مركز أبعاد للدراسات يناقش التغلغل الإيراني في القرن الإفريقي والبحر الأحمر

مركز أبعاد للدراسات يناقش التغلغل الإيراني في القرن الإفريقي والبحر الأحمر

ناقش مركز أبعاد للدراسات في دراسة التغلغل الإيراني في القرن الإفريقي والبحر الأحمر بعد وصول الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى سُدّة الحكم عام 2005.

وبحسب المركز فإن إيران تهدف من ذلك التوجُّه إلى تحقيق العديد من الأهداف المتداخلة والمتشابكة، مستخدِمةً في ذلك الآليات المتكاملة لتحقيق هذه الأهداف.

وتعمل إيران من خلال  "القوة الناعمة"، في محاولة لامتلاك أوراق جديدة لكسب المزيد من التأييد الدولي لمواقفها، لا سيما أحقيتها في امتلاك تكنولوجيا نووية سلمية، وإرســال رســالة إلى الدوائر الغربية تحديداً، مفادها أن لديها القدرة على الانفتاح لتغيير الصورة النمطية عنها، والتي تصفها دائماً بالتشدُّد.

وأشار المركز إلى أن منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر أضحت ساحة كبيرة للتنافس بين إيران والقوى الإقليمية، لا سيما إسرائيل.

واعتبرت الدراسة أن هذا ما دفع العديد من المراقبين والخبراء إلى الجزم بأن البحر الأحمر مرشح في المرحلة المقبلة ليكون حلبة جديدة لمواجهات مسلحة إقليمية دولية، على خلفية الحَراك الإيراني غير المسبوق لفتح جبهات جديدة في القرن الإفريقي عَبْر دعم الجماعات الأصولية المتطرفة في الصومال، وقوات الحوثيين في اليمن، وشن هجمات باتجاه إسرائيل، واستهداف السفن التجارية والعسكرية منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية في غزة، وهو ما يشكل تهديداً مباشراً لأمن منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر، وربما تزداد وتيرتها في المستقبل المنظور.

وبحسب الدراسة فإن القرن الإفريقي يكتسب أهميته الإستراتيجية من كون دوله تطلّ على المحيط الهندي من ناحية، وتتحكم في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر حيث مضيق باب المندب من ناحية أخرى، ومن ثَمّ فإن دوله تتحكم في طريق التجارة العالمي، لا سيما أن نحو 40% من تجارة النفط العالمية تعبر من مضيق باب المندب، كما أنها تُعَدّ ممراً مهماً لأيّ تحرُّكات عسكرية قادمة من أوروبا أو الولايات المتحدة في اتجاه منطقة الخليج العربي.

وأشار المركز إلى أن أهمية القرن الإفريقي لا تعود إلى اعتبارات الموقع الإستراتيجي فحَسْبُ، وإنما تتعداها للموارد الطبيعية، كالنفط، والذهب، والغاز الطبيعي، وامتلاكه احتياطات كبيرة من المعادن، التي تُستخدم في الصناعات الثقيلة والنووية، مثل: الكوبالت واليورانيوم .

ووفقاً للموقع تمتلك المنطقة ثروة مائية هائلة، وتمثل إثيوبيا المصدر الرئيسي لنهر النيل، بنحو 80-85% من إيراداته، والذي يصل إجماله السنوي إلى 4,936 مليار م3. وتضم ثروة حيوانية هائلة، فتفوق أعداد الثروة الحيوانية في كل من السودان وإثيوبيا والصومال ربع مليار رأس.

وقد حولت الأهمية الإستراتيجية المنطقة إلى مساحات لتداخُل النفوذ الدولي والإقليمي، وتتسم مصالح القوى الإقليمية في المنطقة بالتشابك والتعقيد بين الأطراف المكونة للإقليم من ناحية، والقوى الدولية من ناحية أخرى، ولكنها تتجه في مجملها نحو تحفيز الصراع واستمراره، لا سيما في إثيوبيا والصومال والسودان. 

ويُعَدّ الثالوث الإقليمي؛ إيران وتركيا وإسرائيل، على تنافُره، أكثر اتساقاً وفاعلية على صعيد دائرة القرن الإفريقي، لا سيما مع قدرة صانعي القرار في تلك القوى على إدارة خلافاتهم البَيْنيّة بنحو يقتضي عدم المساس بجوهر المصالح المشتركة، لكن هذا لا يعني ضمانة كاملة لتوجُّهات إيران التوسُّعية بشرق إفريقيا، لا سيما بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 بحسب المركز.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد