نداء بوست -أخبار سورية- حلب
نفذ الجيش الإسرائيلي مساء يوم أمس الجمعة، هجوماً صاروخياً هو الأعنف منذ أعوام، على مواقع تابعة للنظام السوري والميليشيات الإيرانية في دمشق وطرطوس.
واستهدفت الصواريخ نقاطاً للحرس الثوري الإيراني قرب فندق الروضة في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، ما أدى إلى اندلاع حرائق في المكان ووقوع قتلى وجرحى حيث شُوهدت سيارات الإسعاف متجهة إلى موقع القصف.
وحصل موقع “نداء بوست” على تسجيل مصور يظهر احتراق شاحنة تحمل أسلحة للميليشيات الإيرانية في منطقة السيدة زينب، جراء القصف.
إحدى الشاحنات التي كانت تنقل السلاح الإيراني من مطار #دمشق الدولي وطالها القصف الإسرائيلي الليلة الماضية على طريق السيدة زينب جنوب دمشق#سوريا pic.twitter.com/GEcwgF5M3E
— Nedaa Post نداء بوست (@NEDAAPOST) May 21, 2022
كذلك طال القصف مواقع عسكرية في منطقة “جبل المانع” في مدينة “الكسوة” بريف دمشق الغربي، ومحيط مطار دمشق الدولي، ومركز البحوث العلمية في جمرايا، إضافة إلى مواقع في محافظة طرطوس غربي البلاد.
واللافت في هذا الهجوم، هو توسع رقعة القصف ليطال مواقع في منطقتين بعيدتين جغرافياً، بعد أن كانت الغارات في السابق تقتصر في معظمها على منطقة واحدة فقط، كالجنوب والمنطقة الوسطى والمنطقة الشرقية من سورية.
وفي هذا الإطار، يقول الباحث في الشأن الإيراني النقيب ضياء قدور: إنه بالرغم من أن أنباء الغارات على مواقع قوات النظام والميليشيات الإيرانية أصبحت أمراً روتينياً على وسائل الإعلام، والتي تستهدف في معظمها خطوط الإمداد اللوجستي ومصانع الصواريخ الدقيقة وغيرها من المنشآت، إلا أن ما يميز هجوم يوم أمس الجمعة، أنه نُفذ بشكل متزامن على مناطق انتشار واسعة في سورية.
وأوضح قدور في حديث لـ”نداء بوست” أن المعلومات الأولية تشير إلى أن القصف استهدف مواقع لتطوير الصواريخ الدقيقة التي تسعى إيران بشكل حثيث لنقلها إلى ميليشيا حزب الله في لبنان عبر الأراضي السورية، مشيراً إلى أن الغارات على طرطوس جاءت بالتزامن مع قدوم سفينة شحن إيرانية إلى ميناء المحافظة حيث أفرغت حمولتها وغادرت في ذات الليلة.
ويرى قدور أن تصاعُد وتيرة الغارات وعددها يأتي متوافقاً مع السياسة الإيرانية التي تسعى لنقل أكبر كمّ من الصواريخ إلى سورية ولبنان.
ويرتبط هذا التحرك الإيراني، وفقاً لمحدثنا، بزيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى طهران في الثامن من أيار/ مايو الجاري، وكذلك بالكشوفات التي قدمتها إسرائيل حول نقل مشاريع الصواريخ الدقيقة إلى حزب الله.
ويوم أمس الجمعة، أشار المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إلى أن إيران اتبعت أسلوباً جديداً لنقل الأسلحة إلى حزب الله.
وقال أدرعي: إن “مسار نقل الأسلحة يتم عبر رحلات مدنية، يديرها رضا سيد هاشم صفي الدين، نجل رئيس المجلس التنفيذي لـ “حزب الله”، الذي يستغل منصبه الرفيع، والبنية التحتية للدولة اللبنانية، لإتمام عمليات نقل الأسلحة”.
ووفقاً لأدرعي، فإن الرحلات الجوية التي يقوم بها صفي الدين لإيران تحمل أبعاداً خفية، حيث يستغل إقامته هناك لتنسيق عمليات نقل الأسلحة إلى حزب الله، مستخدماً شبكة من البنى التحتية والموارد والنشطاء، التي تعود إلى المجلس التنفيذي الذي يرأسه والده، وبدعم جهات على علاقة بالحرس الثوري الإيراني”.
كما أكد أدرعي أن نقل الأسلحة يتم على متن رحلات مدنية من إيران إلى مطار دمشق الدولي، لضمان الحفاظ على السرية، مشدداً على أن الجيش الإسرائيلي سيواصل مراقبة كل محاولات حزب الله الهادفة إلى “تهديد أمن إسرائيل”.
“جسور للدراسات” يوضح دلالات ورسائل زيارة بشار الأسد إلى إيران
تجدر الإشارة إلى أن هذه التطورات تأتي في وقت أشار به العديد من التقارير إلى انخفاض عدد القوات الروسية في سورية بنحو 4000 جندي، وذلك على خلفية غزو أوكرانيا، مؤكدة في الوقت ذاته أن الميليشيات الإيرانية تملأ الفراغ الذي يتركه خروج القوات الروسية.