تناقض

تناقض

حرق نسخ القرآن الكريم، أو إهانتها، بات أقصر طرق الشهرة، والدعاية السياسية في الغرب، وصار مشهداً متكرراً في الدول الأوروبية، التي بدورها تعرف كيف توظف هذا الحدث غير الأخلاقي المستفز للمسلمين في سياق صراعاتها السياسية الداخلية منها والخارجية، مع ذلك حرق نسخ القرآن من غير المؤمن به على فظاعته إلا أني أتفهمه في سياق العداء الحضاري، والتعصب الديني، وأتفهم أيضاً ردات الفعل الناجمة عن ذلك، لكن ما يستعصي على فهمي هو البرود الشديد تجاه فعل أكثر انتشاراً بين المسلمين أنفسهم، وربما قد يكون أشد فظاعة، وهو شتم المقدسات كالدين، وذات الله سبحانه وتعالى، أو الاستهزاء بشعائر دينية بالسخرية واللمز، من قِبل بعض الجهلة من أبناء جلدتنا، دون أن يثير ذلك فينا أي رد فعل أو استنكار!
online wig store
wig outlet
wigs for sale
cheap wigs
best wig shop near me
wigs human hair
wigs for sale
wig for sale
best wigs
best human hair wigs
wig store
wigs shop
best human hair wig websites
wig sale
the wig shop
glueless human hair wigs
online wig store
wigs online
online wig store
human lace front wigs
wigs online
cheap lace front wigs
wigs on sale
cheap human hair lace front wigs
cheap wigs that look real
real human hair wigs cheap
lace front human hair wigs
wigs for sale amazon
synthetic lace front wigs
wig types
short curly human hair wigs
wigs types
cheap human hair lace front wigs
cheap wig
best human hair wigs
best lace front wigs
short human hair wigs
best wigs for white women
wigs online
cheap wigs online
human hair wig stores near me

جريمة شتم الله والدين ظاهرة خطيرة لمَّا تأخذ حقها في الدراسة والتحليل، فضلاً عن المكافحة والتحذير، وهي بعد حكمها الديني الغليظ، تُعَدّ جريمة في الدساتير الوضعية التي تحترم ذاتها، لما فيها من إهانة لكرامة الناس، ومعتقداتهم، وكونها باباً للفتن، والنزاعات الممزقة للشعوب والبلدان، لكنها تكاد تكون اليوم في مجتمعنا السوري -خاصة المحرر منه- أمراً لا يستحق الإدانة أو الاستنكار، فضلاً على الانتفاض، والاحتجاج، لذلك طالما أن مجتمعاً محسوباً على الإسلام يكون موقفه هكذا من مقدساته، فلا عتب على الأوروبي الحاقد على الإسلام، المحارب لشرعه ورموزه، فلو رأى الحاقد على الإسلام، من المسلمين تمسكاً بدينهم وشرعهم، وتعظيماً لهما لفكر كثيراً قبل أن يأتي بجريمته تلك، هذا إنْ أتى بها أصلاً.

وبما أننا نتكلم عن مجتمعنا وتناقُضه، أسوق لك عزيزي القارئ صورة متناقضة أخرى من مجتمعنا:

"خاين يلي بيقتل شعبه" و "يا حيف" هتفنا وغنينا في أول الثورة حين نزل علينا الرصاص من شبيحة بشار ونحن عزّل، نصيح بالحرية والكرامة في شوارعنا وأزقتنا، وكم أزهق ذاك الرصاص التشبيحي من أرواح كريمة أشعلت دماؤها الزاكية فينا جذوة الثورة، والثأر معاً، حتى أحرقت قوائم عرش بشار أو كادت، ورغم وقوفنا في وجه الطغيان وأهله، إلا أننا نتفهمه أيضاً في سياق حرب المشاريع، والحفاظ على المصالح والسلطة، لكن ما نعجز عن فهمه -أو أعجز أنا شخصياً على الأقل عن فهمه- هو قبولنا بذات السلوك الإجرامي منا علينا، كأن رصاص بشار علينا رصاص، ورصاصنا على أنفسنا مَنّ وسَلْوى!

اليوم بعد سنوات من التحرر من قبضة بشار، ما بالنا لا نسمع ركزاً، أو نرى حراكاً ضد شبيحة المحرر، الذين حوّلوه لنموذج واقعي معاصر من أفلام الغرب المتوحش الأمريكي، نالت فيه مدينة الباب كبرى مدن ريف حلب المحررة، وبجدارة، لقب شيكاغو الشمال، خاصة بعد الاشتباكات الأهلية الأخيرة فيها والمشابهة لمباريات دوري كرة القدم في مجموعاته ونقاطه، وذهابه وإيابه، فاليوم اشتباك عائلة "س" مع عائلة "ع" وغداً اشتباك "ص" مع عائلة "ج" وبعد غد تلعب.. عفوا تشتبك "س" مع "ص" و "ع" مع "ج" ، وبيوتنا، وشوارعنا، وأسواقنا هي ساحة الملعب، ونحن أطفالنا ونساؤنا جمهوره المذبوح، وأشباه المؤسسات الكرتونية حكامه العاجزون، الذين لا يملكون لا سلطة إطلاق الصافرة، أو رفع البطاقات، ويكتفون فقط بحساب الأهداف...

كل ذلك يجري بالشهر الحرام المعظم عند مشركي العرب، من قبل، المهان منا اليوم، وفي أيام العيد المفترض أن يكون سعيداً...

هنا أين "يا حيف" وأين "خاين يلي بيقتل شعبه" ؟!

لا بد أنها خُنقت تحت أقدام صيحات العصبيات الجاهلية، المناطقية منها، والعشائرية، والعائلية، خاصة أننا في عصر "الأتش بوز" حيث الوزن المجتمعي والاحترام يتناسبان طرداً مع حجم الدماء الحرام المسفوكة، ومقدار المال الحرام المأكول، فبقدر ما تستطيع تحليل الحرام وتسهيله، ورعاية أبنائه ودعمهم بالسلاح والمال والشرعية، والدفاع، تكون وجيهاً أكثر، وزعيماً أكبر، فالقيم والدين والحكمة والأخلاق أضحت في زمن "الأتش بوز" سلبيات لا إيجابيات، تؤخر صاحبها عن الصدارة ولا تقدمه، بينما التعصب، والإجرام، ومحاباة المفسدين، وتزيين الباطل، هي أوراق النجاح والزعامة التي لا تخسر.

تناقُض آخر غريب يشبه ما قبله..!!

لكن مهلا دعني -عزيزي القارئ- أعطيك التناقض الأعجب، والمفارقة الأغرب، وهي أن هذا الفشل والفساد، وفوضى السلطة، يمثل عند البعض نموذجاً ثورياً مشرقاً يجب حمايته، واخضراراً يانعاً يُخشى عليه، بل هو من أشكال "الحرية" التي يُعوَّل عليها في بناء الغد المشرق، والمستقبل الأفضل..!!

لا تستغرب قارئي العزيز هذا الكمّ من التناقضات وتذكر أنك تعيش "العصر الأتشبوزي" وهو مصطلح أرجو تبنيه عالمياً، وإدراجه علمياً، جنباً إلى جنب مع مصطلحات العصر الطباشيري، والعصر الحجري؛ لأنه يختصر ملامح مجتمع متناقض، يستنكر شنيعاً من غيره شاجباً له، ويُجرِّم الأشنع في نفسه مستبشراً به، مدافعاً، عنه...!!

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد