6 أسباب وراء انتفاضة عشائر دير الزور بوجه "قسد
أدى اعتقال "قسد" لقائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل الملقب بـ "أبي خولة"، إلى انتفاضة من عشائر المحافظة ضدها.
وأثارت هذه الانتفاضة التساؤل عن سبب سرعة الحراك ضد "قسد" وانخراط معظم عشائر دير الزور به، رغم أن شخص الخبيل لا يتمتع بتلك الشعبية الكبيرة.
كما أن قسماً لا بأس به من المشاركين في الانتفاضة، كانوا على خلاف مع الخبيل، والحديث هنا عن قبيلة العكيدات وشيخها إبراهيم خليل الهفل الذي يعتبر أحد قادة الحراك.
ويؤكد ما سبق ما قاله شيخ عشيرة البكير عبد العزيز الحمادة في بيان مصور قبل أيام، حيث أكد أن “الصراع الذي تشهده دير الزور ليس نتيجة اعتقال مجموعة موظفين عند قسد سخّروا أنفسهم لخدمتها”.
وشدد الحمادة على أن ما تشهده المحافظة هو “نتيجة متوقعة لسلسلة الأخطاء التي ارتكبتها القيادة المعينة من قسد دون الرجوع إلى رأي الشخصيات المهمة في المنطقة”.
https://twitter.com/NEDAAPOST/status/1697313820148994452?t=TWc3-hOJGktGkTdeF8w8GA&s=19
كما أن الباحث في “مركز جسور للدراسات” أنس شواخ أكد في حديث لـ"نداء بوست" أن حملة العشائر غير مرتبطة بالدفاع عن الخبيل بشخصه، وإنما اعتقاله كان شرارة لها.
وأوضح شواخ أن سبب هذه الانتفاضة يعود إلى تراكم التجاوزات من قِبل “قسد”، والنقمة من تهميشها المتعمد لأبناء المنطقة العرب، وتحكم حزب العمال الكردستاني في إدارة المنطقة عسكرياً وأمنياً ومدنياً واقتصادياً.
أسباب انتفاضة العشائر ضد "قسد"
تمكنت "قسد" من السيطرة على أجزاء واسعة من محافظة دير الزور وتحديداً القسم الشمالي منها وذلك بعد معارك مع تنظيم "داعش"، فيما يسيطر النظام السوري على الجزء الآخر منها.
ويؤكد أبناء المحافظة تعرضهم لانتهاكات جسيمة من قبل "قسد"، رغم أنهم كانوا جزءاً مهماً من معركة القضاء على تنظيم "داعش" في المنطقة.
ودفعت ردة الفعل القوية التي أظهرها أبناء المنطقة خلال الأيام الماضية، إلى البحث في الأسباب الكامنة وراء انتفاضة عشائر دير الزور ضد "قسد"، والتي يسردها "نداء بوست" كالتالي:
1- تهميش المنطقة وتسلط كواد حزب العمال الكردستاني عليها:
تعتبر محافظة دير الزور من أغنى مناطق سورية بالنفط، إلا أن سكانها يعانون من أزمة معيشية واقتصادية كبيرة.
ويعود السبب في تلك الأزمة، إلى تحكم "قسد" في حقول النفط، واستفرادها في الإنتاج والعائدات، وعدم تحويل قسم منها إلى قطاع الصحة والخدمات في المنطقة.
يضاف إلى ذلك فرض شخصيات كردية بعضها غير سوريّة على المحافظة وتسليمها مناصب قيادية في المؤسسات المدنية والعسكرية، وإقصاء أبناء دير الزور واستبعادهم.
2- محاولة تغيير هوية دير الزور:
فرضت "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قسد" منهاجاً باللغة الكردية يتضمن دروساً تمجد قيادات حزب العمال الكردستاني على مدارس المحافظة، رغم أن 100% من أهلها هم من العرب.
وتعبيراً عن رفضهم لذلك خرج أهالي المحافظة بمظاهرات، كما أصدر شيوخ العشائر بيانات تندد بهذا الإجراء، ونفذ المعلمون إضراباً ورفضوا الالتحاق بمدارسهم، إلا أن "قسد" رفضت العدول عن قرارها.
3- استهداف شيوخ ورموز العشائر:
شهدت محافظة دير الزور خلال السنوات الماضية عدة عمليات أمنية استهدفت شخصيات اعتبارية من عشائر المحافظة، والتي وجهت أصابع الاتهام لـ"قسد" كونها السلطة المسيطرة، فضلاً عن وقوع بعض تلك الحوادث على مقربة من مقراتها وحواجزها.
وكان أبرز هذه العمليات تلك التي وقعت مطلع شهر آب/ أغسطس عام 2020، حين تعرضت سيارة تقل شيوخ قبيلة العكيدات لإطلاق نار في بلدة حوايج شرق دير الزور ما أدى إلى مقتل الشيخ مطشر الحمود الهفل، وإصابة الشيخ إبراهيم خليل الهفل.
4- حملات التجنيد الإجباري:
منذ سيطرة "قسد" على المنطقة فرضت التجنيد الإجباري على أبناء دير الزور تحت مسمى "واجب الدفاع الذاتي"، وشنت في سبيل ذلك حملات المداهمة والاعتقالات.
وغالباً ما يتخلل تلك الحملات اقتحام للمنازل وانتهاك حرمتها، وإطلاق نار يؤدي في بعض الأحيان إلى سقوط قتلى وجرحى.
ويرفض أبناء المحافظة الانخراط في صفوف "قسد" بسبب مشروعها البعيد عن أهداف الثورة السورية، وتولي كواد غير سورية من حزب العمال الكردستاني المناصب القيادية، فضلاً عن زجهم في معارك ومواجهات مع الجيش الوطني السوري، الأمر الذي يضعهم في مواجهة مع مقاتلين تربطهم بهم صلة قرابة.
5- اعتقال أبناء المنطقة بتهمة التبعية لـ"داعش":
بشكل دوري تشن "قسد" حملات مداهمة واعتقالات في أرياف دير الزور، بحجة البحث عن خلايا لـ"داعش"، وتستهدف تلك الحملات أبناء المحافظة الرافضين لسياسات "قسد".
كما أنه خلال السنوات الماضية تكرر نعت عناصر "قسد" لأبناء محافظة دير الزور بـ"الدواعش" وذلك لمجرد سيطرة التنظيم على مناطقهم، وفي هذا الإطار يتم احتجاز آلاف في مخيم الهول منهم الكثير من النساء والأطفال.
وفي إطار الانتهاكات التي ترتكبها في مناطق سيطرتها، أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 15 مدنياً من بينهم سيدة على يد "قسد" في شهر آب/ أغسطس الماضي، كما أنها اعتقلت 54 شخصاً من بينهم 9 أطفال في شهر تموز/ يوليو الماضي.
6 - تقارب "قسد" مع إيران وروسيا والنظام السوري:
يرفض أبناء العشائر العربية السياسات التي تنتهجها "قسد" تجاه النظام السوري وداعمه، بما في ذلك التواصل المستمر فيما بينهم.
ويشكل تنسيق "قسد" مع النظام خطراً على أبناء المنطقة، خاصة إذا ما حدث تطور كالذي وقع عام 2019 حين أدخلت قوات الأسد إلى مناطق سيطرتها عقب عملية "نبع السلام"، وما تبع ذلك من حملات مداهمة واعتقالات.
كما زاد من تلك المخاوف التقارير التي تتحدث عن رفض "قسد" المشاركة في أي عملية أمريكية ضد الميليشيات الإيرانية في سورية، التي تسيطر على مناطق واسعة من دير الزور.
الجدير بالذكر أن عشائر دير الزور تؤكد استمرارها وتمسكها بالانتفاضة ضد "قسد" حتى تحقيق مطالبها المتمثلة بتشكيل إدارة مدنية وعسكرية من أبناء المنطقة يكون تنسيقها المباشر مع التحالف الدولي.