أبعاد يسلط الضوء على الديناميكيات الداخلية والخارجية بعد سيطرة طالبان
أصدر مركز "أبعاد" للدراسات الإستراتيجية تقريراً تحليلياً ناقش فيه الديناميكيات الداخلية والخارجية بعد مرور عامين على سيطرة حركة طالبان على البلاد.
وسلط المركز الضوء على جوانب مهمة في البلاد منها قضايا اجتماعية واقتصادية وأمنية، وعلاقات خارجية، تغيرت بعد بسط حركة طالبان سيطرتها على أفغانستان.
وأشار التقرير إلى أنه على الصعيد الداخلي تراجعت معاملة الحكومة الجديدة للنساء لتصبح شبيهة بما كانت قبل عقدين من الزمان بالإضافة إلى وجود قيود شديدة على حقوق المرأة والتعليم.
انقسامات إيديولوجية
وبحسب المركز فإن قيادة طالبان تشهد انقسامات أيديولوجية خاصة بين فصيل قندهار والفصائل الأقل تشدداً فيها وتوقع التقرير أن يكون هناك احتمالية تغييرات في السياسات.
ونوه التقرير بأن أفغانستان تواجه تحديات اقتصادية كبيرة مع تقليل الدعم المالي الدولي، والاعتماد على تجارة الأفيون.
كما لفت التقرير إلى أن حكومة طالبان استطاعت الحد من التدهور الاقتصادي وتراجع الفساد في البلاد من خلال مساهمة التحصيل الضريبي الذي قامت به الحكومة.
ويرى المركز في تحليله أنه بالرغم من تحسن البيئة والأمن فإن وجود تنظيم داعش (فرع خراسان) يشكل قلقاً رئيسياً للسكان.
كما أن الجماعات المسلحة الأجنبية داخل أفغانستان تثير الكثير من علامات الاستفهام حول علاقات "الإمارة الإسلامية" مع بلدان معينة.
الاعتراف الدولي
وعلى الصعيد الخارجي ذكر المركز أن "الإمارة الإسلامية" تفتقر إلى الاعتراف الدولي، خاصة من الولايات المتحدة وتظهر التفاعلات الأخيرة بين الولايات المتحدة وطالبان بعض التعاون، لكنه يبقى تعاوناً محدوداً على المستوى الاستخباراتي.
ووصف التقرير العلاقات بين طالبان والدول المجاورة بأنه "معقد" وقد توتر الموقف مع باكستان الداعم تاريخياً بسبب هجمات حركة طالبان باكستان (TTP) (بالأردو تحريک طالبان پاکستان) كما أن طالبان تقاعست عن إيقاف الحركة بحسب الزعيم الباكستاني.
وبين التقرير توتر العلاقة مع إيران، والتي تتصف بأنها علاقة نفعية، وتحركها المصالح المشتركة والحاجة إلى المشاركة على الرغم من التوترات التاريخية بين الطرفين.
وحول الدافع لإنشاء علاقات مع الصين رجح المركز أن السبب هو المخاوف الأمنية وفرص الاستثمار وخصوصاً عقود استخراج المعادن الأخيرة.
وخلص التقرير إلى أن الوضع في أفغانستان "معقد" ، وهناك مزيج من التطورات الإيجابية والسلبية حيث تواجه طالبان تحديات في الحوكمة والعلاقات الدولية، خاصة بشأن "الجماعات المسلحة" على الأرض الأفغانية.