هل قرر الأسد اللجوء إلى العنف لإسكات السويداء؟

هل قرر الأسد اللجوء إلى العنف لإسكات السويداء؟

أطلقت قوات النظام السوري النار لتفريق مجموعة من المتظاهرين، أثناء محاولتهم إغلاق مقر حزب البعث في مدينة السويداء، يوم أمس الأربعاء، وذلك للمرة الأولى منذ بداية الاحتجاجات المستمرة منذ أكثر من 3 أسابيع.

وعقب إطلاق النار توجَّه المتظاهرون إلى دار قنوات للقاء الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري الذي ندد بما تعرض له المحتجون، مشيراً إلى أن أكثر مؤسستين يعاني منهما الشعب السوري هما الأمنية والحزبية.

وتوقع الشيخ الهجري أن تتعرض المحافظة خلال الفترة القادمة لمواقف قد تكون أسوأ من الحاصلة حالياً، كما حذر من الوجود الإيراني في السويداء، ودعا إلى مقاومته والاستمرار في الحراك الشعبي السلمي.

محاولات حثيثة لإسكات السويداء

يحاول النظام السوري بشتى الوسائل مواجهة الاحتجاجات الشعبية السلمية في السويداء، خاصة أن سقف المطالب مرتفع هذه المرة، ويتبنى المتظاهرون ذات الشعارات التي تم رفعها قبل 13 عاماً من إسقاط النظام ورحيل الأسد.

ويشير الصحافي نورس عزيز المنحدر من المحافظة إلى أن آخِر محاولات النظام للقضاء على ثورة السويداء، كانت إحداث شرخ في المؤسسة الدينية من خلال استحداث هيئة روحية جديدة تساهم في شق صف الطائفة.

لكن هذه المحاولة يقول عزيز في حديث لـ"نداء بوست" إنها "وُلدت ميتة"، مشيراً إلى تعيين النظام "شيخاً أمنياً" يُدعى علاء صافي برتبة رئيس روحي لطائفة الموحدين.

كما أن مجلس محافظة السويداء وهم من أبناء السويداء أصدر قبل أيام بياناً تحريضياً يطلب في أحد بنوده من "الجيش" و"الأمن" القضاء على الحراك الشعبي في المحافظة.

وأضاف عزيز: "اليوم شاهدنا نتائج بداية البحث عن الحل الأمني ودفع أهالي المحافظة للاقتتال الداخلي من خلال عناصر في حزب البعث".

اسم إيران يحضر بقوة في السويداء

منذ بداية الاحتجاجات في المحافظة، رفع المتظاهرون شعارات تطالب برحيل كافة القوى الأجنبية والميليشيات من سورية، وخصوا بالذكر إيران التي لا تكتفي بالوجود العسكري وإنما تحاول ضرب المجتمع من خلال حملات التشيُّع ونشر المخدرات.

كما أن الشيخ حكمت الهجري دعا صراحة خلال لقائه المتظاهرين يوم أمس الأربعاء إلى "الجهاد" ضد الميليشيات الإيرانية، ووصفها بأنها "قوة احتلال يجب تحرير البلاد منها".

وبحسب شهود فإن عناصر من الميليشيات الإيرانية كانت متواجدة في مقر حزب البعث وساهمت في إطلاق النار على المتظاهرين والذي أدى لإصابة 3 منهم، وفقاً لما كشف عزيز لـ"نداء بوست".

ومطلع الشهر الجاري نشر معهد دراسات الحرب الأمريكي تقريراً، ذكر فيه أنّ إيران أرسلت قناصة أفغاناً وإيرانيين وعراقيين من العراق إلى سورية بين 27 و31 آب/ أغسطس الماضي، وذلك بعد تصاعُد الاحتجاجات المناهضة لنظام الأسد في السويداء.

ورأى المعهد أن توسُّع الاحتجاجات قد يدفع النظام إلى إطلاق حملة قمع لوقف المظاهرات، كما كشف أن داعمي النظام وتحديداً إيران دعوه إلى قمع الاحتجاجات “بقبضة من حديد”.

على كفّ عفريت

دعا الشيخ حكمت الهجري المتظاهرين في السويداء إلى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء "الفتنة" التي يحاول النظام السوري جرّ المحافظة إليها.

وفي هذا السياق، يقول عزيز: إن هناك دعوات كثيرة لضبط النفس، من خلال خطاب الهجري ومن الشخصيات العامة في السويداء، مع التأكيد على زيادة التواجد في الساحات خلال الفترة القادمة.

وعن احتمالية حدوث مزيد من أعمال العنف في المحافظة، قال عزيز: إن النظام قد يستخدم أي شيء لتحويل الحراك إلى صدامات مسلحة ليصبح له مبرر استدعاء الجيش والميليشيات الإيرانية وحزب الله للقضاء على الحراك والسيطرة على المحافظة وإعادة تنشيط ممر المخدرات باتجاه الأردن.

الجدير بالذكر أن معهد واشنطن نشر في الثامن من الشهر الجاري تقريراً ذكر فيه أن النظام نقل عناصر من الحرس الثوري من دير الزور إلى مواقع في الجنوب، مشيراً إلى أنه في حال عدم استخدام الأسد للعنف المفرط للقضاء على الاحتجاجات، فإنه من غير المُستبعَد اللجوء إلى اغتيال الشخصيات القيادية البارزة التي تنتقد النظام وتوجه الحراك.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد