هجوم موسكو في قراءة لـ"مركز أبعاد للدراسات".. دلالات التوقيت والأهداف
استعرض مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية دلالات الهجوم الذي وقع في العاصمة الروسية موسكو قبل أيام، وأدى إلى وقوع عشرات القتلى، والذي أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنه.
وبدأ المركز دراسته بالإشارة إلى أن هذا الهجوم لم يكن الأول لـ "داعش" في روسيا، وإنما جاء استكمالاً لنشاط التنظيم المتصاعد هناك.
وأوضحت الدراسة أن تنظيم داعش فرع خراسان زاد من عملياته ضد روسيا والصين وإيران بعد الانسحاب الأمريكي من العراق.
ويرى المركز أن ذلك يأتي في سياق نكاية التنظيم وحربه مع حركة طالبان التي بدأت تحسين علاقاتها مع تلك الدول، والتحشيد ضدها، وإظهار ضعفها وعدم قدرتها على السيطرة على التهديدات الأمنية.
كما يعتبر المركز أن توقيت الهجوم "حرج للغاية"، حيث جاء بعد فوز بوتين بالانتخابات الرئاسية.
وأضاف: "تبدو العملية وكأنها رسالة تهديد سياسية محبوكة بتوقيت دقيق، مما يثير تساؤلات عن أدوار أخرى يمكن أن تكون قد تمت واختبأت وراء تبني تنظيم داعش خراسان للهجوم".
المركز أشار في هذا السياق، إلى أن ما أثاره بوتين من وجود "أصابع أوكرانية وغربية تقف خلف العملية"، كما زعم أن المنفذين كانوا في طريقهم إلى الهروب إلى أوكرانيا.
وبحسب الدراسة قد يكون ذلك محاولة من بوتين لتوجيه الحدث إلى المعركة الأساسية التي يخوضها في أوكرانيا، بهدف التحشيد بغض النظر عن الجهة التي تقف خلف الهجوم.
كما يؤكد المركز أن تصريحات بوتين قد تكون ترسيخاً لما قاله المحللون الروس بأن "داعش" في كثير من الأحيان "يكون أداة يتم استخدامها كقاتل مأجور من قبل العديد من الفاعلين الدوليين الكبار بشكل غير مباشر عبر عمليات توجيه وتحريض استخباراتية معقدة".
ويضيف المركز أن "هذا الحدث يفتح الباب على مصراعيه للسؤال عن إمكانية دخول تنظيم داعش خراسان تحديداً بشكل ما كأداة في الصراع المندلع عموماً بين الغرب والولايات المتحدة من جهة، وروسيا ومعها إيران والصين من جهة أخرى".
ورجح المركز قيام روسيا لاحقاً باتهام أوكرانيا وتوجيه البوصلة ضدها وضد الغرب عموماً، من خلال الحديث عن علاقة ما لأوكرانيا بالهجوم، سواء تم ذلك عبر تحقيقات واقعية وفعلية، أو عبر اختلاق وتزوير الأدلة لتوجيه الرأي العام الروسي ضد كييف وربطها بدعم الإرهاب، بهدف زيادة التحشيد الداخلي للحرب الروسية في أوكرانيا.