مالك جندلي يستعدّ لإطلاق ألبوم موسيقيّ لتوثيق ثورة الشعب السوري
يستعدّ الموسيقار وعازف البيانو "السوري- الأمريكي" مالك جندلي لإطلاق ألبومه الموسيقي الجديد "كونشرتوز" (Concertos) القائم على أنغام آلتَيْ "الكمان" و"الكلارينت" و الأوركسترا، ليُضاف إلى بقية إصدارات مسيرته الفنية الهادفة للحفاظ على التراث الموسيقي العربي عامة والسوري بصورة خاصة، وتقديم ذلك التراث إلى العالم في أبهى صوره.
ومن المنتظر أن يصدر الألبوم في الـ12 من أيار/ مايو الجاري، بموسيقى جندلي المؤثرة، وذات التنسيق العالي والانتقالات الذكية والتركيبات الإبداعية، والمكرّسة ليست لإبراز تراث وطنه الثقافي فحسب، وإنما أيضاً للقضايا الإنسانية المتعلّقة بأطفال سورية ونسائها.
الإصدار الجديد، وهو الـ15 للموسيقي السوري منذ إطلاقه ألبوم "أصداء من أوغاريت" 2009، يكشف عن انعطافة محورية منتظرة في إطلالة عصرية مختلفة تلامس الوجدان بأسلوب جندلي الراقي، وذلك من خلال عملين أوركستراليين بقالب الكونشرتو، يخاطب عَبْرهما آذاناً متعطشة إلى موسيقى هادفة وراقية تواكب الحداثة الفنية اليوم.
ونقل موقع تلفزيون سورية، عن مالك جندلي قوله: إن هدف الموسيقى التي يقدّمها للعالم اليوم "ليست بغرض الترفيه، وإنما لتوثيق قضيتنا وثورتنا السورية وتقديمها لشعوب العالم من خلال القوة الناعمة للفن".
وأضاف أن العمل الأول (كونشرتو الكلارينيت)، هو تكريم لذكرى ضحايا الظلم في كل مكان وزمان، وخاصةً أطفال سورية الأحرار والمعتقلات والمعتقلين والمهجّرين قسرياً في مخيمات اللجوء".
بينما أهدى العمل الثاني (كونشرتو الكمان) إلى "كل امرأة تزدهر بالشجاعة وأخص بالذكر طل الملوحي، ورزان زيتونة، ورانية العباسي مع أطفالها وأمهات الشهداء والصحافية العالمية مارين كولفين"، بالإضافة إلى والدته التي تعرضت للضرب والتعذيب من قِبل ميليشيا نظام الأسد.
ولفت جندلي إلى أنه وظّف آلة العود إلى جانب الكمان في العمل الثاني، في خطوة تناغُمية استثنائية، ربما تكون الأولى التي تجتمع فيها آلتا الكمان والعود في هذا القالب السيمفوني على الإطلاق.
يتألف كِلا العملين، بحسب جندلي، من ثلاث حركات مبنية على ألحان من التراث السوري كالسماعيات والبشرف ورقصات (اللونغا) التي برع في توظيفها مع مقامات الموسيقى العربية بطريقة أكاديمية، بهدف إبراز جمال الثقافة العربية، وخاصة بعد إضافة آلة العود في توزيع أوركسترالي يواكب الحداثة الثقافية اليوم في محاولة جادة لطرح التراث العربي والإسلامي عالمياً.
الحفاظ على الهُوِيّة الثقافية السورية
ويُعَدّ الألبوم الجديد حصيلة جهود الموسيقار في "الحفاظ على الهُوِيَّة الثقافية السورية وتراثها الموسيقي، وتقديمها عالمياً؛ من خلال توظيف نظريات علوم الموسيقى الأكاديمية، ومجاورة المقامات الشرقية إلى جانب النظرية الهارمونية للموسيقى الكلاسيكية، بأداء أرقى الفِرَق السيمفونية في العالم"، وَفْق وصفه.
وقال جندلي: إن إنتاج هذا العمل السيمفوني الضخم "بالشراكة مع متاحف قطر وبالتعاون مع قائدة الأوركسترا العالمية مارين ألسوب وفريق احترافي كامل من مهندسي الصوت في العاصمة النمساوية فيينا وفريق العمل الأمريكي بنيويورك وشيكاغو، يُعَدّ رحلة موسيقية ذات هُوِيّة فريدة ورائدة أسهمت في مواكبة الحداثة الثقافية من خلال إثراء الموسيقى الكلاسيكية بمفردات جديدة كانت حصيلتها إنتاج موسيقى عربية سيمفونية".
وكما هي الحال في إصداراته السابقة خلال جولته العالمية "صوت أطفال سورية الأحرار" التي جابت القارات الخمس، خصص جندلي ريع مبيعات هذا الألبوم من أجل مساعدات الإغاثة الإنسانية المقدّمة لأطفال سورية في مخيمات التهجير القسري.
يُشار إلى أن مالك جندلي وُلد في ألمانيا عام 1972 من أصول سورية تعود إلى مدينة حمص، ويقيم حالياً في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، وبدأت علاقة مالك جندلي بالبيانو في ألمانيا بتلقّي علوم الموسيقى في الرابعة من عمره وكان أول حفل بيانو له على خشبة المسرح في الثامنة من عمره.