سورية: إحاطة ومشاورات مغلقة في مجلس الأمن حول التطورات السياسية والإنسانية

سورية: إحاطة ومشاورات مغلقة في مجلس الأمن حول التطورات السياسية والإنسانية

إعداد: هالة القُدسي

يعقد مجلس الأمن اليوم 23 آذار/ مارس 2023 جلسة يقدم فيها المبعوث الخاص لسورية "غير بيدرسون" ومدير العمليات والمناصرة بالنيابة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "طارق تلاهمة" إحاطات شهرية حول الأوضاع السياسية والإنسانية في سورية، تعقبها جلسة مشاورات مغلقة للمجلس.

وفق تقرير صادر عن الأمم المتحدة فمن المرجح أن يذكر بيدرسون أن المسار السياسي في سورية لا يزال متوقفاً، وأن يسلط الضوء على أن اللجنة الدستورية السورية لم تجتمع منذ حزيران/ يونيو 2022. وكان بيدرسون قد أشار في مؤتمر صحفي في 8 آذار/ مارس الماضي، إلى أنه لا ينبغي أن تكون اللجنة الدستورية رهينة قضايا لا علاقة لها بسورية. وأن اللجنة بحاجة إلى الانعقاد مرة أخرى والمضي قدماً في المسائل الجوهرية، في إشارة إلى أن اللجنة فشلت في عقد جولتها التاسعة بسبب الشروط التي وضعتها روسيا لحضور وفدها إلى جنيف بعد فرض عقوبات دولية عليها على خلفية عدوانها العسكري على أوكرانيا في شباط/ فبراير 2022، وإثر ذلك أبلغ وفد النظام الأمم المتحدة أنه لن يستأنف المشاركة في أعمال اللجنة الدستورية إلا بعد تلبية الشروط الروسية. سيعرض المبعوث الخاص أمام المجلس نتائج اجتماعاته الأخيرة مع أصحاب المصلحة الإقليميين بهدف إعادة عقد اللجنة الدستورية وتعزيز مبادرته "خطوة بخطوة".

حيث كان التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري في 13 آذار/ مارس في القاهرة، ثم زار الرياض في 15 آذار/ مارس والتقى بوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، تبع ذلك في 21 آذار/ مارس لقاء نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي في عمّان، وبحسب موقع وزارة الخارجية الأردنية فقد دار الحديث حول "المبادرة الأردنية التي تقوم على دور عربي مباشر ينخرط مع الحكومة السورية/  النظام السوري في حوار سياسي يستهدف حل الأزمة ومعالجة تداعيتها الإنسانية والأمنية والسياسية".

على صعيد الشؤون الإنسانية سيقدم "تلاهمة" لمحة عامة عن الوضع الإنساني المتردي بشكل متزايد في سورية ويعرض الجهود الأخيرة للأمم المتحدة والجهات الفاعلة الأخرى لتقديم المساعدات الإنسانية حيث لا تزال البلاد تكافح العواقب الإنسانية المدمرة لزلزال 6 شباط / فبراير وتوابعه.

وفقاً للبيانات التي قدمها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، عبرت حتى الآن ما مجموعه (937 شاحنة) محملة بمساعدات من سبع وكالات تابعة للأمم المتحدة إلى شمال غرب سورية من تركيا منذ 9 شباط/ فبراير عبر ثلاثة معابر حدودية: باب الهوى (729 شاحنة) وباب السلام (169 شاحنة) والراعي (39 شاحنة).

سيطلع "تلاهمة" مجلس الأمن على نتائج الزيارة الأخيرة التي قام بها وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث إلى سورية في 21 آذار/ مارس ، حيث التقى رئيس النظام السوري بشار الأسد، ووزير الخارجية فيصل المقداد ، وكان نائب المتحدث باسم الأمين العام "فرحان حق" قد صرح عقب اللقاء أن "غريفيث" شدد خلال هذه الاجتماعات على الحاجة إلى توسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية لمواصلة تلبية الاحتياجات المتزايدة في جميع أنحاء سورية.

على صعيد شؤون اللاجئين اختتم المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين "فيليبو غراندي" في 11 آذار/ مارس  زيارة استمرت خمسة أيام إلى المناطق المتضررة من الزلزال في سورية وتركيا. وزار مناطق اللاذقية وحماة ودمشق وقام بزيارة عبر الحدود إلى المناطق المتضررة من الزلزال في شمال غرب سورية. وفي بيان صحفي صدر في 13 مارس / آذار ، أشار غراندي إلى أن "هناك حاجة إلى المزيد من المساعدات الإنسانية وموارد الإنعاش المبكر" للسماح للناس بإعادة بناء حياتهم وسبل عيشهم.
وفق تقرير الأمم المتحدة من المتوقع أن يعرب بعض أعضاء المجلس في الاجتماع عن قلقهم العميق إزاء تدهور الوضع الصحي، بما في ذلك ارتفاع حالات الكوليرا في البلاد. فوفقاً لتقرير الوضع الصادر في 16 آذار/ مارس، فإن نظام الرعاية الصحية معرض لخطر الانهيار في بعض المناطق. يشير تقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الصادر في 28 شباط/ فبراير عن تفشي الكوليرا في سورية إلى أنه تم الإبلاغ عن 92649 حالة مشتبه بها، بما في ذلك 101 حالة وفاة تُعزى إلى المرض في جميع أنحاء البلاد بين 25 آب/ أغسطس 2022 و 15 شباط/ فبراير 2023.
ومن المرجح أيضاً أن يعرب بعض أعضاء المجلس عن مخاوفهم بشأن استمرار "الأعمال العدائية" في أجزاء من سورية.  وكان المجلس قد عقد في 16 آذار / مارس اجتماعاً بشأن سورية بناءً على طلب الصين وروسيا.

أطلعت فيه نائبة مدير العمليات والمناصرة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "غادة الطاهر مضوي" والأمين العام المساعد لأوروبا وآسيا الوسطى والأمريكتين "ميروسلاف جينا" أعضاء المجلس على تأثير الضربات الجوية التي ضربت مطار حلب في 7 آذار / مارس على إيصال المساعدات الإنسانية التي تستهدف التخفيف من عواقب الزلازل. وأدّت إلى إغلاق المطار، وتحويل جميع الرحلات الجوية التي تحمل المساعدات إلى دمشق واللاذقية، بحسب وزارة النقل السورية.

يشير التقرير أيضاً إلى استهداف غارات جوية إسرائيلية مطار حلب يوم أمس 22 آذار/ مارس ، بحسب مسؤولين سوريين، مما يجعله الهجوم الثالث على المطار في الأشهر الستة الماضية، وأن مصادر استخباراتية إقليمية صرحت لرويترز أن هذه الغارات "أصابت مستودع ذخيرة تحت الأرض مرتبطاً بمطار النيرب العسكري القريب، حيث تم تخزين أنظمة صواريخ على عدة طائرات عسكرية إيرانية".

من المتوقع أن يدعو العديد من أعضاء المجلس إلى زيادة التمويل من المجتمع الدولي لدعم الاستجابة الإنسانية في سورية، حيث أشارت تقارير الأمم المتحدة إلى أنه تم تمويل النداء العاجل لسورية بنسبة 78.6٪ وتم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية بنسبة 5.7٪  فقط حتى الآن.
ويُذكر أنه في 20 آذار/ مارس ، استضافت رئيسة المفوضية الأوروبية "أورسولا فون دير لاين"، ورئيس وزراء السويد "أولف كريسترسون"، مؤتمر المانحين الدوليين الذي ضم 60 وفداً من الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه وشركائه، بما في ذلك الأمم المتحدة والمؤسسات المالية الدولية. وتوّج المؤتمر بتعهد إجمالي قدره 950 مليون يورو في شكل منح لسورية.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد