مركز أبعاد للدراسات" يكشف عن أثر الدعم الغربي في تحقيق أفضلية نسبية للجيش الأوكراني ضد روسيا

مركز أبعاد للدراسات" يكشف عن أثر الدعم الغربي في تحقيق أفضلية نسبية للجيش الأوكراني ضد روسيا

كشف مركز أبعاد للدراسات في دراسة عن أثر دعم الدول الغربية للجيش الأوكراني في تحقيق أفضلية نسبية على جبهات القتال ضد الجيش الروسي مؤخراً.

وبدأ الجيش الأوكراني منذ 9 حزيران/ يونيو، هجوماً مضاداً واسع النطاق لمواجهة القوات الروسية.

وشهدت الأيام الماضية إعلانات متبادلة من الطرفين عن إنجازات ميدانية على جبهات القتال.

وبحسب المركز فإن مسرح العمليات القتالية يشير لحالة توازُن بين القوتين، مع أفضلية نسبيّة للقوات الأوكرانية، خاصة بعد الهجمات المعاكسة التي تشنها في جبهتَيْ باخموت وزابوريجيا.

وأشارت الدراسة أن أوكرانيا تمتلك عدداً من المزايا النسبية في المعركة حالياً، أهمها التسليح الغربي لأوكرانيا بالأسلحة النوعية الذي ساهم في تحقيق مكاسب ميدانية لصالح الجيش الأوكراني.

دور منظومة هيمارس

وأشار المركز إلى دور منظومة الصواريخ "هيمارس HIMARS" والتي أحدثت فارقاً كبيراً في المعركة لصالح القوات الأوكرانية في عمليتَيْ تحرير "خيرسون وخاركيف".

وكانت السلاح الأساسي خلال السيطرة عليهما، وساهمت هذه المنظومة إلى حدّ جيد في تعويض عدم قدرة الجيش الأوكراني على استخدام سلاح الطيران.

ولفت إلى أنه يمكن لهذه المنظومة تنفيذ ضربات دقيقة موجَّهة بالليزر، كما ساهمت منظومات الدفاع الجوي "باتريوت Patriot" في تقليص قدرة الطيران الروسي على تغطية تحرُّك القوات البرية، مما أعاق قدرتها على الهجوم.

وذكرت الدراسة أن الدبابات المتطورة التي حصل عليها الجيش الأوكراني من طراز ليوبارد Leopard وأبرامز Abrams وتشالنجر Challenger وفرت زيادة حركية القوات الأوكرانية خلال المواجهات.

كذلك لفت المركز إلى الدعم الاستخباراتي الغربي حيث تقوم أجهزة الاستخبارات الغربية بتقديم المعلومات والدعم اللوجستي للجانب الغربي عن بُعد، أو من خلال الخبراء والمستشارين الغربيين المتواجدين في عدة مواقع في أوكرانيا، منها موقع مقابل "المحطة النووية بزبروجيا"، ومنطقة أخرى مقابل جزيرة القرم.

محدودية الذخيرة الروسية

ونوه المركز إلى محدودية الذخيرة الروسية من الصواريخ بعيدة المدى التي تمكنها من استهداف مواقع دقيقة، والتكلفة العالية لتلك الصواريخ في حال إنتاجها، وهو الأمر الذي دفعها إلى الاعتماد على أسلحة رخيصة كالمسيّرات الإيرانية لإحداث أكبر حجم من الأضرار وبأقل التكاليف لكن دون دقة عالية، بينما لا يعاني الغرب بالمقابل من هذه الإشكالية، لأن الدعم يتمّ بشكل جماعي.

وأشارت الدراسة إلى الضعف الاستخباراتي الروسي حيث يبدو أن بنك الأهداف الذي تمتلكه موسكو قديم ويفتقر لمعلومات التحديث الدقيقة، وفي العديد من المرات قامت القوات الروسية باستهداف مواقع عسكرية مهجورة منذ فترة، أو أنها لم تتمكن من رصد التحرُّكات الأوكرانية.

وأوضح المركز أن الجيش الأوكراني يعاني من عدّة تحدِّيَات، أهمها أن التسليح الغربي يقوم على مبدأ التدرج بما يتناسب طرداً مع حِدَّة الهجوم الروسي، وهو ما يدفع الأوكرانيين في بعض الأحيان لاستفزاز روسيا، بهدف دفعها لاستخدام المزيد من القوة، لتحصل كييف على مزيد من السلاح النوعي الغربي، ومثاله ما جرى عند تفجير "جسر القرم" الذي يُعتبر أكبر المشاريع الروسية في المنطقة، وافتتحه بوتين بنفسه، واستهدافه بأسلحة أوكرانية الصنع".

وبالفعل بدأت روسيا بعد التفجير بعملية قصف المواقع الحيوية الأوكرانية كمحطات الكهرباء وغيرها من المواقع اللوجستية، الأمر الذي دفع الغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاعات جوية متطورة.

عدم الرغبة باستفزاز روسيا

ووفقاً للدراسة فإن هذا التدرُّج يحمل عدة أهداف، أبرزها الحسابات السياسية للدول الغربية الداعمة لأوكرانيا، فالولايات المتحدة وأوروبا لا ترغب باستفزاز روسيا من خلال شنّ هجمات عليها، فالحالة الهجومية ستكون لها عواقب سياسية وعسكرية خطيرة، كما أن الهجوم على الأراضي الروسية لا يحظى بتفويض داخلي في الدول الغربية، ولا يحظى بتوافُق بين حلفاء الولايات المتحدة.

كما أن التدرج مرتبط بحاجة الجيش الأوكراني للتدريب على منظومات الأسلحة المتطورة، وكيفية إدماجها مع بقية المنظومة العسكرية الأوكرانية.

وبحسب الدراسة فإنه يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الأوروبية تعمل على إدارة المعركة من خلال تقديمها الدعم العسكري والاستخباراتي للجيش الأوكراني، وَفْق إستراتيجية تقوم على احتواء هجمات الجيش الروسي واستنزافه، ومنعه من الاحتفاظ بمدن كبيرة سيطر عليها سابقاً مثل "خيرسون ومعظم مناطق خاركيف"، ثم توجيه الهجوم المضادّ باتجاه موانئ بحر آزوف "ماريودل – بيردزنك"، وبالتالي تستعيد أوكرانيا السيطرة على كامل الجنوب الأوكراني تدريجياً.

كييف تعمل على صنع قنبلة نووية قذرة

بدورها، كشفت الاستخبارات الخارجية الروسية أنها تلقت معلومات حول قرار هيئة التفتيش الحكومية للرقابة النووية في أوكرانيا بإرسال دفعة من الوقود المشع من محطة روفنو الذري لإعادة معالجته.

وأشار مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين في بيان، اليوم الاثنين، إلى وجود معلومات ترجح مواصلة كييف العمل على صنع قنبلة نووية قذرة.

كما أشار إلى أن أوكرانيا ادعت أنه تم نقل حاويتين خاصتين إلى موقع تخزين الوقود النووي المستهلك في تشيرنوبيل

ولفت إلى أن الجانب الأوكراني لم يخطر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بذلك.

وأشار ناريشكين أن هذا الوقود من محطة روفنو في غرب أوكرانيا، تم إرساله في واقع الأمر لإعادة المعالجة، وفق ما نقلت وسائل إعلام روسية.

يذكر أن مفتشي الوكالة الدولية زاروا محطة روفنو في أبريل/نيسان الماضي، دون إبداء أي ملاحظات وقتها بشأن ضمانات تنفيذ معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

حلف الناتو يتعهّد بتقديم مزيد من الدعم

بدوره، أكد حلف شمال الأطلسي (الناتو) التزامه بمساعدة القوات الأوكرانية في دفاعها عن أراضيها من خلال دعمها بمزيد من المعدات العسكرية.

وقال الأمين العامّ للناتو ينس ستولتنبرغ -في اجتماع لوزراء دفاع الناتو يدوم يومين في مقر الحلف ببروكسل: إن الحلف يتوقع تعهدات جديدة بشأن تقديم مزيد من الذخيرة والأسلحة لأوكرانيا.

وأشار إلى أن دعم الحلف لأوكرانيا يحدث فارقاً في الحرب، لافتاً إلى أن الأوكرانيين يحرزون تقدماً على الأرض فيما سماه القتال العنيف هناك، حسب قوله.

وأوضح أن زيادة إنتاج الذخيرة والمتطلبات الدفاعية تأتي على رأس أولويات حلف شمال الأطلسي، كاشفاً أن مجموعة الاتصال النووي التابعة للحلف ستبحث الاستعدادات ومستوى الجاهزية لمنع أي تصعيد.

روسيا تتهم كييف

في الوقت ذاته، اعتبر ستولتنبرغ أنه "لا توجد حتى الآن أي بوادر من قِبل روسيا بشأن استعدادها لمفاوضات حقيقية أو لعملية سلام"، على حد قوله.

غير أن الخارجية الروسية قالت: إن "نظام كييف يرفض جميع فرص التفاوض مع روسيا لمصلحة الدول الغربية".

في السياق ذاته، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن: إن "التزامنا تجاه أوكرانيا مستمر، ومصممون على العمل لضمان حمايتها لأراضيها".

وأضاف بالقول: "نضع اليوم خططاً للتدريب للإبقاء على قدرة الجيش الأوكراني على القتال"، قبل أن يتابع "سنبقى موحدين، وسنواجه التحديات في هذه الظروف المتغيرة".

تصاعُد حدّة الاشتباكات بين روسيا وأوكرانيا

وكشفت روسيا وأوكرانيا، عن تحرُّكات تعكس تصاعُد حدّة الاشتباكات بينهما، تزامُناً مع إطلاق كييف هجومها المضاد ضد القوات الروسية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: إن "الجيش استولى لأول مرة على دبابات ليوبارد ألمانية الصنع.

وأوضح البيان أن الجيش الروسي استولى أيضاً على مدرعات برادلي الأمريكية التي كانت بحوزة الجيش الأوكراني في منطقة زاباروجيا، جنوبي أوكرانيا".

وأضاف البيان أن "هذا العتاد سلمه الغرب لكييف في وقت سابق، لتعزيز هجومها المضاد ضد القوات الروسية".

وأشار بيان الخارجية إلى أن بعضاً من هذه المعدات التي تم الاستيلاء عليها "ما تزال سليمة".

ومن جانب آخر ذكرت وسائل إعلام غربية أن الجيش الأوكراني تمكن من استعادة السيطرة على 7 قرى من القوات الروسية، في شرق وجنوب البلاد.

كما أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية تقدُّم قواتها ما بين "250 إلى 700 متر" في اتجاه مدينة باخموت شرق البلاد.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد