيا وإيران من الإشارة إلى الحل السياسي وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254، وتجنبت طهران الحديث عن اللجنة الدستورية، فيما عبرت موسكو عن الاهتمام بتفعيلها.

وحول أسباب تجاهل القرار 2254 في بيان روسيا وإيران، قال مركز جسور للدراسات: إن ذلك يعكس رغبة الدولتين "بفرض مزيد من التعطيل على الحل السياسي ودور الأمم المتحدة فيه، ليصبح شكلياً أكثر، ورفع العبء عن النظام السوري في حال استمرار اللجنة الدستورية في مسقط أو جنيف، حيث يسهل اختزال المباحثات بمجرد تعديل على دستور عام 2012".

استعراض وتسويق لمسار أستانا

لفت مركز جسور في تقريره إلى أن كِلا الاجتماعين اللذين عُقدا في نيويورك جاء بدعوة من دول المسار وليس من الأمم المتحدة.

وانتقد المركز حضور المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون كلا الاجتماعين، مؤكداً أنه "كان يفترض عدم قيامه بذلك، وترك اللقاء كفعالية لدول المسار على هامش أعمال الجمعية العامة، أو أن يكون اجتماعه مع ممثلي الدول الضامنة بشكل منفرد، حتى لا يتم تفريغ المسار الأممي من مضمونه لصالح مسار أستانا".

المركز استدرك بالقول إنه بإمكان بيدرسون تدارك ذلك الموقف من خلال تحميل روسيا مسؤولية تعطيل أعمال الجولة التاسعة من اللجنة الدستورية في الإحاطة التي سيقدمها المبعوث أمام مجلس الأمن.

كما أشار إلى أنه لا يوجد مبرر لنقلها اجتماعات اللجنة الدستورية إلى خارج جنيف، باعتبار أن حضور الوفود الروسية إلى جنيف لا يختلف عن حضورها إلى نيويورك.

ويعتقد المركز أن عقد اجتماع أستانا في نيويورك في ظل تعطل المسار الأممي، هدفه إيصال رسالة مفادها أن صيغة أستانا هي الفاعلة، ويمكن أن تكون الحل البديل عن مسار جنيف.

تجدر الإشارة إلى أن روسيا تعمل منذ سنوات على تعطيل المسار الأممي للحل في سورية والذي يقوم على بيان جنيف1 والقرار 2254، واستبداله بمخرجات مؤتمر سوتشي ومسار أستانا، إلا أن تلك الجهود باءت بالفشل بسبب الرفض الدولي للمشاركة في اجتماعات أستانا أو اعتمادها كمسار للحل في سورية.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد