مجلس الأمن: هناك نقطة اتفاق وحيدة بين الولايات المتحدة وروسيا في سورية
أشار تقرير صادر عن مجلس الأمن تم توزيعه أمس الثلاثاء إلى أنه على الرغم من الانقسامات العميقة في المجلس بشأن ملف
سورية، تواصل الولايات المتحدة وروسيا اعتبار قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك قضية منفصلة يتفقان عليها.
ونوه التقرير الذي حصل موقع "نداء بوست" على نسخة منه بأن ترتيب مراقبة فض الاشتباك مكّن من المشاركة الوثيقة مع
الأطراف على الأرض، وأضاف التقرير أن العداء بين البلدين بشأن النزاع في أوكرانيا يبدو أنه لم يؤثر على عملهما في قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك.
مجلس الأمن
ولفت تقرير مجلس الأمن إلى أن الخلافات والمناكفات الصعبة التي شُوهدت في جميع الملفات الأخرى حول سورية، لم تكن
موجودة أبداً أثناء المفاوضات بشأن ولاية قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك قبيل اعتماد القرار 2671 بالإجماع في 22 كانون الأول/ ديسمبر 2022.
ومدد القرار 2671 التفويض لمدة ستة أشهر، ويوضح ذلك أن المجلس لا يزال موحداً في رأيه بأن
قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك تلعب دوراً مهماً في الاستقرار الإقليمي.
وتعليقاً على ذلك قال الباحث في مركز جسور للدراسات "رياض الحسن": إن الخلافات بين الولايات المتحدة وروسيا ظهرت منذ الأيام الأولى لوصول الملف السوري إلى مجلس الأمن.
ونوه الحسن بأن روسيا وقفت إلى جانب النظام السوري واستخدمت الفيتو 17 مرة كان آخِرها ضد تمديد قرار إيصال المساعدات الإنسانية في شهر تموز/ يوليو 2022.
وأوضح الحسن بقوله: إنه إلى جانب الفيتو في قرارات المساعدات الإنسانية فقد استخدمت روسيا الفيتو ضد قرارات إدانة
النظام السوري في ضربات الأسلحة الكيماوية التي شنها النظام وراح ضحيتها الآلاف من السكان المدنيين، ومعظمهم من الأطفال والنساء.
وبيّن الحسن أن روسيا فعلت ذلك أيضاً في قرارات مجلس حقوق الإنسان حول الانتهاكات الواسعة التي ارتكبها النظام، وفي ملف المعتقلين والمفقودين والمختفين.
وأضاف الحسن أنه حتى في الحالات التي تصوّت فيها روسيا بالموافقة على بيانات أو قرارات مجلس الأمن مثل بيان جنيف
والقرار 2254 اللذين يتعلقان بالحل السياسي، فإن روسيا تعمل على تعطيل تطبيقها، كما فعلت أخيراً في تعطيل اجتماعات اللجنة الدستورية.
مراقبة فضّ الاشتباك
قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، هي قوة دولية تابعة للأمم المتحدة أُنشئت في 31 أيار/مايو 1974
في أعقاب حرب تشرين عام 1973 لمراقبة الفصل بين القوات السورية والإسرائيلية في مرتفعات الجولان.
واحتلت القوات الإسرائيلية مرتفعات الجولان في حرب حزيران/ يونيو 1967، ومنذ ذلك الحين، بدأت القوة
مهامها بالتعاون مع كِلا الجانبين، وتجدد ولاية قوة الأمم المتحدة لمراقبة فضّ الاشتباك كل ستة أشهر.
ويعقد مجلس الأمن يوم غد الخميس 15 حزيران/ يونيو 2023 جلسة مخصصة لمناقشة تمديد ولاية قوة
مراقبي فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة (UNDOF) لمدة ستة أشهر وتنتهي في 30 يونيو/ حزيران الجاري.
وقبل تجديد التفويض ستقوم إدارة عمليات السلام (DPO) بإطلاع أعضاء المجلس في مشاورات مغلقة على آخِر تقرير للأمين العامّ الذي يغطي مدة 90 يوماً من عمل قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك.