النفوذ الإيراني خُطَط جديدة ونوايا خَفِيّة على الساحل السوري

 النفوذ الإيراني خُطَط جديدة ونوايا خَفِيّة على الساحل السوري

 

كشفت وثائق سرية مسربة من مجموعة "انتفاضة حتى الإطاحة" المقربة من منظمة "مجاهدي خلق" عن خطط جديدة ونوايا خفية للنظام الإيراني تخطط للاستحواذ على آبار النفط في سورية.

وأشارت الوثائق إلى أن النظام الإيراني يفرض في مخططاته مشاريع اقتصادية ضخمة على النظام السوري

في مجال النفط والغاز والطاقة وتشمل بناء مصفاة نفط على شواطئ الساحل السوري.

ولفتت الوثائق إلى أن طهران ستعتمد على النفط الإيراني الذي تصدره طهران إلى سورية عَبْر ميناء بانياس غرب سورية.

وثائق مسربة

وتضمنت الوثيقة الأولى تقرير بعثة مجموعة من شركات "بارسيال" للنفط والغاز وساتا منظمة الضمان الاجتماعي للقوات

المسلحة الإيرانية التي تم إرسالها إلى سورية للتحقيق في ظروف الاستثمار في صناعات النفط والغاز.

كما تدل التحذيرات الواردة على سعي إيران للحصول على مكاسب اقتصادية في سورية بعيداً عن دعاية العمل على إعادة الإعمار في سورية.

ونوهت الوثيقة بأن إيران ستعتمد على استخدام النفط الخام الإيراني عند استثمار مصفاة تكرير النفط في الجزء الغربي من سورية بالقرب من مياه البحر المتوسط.

الوثيقة الثانية تشير إلى أن هناك أعمالاً يجب القيام بها في سورية من ضِمنها الاتفاقات اللازمة مع النظام السوري بالإضافة

إلى إبرام عقود مع وزارة الكهرباء واستخدام خدمات صندوق ضمان الصادرات الإيرانية وغيرها من الاستثمارات في مجالات أخرى في مفاصل الدولة في سورية.

يقول المستشار الاقتصادي الدكتور "أسامة القاضي" لـ"نداء بوست": المخطط بدأ منذ عشر سنوات من خلال زيارة وزير النفط الإيراني والعراقي والسوري لكن توقف وأعيد المشروع عام 2014 على أساس تمديد خط أنابيب يبدأ من إيران يمر بالعراق وينتهي في سورية.

وقدر "القاضي" التكلفة بحوالَيْ 10 مليارات دولار وبالنسبة لمدّ خط الأنابيب عَبْر الساحل فتكون التكلفة حوالَيْ 5600 كيلومتر.

وأضاف القاضي أن المرحلة الأولى والأساسية هي المسافة بين العراق وسورية وهي 1500 كيلومتر من خط إصلاح كركوك

إلى مصفاة بانياس، وهذا يوفر الكثير على إيران لأنها تريد تصدير نفطها إلى سورية.

ولفت القاضي إلى أن إيران تتجنب مضيق هرمز الإستراتيجي الذي يمر عبره أكثر من 20 مليون برميل يومياً

وبالتالي المخطط يصل إلى أوروبا بشكل أسرع وأرخص على المدى الطويل.

ونوه القاضي في حديثه بأنه حتى الآن لا يوجد أي وثائق تُثبت ما هي نسبة رسوم العبور إلى سورية؛ لأن روسيا هي المسؤولة عن ميناء بانياس والروس لن يسمحوا بهذه الخطوة.

وعزا القاضي سبب الرفض الروسي إلى أن المشاكل المتعلقة بالشأن الاقتصادي السوري تجعله مشروعاً صعب التنفيذ لأن موسكو تعتقد أن النفط في سورية يخصها وحدها.

احتكار روسي للنفط السوري

وقع النظام السوري اتفاقية أولية مع إيران من أجل الشركة العامة للفوسفات وجاءت روسيا وأخذت الشركة العامة

باتفاقية إذعان جديدة وحتى مشروع إيصال الفوسفات إلى مصفاة ميناء بانياس يحتاج موافقة روسيا. وفقاً لما ذكره القاضي.

المشروع الإيراني

ورأى القاضي أنه إذا لم يكن هناك تطبيع حقيقي ودائم مع النظام السوري فكل الاتفاقيات ستعود إلى الصفر

ولن يُكتب لها الكثير في المستقبل بالإضافة إلى تنافُس بين النفط والغاز الإيراني والروسي.

وبيّن القاضي مسألة التنافس قائلاً: ”روسيا تريد بيع غازها في تركيا وهذه تعتبر منافسة للغاز الروسي وتخفيفاً عن الأوروبيين في

تصدير الغاز إلى أوروبا لذلك هي مشاريع صعبة التنفيذ وتقوم في حال كان هناك استقرار حقيقي سياسي".

وختم القاضي حديثه بأن الإيرانيين يريدون تمرير كل المشاريع الاقتصادية بشكل يُظهر أنها على ما يرام لكن الواقع مختلف

بسبب المشاكل الروسية الإيرانية في الشأن الاقتصادي السوري والعقوبات المفروضة والمزاج الأمريكي تجاه طهران.

وتعليقاً على ذلك قال المدير العام لمركز الأناضول لدراسات الشرق الأدنى (أيام) الدكتور مصطفى الوهيب لـ"نداء بوست":

"يمكن النظر للاتفاقات الإيرانية مع النظام السوري على أنها تثبيت للوجود والهيمنة الإيرانية الموجودة أساساً على الأرض السورية، ومنحها صبغة شرعية الآن ومستقبلاً".

وأضاف الوهيب: أن الاتفاقات ضمن تفاهمات الاتفاق الإيراني السعودي والتي نعتقد أنها متوافقة على تعزيز النظام السوري من ناحية الشرعية والوجود.

ولفت الوهيب إلى أن هذه التفاهمات تتضمن منح إيران مزايا إعادة إعمار سورية مستقبلاً للتعويض عن خسائرها الاقتصادية".

ويرى الوهيب أن الاتفاقات الإيرانية الأخيرة مع النظام السوري تتعارض أو تأتي بسياق منافسة الأطراف المشمولة

في اجتماع عمان إذ يتفق الإيرانيون مبدئياً مع الأطراف المجتمعة على جملة من الثوابت أهمها ضرورة إعطاء كامل الشرعية للنظام السوري.

وختم الوهيب حديثه بضرورة الحفاظ على التوازنات الأمنية الحالية، وتحقيق المصالح الإقليمية لهذه الدول بشكل قد لا يتقاطع بالضرورة مع إستراتيجية وسياسة الولايات المتحدة الأمريكية".

زيارة الرئيس الإيراني

ووصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي دمشق في زيارة محملة برسائل أرادت طهران إيصالها للدول العربية

التي سارعت للتطبيع مع النظام السوري في 3 أيار/ مايو الماضي.

ووصف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سورية بأنها “انتصار للإرادة السياسية للمقاومة ونجاح لدبلوماسية الحكومة في استكمال عملية التكامل الإقليمي".

https://nedaa-post.com/?p=72918

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد