نداء بوست- أخبار سورية- إسطنبول
نشر مركز جسور للدراسات، قراءة تحليلية، اليوم الثلاثاء، تناولت الزيارة التي أجراها رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى إيران، يوم أمس الإثنين، ودلالاتها.
وقال المركز: إن الزيارة السريعة وغير المعلنة حظيت بزخم سياسي وإعلامي واضح من قِبل النظام وإيران، إلى درجة وصفها بأنها “بداية لصفحة جديدة في العلاقات الإستراتيجية بين الجانبين”.
وعن توقيت هذه الزيارة، أشار المركز إلى أنها تأتي في ظل انشغال روسيا في الصراع مع أوكرانيا، والذي أصبح في المرتبة الأولى على سلم أولويات سياستها الخارجية، “مما يتيح الفرصة لإيران من أجل التأكيد على نفوذها في سورية، واتخاذ إجراءات من شأنها تعزيز ارتباط النظام بها”.
ويعتقد المركز أن إيران ستكون أكثر حرصاً على فرض مزيد من الهيمنة على قطاعات الدولة في سورية، اقتصاديّاً وعسكريّاً وأمنيّاً.
وهذا ما يُفسر توقيع الطرفين -على هامش الزيارة- مرحلة جديدة من الخط الائتماني لتزويد النظام بمواد الطاقة والموادّ الأساسية الأخرى لسد النقص الحاصل في مناطق سيطرته، وفقاً للمركز.
وتوقع المركز أن تُقدّم البنوك الإيرانية المزيد من التسهيلات للنظام من أجل الحصول على قروض جديدة وضمان وصول شحنات جديدة من المحروقات بعد تراجُع كمياتها منذ مطلع عام 2022.
وفي هذا السياق، أكد المركز أن النظام يبحث عن هوامش جديدة توفرها له إيران، تتيح له الحصول على دعم عسكري وأمني واقتصادي؛ لاستكمال العمليات القتالية، ومحاولة السيطرة على المزيد من المناطق شمال وشرق البلاد، إضافة إلى استكمال العمليات الأمنية، ومحاولة استعادة “السيادة” على المناطق التي سيطر عليها بموجب اتفاقيات “التسوية”.
وعن الرسائل التي أرادت إيران إيصالها من خلال استقبالها لبشار الأسد، يقول المركز إنه من الواضح حرص طهران على استعراض نفوذها في سورية قبيل انعقاد جولة جديدة من المباحثات النووية، وقبيل لقاء وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان، مع وزراء خارجية الدول المتمسكة بالاتفاق خلال زيارته إلى نيويورك.
وحول الموقف الروسي من هذه الزيارة، أشار المركز إلى عدم وجود قدرة على الجزم بوجود تنسيق بين روسيا وإيران حول زيارة الأسد إلى طهران.
واستدرك بالقول: “إلّا أنّ ذلك لا يعني بالضرورة رفض أو استياء أو عدم رغبة روسيا بهذه التحركات، بل من المحتمل أنّها راضية ضمنيّاً عن الزيارة، التي تُظهر تراجُع التزام روسيا بضبط أنشطة إيران في سورية”.
وأوضح أن روسيا قد تكون ترغب في توجيه رسائل للفاعلين الدوليين وعلى رأسهم إسرائيل، في ظل التوتر الواضح بين موسكو وتل أبيب، وانخفاض التنسيق بين الجانبين في سورية، على خلفيّة الموقف الذي اتخذته إسرائيل تجاه الصراع في أوكرانيا.