أبعاد يسلط الضوء على تداعيات الحرب على غزة إقليمياً ودولياً

أبعاد يسلط الضوء على تداعيات الحرب على غزة إقليمياً ودولياً

 

نظم مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية الأربعاء الماضي ورشة حوارية عبر تطبيق "زووم" ، ناقش فيها تداعيات الحرب على غزة إقليمياً ودولياً، وسلط الضوء على التطورات المحتملة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

واستضاف المركز الكاتب والمحلل السياسي إياد جبر ومدير مركز جسور للدراسات محمد سرميني، والباحث في العلاقات الدولية والمتخصص في الشؤون الأوراسية أحمد دهشان وأيضاً الكاتب والصحافي مجدي الحلبي وأدار الحوار مدير وحدة الدراسات في مركز أبعاد للدراسات الدكتور محمد السالم.

وتطرقت الورشة إلى عدة محاور منها إلقاء نظرة على وضع الصراع الإسرائيلي داخلياً والتداعيات الإقليمية والدولية وتأثيرها على أدوار روسيا والصين، بالإضافة إلى الموقف الإسرائيلي وتوقعاته على المسار العسكري.

صراع قديم متجدِّد

ويرى إياد جبر أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قديم ويتجدد، وهناك أسباب دفعت حركة حماس للقيام بعملية "طوفان الأقصى" رداً على الانتهاكات التي يقوم بها الاحتلال ومحاولاته لاقتحام الضفة الغربية بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة.

كما لفت جبر إلى أن هناك سيناريوهات متوقعة لتحقيق أهداف إسرائيلية؛ منها القضاء على حركة حماس ودخول قطاع غزة بشكل جزئي أو كلي.

إضافة إلى تأثير الموقف الأمريكي على شكل الحرب لا سيما أن هناك إشكاليات وتشكيكاً بقدرة الجيش الإسرائيلي على التحكم في الوضع العامّ. على حد تعبيره.

رسائل الولايات المتحدة واضحة

وفي السياق ذاته وصف محمد سرميني ما حصل في غزة بأنه يمثل نوعاً من أنواع الزلزال في المنطقة ووجود رغبة أمريكية واضحة ورسائل متتالية تفيد بأنها لا تريد حرباً إقليمية جديدة غير الحرب الأوكرانية.

وأضاف سرميني في حديثه أن ما جرى مفاجئ للجميع من حيث التوقيت والحجم، وخلق ذلك حالة من التخبط الأمني والدولي حيث تظهر المعطيات أن هناك ملامح تغييرات ستتضح مع مرور الوقت.

ويتزامن ذلك مع عملية التطبيع العربي الإسرائيلي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وانعكاس ذلك على إنهاء المسار مبدئياً بحسب ما ذكره سرميني.

ويرى سرميني أن النتائج ستؤثر على المشهد المحيط كلياً؛ لأن القضية الفلسطينية قلب العالم العربي، ولها تأثير بشكل كبير في وقت استطاع الجانب الإسرائيلي على المستوى السياسي والإقليمي أن يلعب دوراً كبيراً.

وأشار إلى أن هناك رغبة ربما لإعادة تشكيل وترميم أو تفكيك ما يعرف بمحور المقاومة من قبل التحالف الإيراني، وستكشف تداعيات العملية مع الوقت سواء كانت بتنسيق جزئي أو كلي من حركة حماس.

وأوضح سرميني أن الموقف التركي محور أساسي، وهناك إعادة توازن بإعادة الموقف التركي الذي حاول الحفاظ على وحدة التوازن، وأظهر أنه أكثر تأييداً للجانب الفلسطيني.

علاوة على ذلك يرى سرميني أن الجانب التركي شعر بحالة فقدان ثقة للجانب الآخر، ليس فقط من باب الرغبة لإظهار الود فقط بل أعمق من ذلك.

اللوبي الإسرائيلي أثر على موقف موسكو

ومن جانب آخر قال الباحث في العلاقات الدولية والمتخصص في الشؤون الأوراسية أحمد دهشان: في بداية الحدث الإعلام الروسي كان متبنياً الرواية الإسرائيلية وكان رد الفعل الروسي مرتبطاً باللوبي الإسرائيلي في روسيا.

ونوّه دهشان بأن الحرب على غزة كانت تصبّ في مصلحة روسيا بالدرجة الأولى؛ لأنها تُشغل الولايات المتحدة عن الحرب الأوكرانية فضلاً عن استخدام روسيا لذلك لإظهار النفاق الغربي وإظهار عدم اكتراث الغرب بالمبادئ والحقوق الإنسانية.

وتوقع دهشان أن هناك تقدماً استباقياً من قِبل روسيا والصين يفيد بأنه في حال تعثرت إسرائيل بالعملية البرية ستجدان وقتاً مثالياً لتكثيف تدخل الصين في تايوان ومن جهة أخرى روسيا في أوكرانيا.

عملية القسام ناجحة بكل المقاييس

وفي سياق تأثير العملية العسكرية يقول الكاتب والصحافي مجدي الحلبي: إن الرد العسكري غير مسبوق من قبل إسرائيل من حيث الوتيرة والكثافة رغم العملية الناجحة بكل المقاييس التي أطلقتها كتائب القسام في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي.

وبيّن الحلبي السيناريوهات المحتملة ومنها إعادة احتلال قطاع غزة لكن ذلك سيكلف إسرائيل كثيراً، وخصوصاً أن الجيش الإسرائيلي غير مدرب على مثل هذه العملية العميقة.

وأشار الحلبي إلى وجود تخوف من دخول حزب الله الحرب، لذلك تسعى إسرائيل لتحييده عن المواجهة لصعوبة فتح جهتين في الوقت نفسه.

ولفت أيضاً إلى أن هناك تأخيراً وتأجيلاً لعملية الاجتياح البري لقطاع غزة لأسباب تكتيكية وعسكرية، وأضاف في ضوء حديثه: إن المساعدات ستدخل غزة بشكل محدود وسيأخذ الحصار وقتاً طويلاً.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد