رسامون سوريون يعبرون عن مآساة الزلزال بريشتهم على جدران ركام المنازل شمال سورية
نداء بوست -أخبار زلزال سورية وتركيا-أحمد عكلة
يجمع الرسام السوري عزيز الأسمر ريشته وألوانه، وذلك بهدف رسم لوحة جدارية جديدة على ركام أحد المنازل في مدينة "بنش" الواقعة شرق مدينة إدلب.
الأسمر ينحدر من مدينة "بنش" بريف إدلب، واشتهر برسوماته خلال الثورة السورية، حيث قام بتوثيق معظم الأحداث التي مرت بلوحات جدارية على ركام المباني التي قصفها النظام السوري أو هدمها الزلزال.
وفي أحد الأحياء في المدينة تعاون عزيز الأسمر مع الرسام السوري الأخير أنيس حمدون على رسم لوحة جدارية تدين تخاذل الأمم المتحدة وتشكر دولتي قطر والسعودية على دعمها السوريين في الزلزال.
ويقول الأسمر: إنه "نحن اليوم بعد مرور أكثر من عشرة أيام على مرور الفاجعة وكارثة الزلزال الذي دمر قلوبنا قبل بيوتنا في جنوب تركيا وسورية نريد وبكل فخر وحب، أن نتقدم بخالص الشكر والحب لكل من وقف بجانبنا وساعدنا بكل شيء سواءً كان بالدعم المادي أو المعنوي".
ولفت في حديثه لموقع "نداء بوست" "نحن في الشمال السوري نريد أن نقدم لهم رسالة أننا نحن شعب يحفظ الود ويصونه، ولا ينكر الجميل ويرعى اليد التي امتدت له يوماً ولا ينسى المعروف ولو كان بسيطاً".
وأضاف الأسمر "لكن بذات الوقت لا ننسى من خذلنا وتجاهل مأساتنا وألمنا، ولم يكترث لأمرنا، وعلى رأسهم الأمم المتحدة، لم ترسل لنا المساعدات ولا المعدات لإنقاذ الأرواح والأطفال والنساء الذين بقوا لساعات طويلة يتنفسون تحت الأنقاض وفقدو الحياة اختناقاً بسبب نقص الأليات".
وأشار الفنان السوري "نحن اليوم نعبر بمعداتتا البسيطة وريشتي المتواضعة عن هذه الأشياء بالرسم والكتابة على جدران منازلنا المدمرة بفعل إجرام الأسد، أردنا إيصال هذه الرسالة بأن خذلناكم لنا أدى إلى فقدان أرواح كثيرة لم نستطع مساعداتها بسبب نقص الآليات والمعدات".
وختم الأسمر حديثه "اعتدنا على الخذلان من العالم منذ فجر الثورة، واعتدنا على معايير الأمم المتحدة الظالمة والجائرة عن طريق إرسال المساعدات إلى مناطق سيطرة نظام الأسد عوضاً عن إرسالها لنا هنا في إدلب، هذه المحافظة تدمرت مراراً وتكراراً على مدار الإحدى عشرة سنة الماضية بفعل طائرات الأسد وروسيا، دون أي ردة فعل للأمم المتحدة بتجاه إجرامهم وظلمهم".
وشملت الرسومات عبارة باللغة الإنكليزية تحت عنوان "شكراً لخذلانكم"، و كذلك رسومات كاريكتيرية للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وهو يصافح رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وكذلك تضمنت رسوماً تتضمن صوراً تظهر أيادي تحمل مساعدات وفي وسط الصورة رسومات تعبر عن وجود زلزال في إشارة لدولة قطر ودولة السعودية، وذلك تعبيراً عن مساعدتهما الشعب السوري المنكوب.
الرسام السوري أنيس حمدون يخط بريشته بعض العبارات على اللوحة قائلاً "نرسم لنعبر عن غضبنا من تصرف أمين العام للأمم المتحدة بعد التقاعس الذي حدث خاصة والرسم الكاريكاتيري يظهر بشار الأسد يطلب منه أعطاءه ما يريد".
وفي حديث لموقع "نداء بوست" أضاف أن "روسيا هي من تحاسب والدعم المقدم لمناطق النظام ليس مثل المقدم للمناطق المحررة أثناء الزلزال خاصةً أن المصاب كبير والخسائر كبيرة".
ولفت حمدون في حديثه "عبرنا عن شكرنا لقطر والسعودية بسبب دعمها السريع للسوريين المنكوبين شمال غرب سورية في حين أن الأمم المتحدة بقيت 3 أيام دون أن ترسل شاحنة".
وتضم مجموعة ريشة أمل 4 رسامين في شمال غرب سورية، وهم عزيز الأسمر وسلام حامض وبشرى حامض وأنيس حمدون، حيث يعملون بشكل يومي على تلوين ورسم والجدرايات وإيصال رسائلهم للعالم.
وقبل أيام، أقدم عدد من السوريين في مدينة سرمدا الواقعة شمال محافظة إدلب بالقرب من الحدود السورية مع تركيا على رسم جدرايات تنتقد تخاذل الأمم المتحدة.
ورفع ناشطون أعلام الأمم المتحدة، وهي معلقة بشكل عكسي وذلك تنديداً بموقفها تجاه آلاف الضحايا جراء الزلزال في شمال غرب سورية.
وقام الرسام السوري عزيز الأسمر برسم صورة جدارية على أحد المباني المدمرة في مدينة سرمدا شمال إدلب مكتوب عليها "الأمم المتحدة خذلتنا".
كما تم رسم صور على ركام المنازل جاءت تحت عنوان "شكراً لخذلانكم" و لافتة مترجمة إلى اللغة الإنكليزية وذلك تنديداً بالتخاذل الدولي الحاصل.
الرسامة السورية سلام حامض، وتنحدر من مدينة "جسر الشغور" غرب إدلب قامت برسم عدد من الجدرايات التي تتحدث عن تخاذل الأمم وعدم تقديمها المساعدات للشمال السوري بعد كارثة الزلزال وعدم حيادية الأمم وتقديم المساعدات للنظام السوري.
وقالت حامض في حديث لموقع "نداء بوست": إنه أحد الجدرايات جاءت تقديراً لجهود الدفاع المدني على تضحياتهم وبطولاتهم التي قدموها ووقوفهم إلى جانب المدنيين خلال فترة الزلزال فكان لابد من التحدث عنهم من خلال عمل جداري بعنوان / مسند حملنا/، معتبرة أنه حين تخلى العالم كله عن المنكوبين في الشمال السوري كان الدفاع المدني أول من لبى نداء العالقين تحت الأنقاض".
ولفتت حامض، أنه "أما بالنسبة للجدارية الثالثة والأخيرة فكانت مع فريقي (ريشة أمل ) تضمنت ثلاث أفكار ب لغات مختلفة لتصل للعالم أجمع، وتحدثت عن العنصرية القائمة على السوريين من قبل الأتراك في تركيا، وكانت بمعنى نعم العنصرية فرقتنا ولكن الموت لا ينظر لسوريٍ أو تركي وإذ بدوره جمعنا، وكانت باللغة العربية والتركية".
وأما عن الفكرة الثانية فكانت عبارة باللغة الألمانية "سورية مهد الحضارة، وقبر الإنسانية، وبداية الثقافة ونهاية الأخلاق"، أي كشفت حقيقة العالم من خلال سورية بحسب الرسامة السورية حامض.
ونوهت حامض إلى أنه بالنسبة للفكرة الثالثة فكانت عبارة تحتوي عن كلمتين (شكراً لخذلانكم ) ففي كل مرة العالم أصم أذانه عن نداء السورين وأعمى نظره عن مآسيهم وتوقفت إنسانيته بحجة أن أواجعهم مواضيع سياسية فلا يسعنا إلا الشكر لما قدموه من خذلان وبهكذا عبرنا خلال هذه الفترة عن معظم ما حدث في الآونة الأخيرة .
وختمت حديثها "في كل رسمة نحن نجسد أوجاع وطن وشعب لا زال أنينهما باقياً في داخلنا ولا زال الحزن يتدفق فينا من كل حدب وصوب ولكن لن ولم نفقد الأمل بالفرج القريب".