ترجيحات بتغيير موقف النظام السوري من التطبيع مع تركيا بعد فوز أردوغان
توقع الباحث في مركز "تشاتام هاوس" حايد حايد، أن يعيد النظام السوري تقييم إستراتيجية التفاوض مع أنقرة، مؤكداً أن الخطاب التركي بعد فوز رجب طيب أردوغان بالرئاسة شهد "تغيُّراً ملحوظاً"، تمثل بمطالبة الجانب السوري باتخاذ "خطوات ملموسة".
ولفت إلى أن النظام السوري قد يتصرف بحذر تجاه ملف التطبيع مع أنقرة، لتجنب أي تداعيات سلبية قد تطرأ على علاقاته مع الدول العربية.
وأشار إلى عدم وجود دعوات عربية مباشرة لاتخاذ موقف أكثر تحدياً ضد الوجود التركي في سورية.
وأضاف: "لا تزال ثمة شكوك تحوم حول محادثات التطبيع الجارية بين أنقرة ودمشق برعاية روسيا".
وأوضح أن روسيا تُعَدّ حالياً اللاعب الرئيسي القادر على مواءمة الديناميات المتحولة وتسهيل التوصل إلى صفقة محتملة بين أنقرة وسورية، ومع ذلك، فإن نجاح موسكو حتى الآن لم يزد على جلب الجانبين إلى طاولة التفاوض.
ورأى حايد أن الانفتاح العربي على سورية، يمكن أن يشجع دمشق على مقاومة الضغط الذي تمارسه روسيا، لا سيما عند المطالبة بتسويات كبيرة، معتبراً أن عدم التوافق بين الأطراف يعني استمرار المحادثات كإجراء شكلي يفتقر إلى الرغبة الحقيقية في تحقيق تقدُّم جوهري.
النظام السوري يلمح لرفضه تطبيع العلاقات مع تركيا
قال مندوب النظام السوري الدائم لدى الأمم المتحدة بسام صباغ: إن نظامه لن يعيد علاقته إلى طبيعتها مع مَن "يحتل" أراضيه.
وأضاف في حديثه أن "تباكي الولايات المتحدة على المعاناة السورية لن يحجب حقيقة أنها السبب بهذه المعاناة".
واتهم صباغ خلال كلمته في جلسة لمجلس الأمن الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين بمواصلة إجراءاتهم "الاستفزازية والعدائية" حيال سورية بهدف "التدخل في شؤونها الداخلية وعرقلة الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار فيها".
كما دعا لإيقاف التواصل بين الأمم المتحدة و"الجهات غير الشرعية" شمال غرب سورية منوهاً بوجوب إيصال المساعدات لتلك المناطق بإشراف الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر الدولي.
عدم وجود خطط للقاء أردوغان والأسد
بدورها، نفت تركيا وجود موعد محدد لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وكذلك عدم وجود أي خطط لعقد لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس النظام السوري بشار الأسد على المدى القريب.
https://nedaa-post.com/?p=70367
جاء ذلك في تصريح للمتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، اليوم الاثنين، تناول العديد من الملفات، من بينها الانتخابات التركية، واللاجئين السوريين، والتطبيع مع النظام السوري.
إعادة اللاجئين السوريين من تركيا
وقال قالن رداً على سؤال حول وجود موعد محدد لإعادة اللاجئين السوريين: "لا يوجد مثل هذا التاريخ في هذا الوقت. لكنه ليس بعيد الاحتمال. وذلك يعتمد على كيفية سير العملية (المحادثات مع النظام).
وأردف: "بالطبع نريد أن يعود هؤلاء الناس، لكنهم بشر. يجب ألا ننسى هذا. سنتخذ خطوات معقولة وإنسانية من أجل عودة اللاجئين".
محادثات تركيا مع النظام السوري ولقاء أردوغان وبشار الأسد
أشار قالن إلى أن هناك ثلاث قضايا مهمة سيتم بحثها مع النظام السوري، هي محاربة الإرهاب، وعودة اللاجئين إلى ديارهم، واستمرار المفاوضات بين النظام والمعارضة من خلال دفع اللجنة الدستورية إلى الأمام.
وبخصوص اللقاء المرتقب بين أردوغان وبشار الأسد، قال قالن: إنه لا توجد اجتماعات مقررة حالياً على المدى القريب بين الجانبين. يجب أن نرى خُطط سورية (نظام الأسد).
