مالك جندلي لـ"نداء بوست" : ألبومي الجديد "كونشرتوز" محاولة لإحياء تراثنا العربي والإسلامي
نداء بوست-حوارات ثقافية-أحمد عكلة
يستعدّ الموسيقار وعازف البيانو "السوري- الأمريكي" مالك جندلي لإطلاق ألبومه الموسيقي الجديد "كونشرتوز" (Concertos) القائم على أنغام آلتَيْ "الكمان" و"الكلارينت" والأوركسترا، ليُضاف إلى بقية إصدارات مسيرته الفنية الهادفة للحفاظ على التراث الموسيقي العربي عامة والسوري بصورة خاصة، وتقديم ذلك التراث إلى العالم في أبهى صوره.
وقال مالك جندلي في حديث مع موقع "نداء بوست": إن "الألبوم الجديد تحت عنوان "كونشرتوز" هو الإصدار الخامس عشر في رحلتي الموسيقية والبحث عن الحقيقة والجمال في محاولة لطرح تراثنا العربي والإسلامي بأسلوب معاصر يواكب الحداثة الثقافية في العالم اليوم".
وأضاف الموسيقار السوري أن "الهدف الرئيسي من هذا الألبوم هو الحفاظ على تراثنا العربي الثري وطرحه عالمياً بأداء أرقى فرق الأوركسترا السمفونية وأهم العازفين المنفردين في مجال الموسيقى الكلاسيكية. ومن خلال هذه الشراكات نحاول طرح الجانب الإنساني من القضية السورية من خلال القوة الناعمة للفن لتوصيل صوت أطفال سورية والمعتقلين وكل المظلومين خاصةً اللاجئين في مخيمات التهجير القسري".
https://youtu.be/M-TjpYwcOFU
ولفت في حديثه إلى أنه "من خلال إنتاج وطرح هذا الألبوم نخاطب العالم أجمع من خلال قالب الكونشرتو بأننا جزءٌ منكم وتراثنا العريق أثرى حضارات البشر".
وأشار جندلي إلى أن "الموسيقى غذاء الروح وبالنسبة لي هي رسم صوت الروح الإنسانية على مساحة من الصمت والسكون كونها غير ملموسة ومرئية ولذلك لديها قدرة سحرية لتخطي الحواجز الجغرافية والجيوسياسية وبذلك تخولنا بطرح قضية إنسانية لأعظم ثورة في تاريخ البشرية المعاصر".
ويحاول عازف البيانو السوري من خلال مؤلفاته الموسيقية التعبير عما يعجز به من خلال الكلمات واعتبر نفسه محظوظاً جداً كونه لديه لغة عالمية يدركها الجميع بدون أية قيود.
ويؤكد جندلي أن القوة الناعمة للموسيقى تفتح له نافذة صغيرة في مجال الدبلوماسية الثقافية وبناء جسور موسيقية للتواصل والحوار مع الحضارات.
إنتاج وإصدار هذا الألبوم هو بمثابة فتح نافذة من الأمل على الرغم من الألم الذي يعيشه أطفال سورية اليوم، الهدف من الألبوم هو إيصال جمال سورية وتراثنا العالمي الذي احتضنه تراب وطني وبات جزءاً لا يتجزأ من هويتنا الثقافية التي أعتبرها عالمية بامتياز كوننا مهد الحضارات والديانات بحسب كلام جندلي.
وينبه الموسيقار السوري أنه "ليس الهدف من هذا الألبوم التعاطف ولكن طرح جمال ثقافتنا العربية والإسلامية على الرغم من بشاعة الواقع من تزييف وتشويه للحق الحقيقة".
ويلفت إلى أن "كونشرتو الكمان الذي وظفت فيه آلة العود لنضيف لمسة من روح ثقافتنا العربية بأداء ريشة الفنان بسام حلقه وعازفة الكمان العالمية ريتشيل بارتون باين برفقة أوركسترا إذاعة فيننا السمفونية بقيادة العالمية مارين ألسوب".
وأضاف جندلي أن "إهداء كونشرتو الكمان لكل نساء العالم اللواتي ازدهرن من خلال الشجاعة وأخص بالذكر المعتقلات في سجون قاتل الأطفال وأمهات الشهداء وعلى رأسهم أم الساروت الشاهد وشهيد الثورة السورية من أجل الكرامة والحرية، والصحفية العالمية ماري كولفين التي قنصها وقتلها عصابات الأسد الإرهابية في مدينتي الجميلة حمص خلال توثيقها لجرائم الديكتاتور في وطني الحبيب سورية".
وحول إهداء الألبوم أوضح جندلي في حديثه لموقع "نداء بوست" أن "الأهداء لكل أيقونات الثورة السورية: طل الملوحي، ورزان زيتونة، ورانيا العباسي وأطفالها وكل البطلات السوريات المتطوعات بفريق الخوذ البيضاء نصرةً للمظلومين والمنكوبين من الشعب السوري العظيم".
الألبوم إهداء لكل المظلومين
واستطرد في حديثه قائلاً "كونشرتو الكلارينيت والأوركسترا إهداء لكل المظلومين في كل مكان وزمان وأخص بالذكر المعتقلين في سجون قاتل الأطفال في وطني الحبيب سورية ولأطفال سورية الأحرار في مخيمات التهجير القسري. يؤدي هذا العمل عازف الكلارينت العالمي أنتوني ماكغيل برفقة أوركسترا إذاعة فيننا السمفونية بقيادة العالمية مارين ألسوب".
ورأى أن "الشراكة الإستراتيجية مع متاحف قطر وبرنامج الأعوام الثقافية أنتجت هذا العمل الضخم لبناء جسور ثقافية بين الدول وشعوب العالم كوني الموسيقار الفخري لمتاحف قطر بالتعاون مع فرقة أوركسترا إذاعة فيننا السمفوينة ونخبة من العازفين العالميين المرموقين بقيادة المايسترو العالمية مارين ألسوب".
وأضاف الموسيقار السوري أنه "بعد إصدار كونشرتو البيانو وتأليف وإنتاج سبع سيمفونيات قمنا بتسجيلها مع أهم فرق الأوركسترا العالمية، يأتي كونشرتو الكلارينت بألحانه السورية وأداء العازف العالمي أنتوني ماكغيل كهدية لكل المظلومين في كل مكان وزمان".
مَن هو مالك جندلي؟
المؤلف الموسيقي مالك جندلي من مواليد ألمانيا عام 1972 وأصول سورية تعود إلى مدينة حمص، ويقيم حالياً في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية.
بدأت علاقة مالك جندلي بالبيانو في ألمانيا بتلقّي علوم الموسيقى في الرابعة من عمره وكان أول حفل بيانو له على خشبة المسرح في الثامنة من عمره. وتتلمذ على يد البروفسور فيكتور بونين من كونسرفتوار تشايكوفسكي، وانتقل بعدها لدراسة نظريات التأليف الموسيقي في جامعة كوينز الأميركية بعد حصوله على منحة دراسية كاملة وتخرج منها بدرجة امتياز عام1997 تحت إشراف البروفسور بول نيتش.
حصل على شهادة الماجستير بدرجة شرف من جامعة كارولينا الشمالية عام 2004، واكتملت ملامح شخصيته الموسيقية المستقلة كمؤلف محترف يصوغ رؤاه الموسيقية الخاصة بجمل موسيقية مميزة تتسم بالعمق والثراء والتدفق.
يعدّ جندلي من أهم عازفي البيانو، وقدّم أعماله برفقة العديد من الفرق السمفونية العالمية على أهم المسارح في الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية وسورية، وهو عضو في الجمعية الأميركية للملحنين والمؤلفين والناشرين.
مالك جندلي ابن عم المؤسس الشريك والمدير التنفيذي السابق لشركة آبل العالمية، المخترع الراحل ستيف جوبز وهو المؤسس والرئيس التنفيذي للمنظمة الخيرية "بيانو من أجل السلام"، والموسيقار الفخري لمتاحف قطر، والمؤلف الموسيقي المقيم في جامعة كوينز الأميركية التي اختارته كباحث في التراث الموسيقي العربي ضمن كادرها الأكاديمي، بالإضافة إلى أنه باحث زائر سابق في مركز الإبادة الجماعية وحقوق الإنسان بجامعة "روتجرز" الأميركية.
عام 2011، وبُعيد اندلاع الثورة السورية بمدة قصيرة، حمل جندلي البيانو وشارك في تظاهرة سلمية أمام البيت الأبيض احتجاجاً على وحشية النظام السوري، ما أسفر عن تعرّض والدته ووالده للضرب والتعذيب الوحشي على يد أجهزة نظام الأسد في سورية.
نال الجندلي لقب "المهاجر العظيم" من مؤسسة "كارنيغي" بنيويورك العريقة تقديراً لمساهمته في إغناء الثقافة وتطوير المجتمع عام 2015 وترشح الفيلم الوثائقي "مالك جندلي: طائر الفينيق في المنفى" لجائزة إيمي في شيكاغو عام 2019.
وهو مؤسس وعضو تحكيم في مسابقة مالك جندلي الدولية للشباب التي تحتضن المواهب الشابة من الوطن العربي وتقدمها على خشبة مسرح "كارنيغي" بنيويورك، وحاز على جائزة حرية التعبير وجائزة غوسي للسلام وغلوبل ميوزيك لرسالته الإنسانية الهادفة.
استقطبت مؤلفاته الموسيقية اهتمام ونقد كبرى الصحف العالمية في أوروبا وشمال أميركا، كما استضافته العديد من المحطات الإذاعية والمرئية منها الإذاعة الوطنية العامة، BBC، قناة الجزيرة، العربية، غلوبو البرازيل، والقناة الفرنسية، CNN، وغيرها من القنوات العالمية.
لا تقتصر موسيقا جندلي السيمفونية على دمج المقامات الموسيقية المشرقية (أو "توظيفها" كما يحب جندلي تسميتها)، بقوالب الموسيقى الغربية الكلاسيكية، بل هي انعكاس حقيقي لدعوة منظمة اليونيسكو للحفاظ على تراث سورية الثقافي الثري وحمايته في الوقت الذي يتعرض فيه للتدمير الممنهج والاندثار.
أحيت العديد من الفرق الأوركسترالية العالمية موسيقا جندلي؛ إذ عزفتها الأوركسترا الفلهارمونية الملكية بلندن، وأوركسترا بالتيمور السيمفونية، وأوركسترا زغرب الفلهارمونية، وأوركسترا إذاعة فيينا السيمفونية، والأوركسترا الفلهارمونية الروسية، وأوركسترا القاهرة السيمفوني، وأوركسترا قطر الفلهارمونية بالإضافة إلى الأوركسترا الوطنية السورية.
ألبومات وإصدارات الموسيقار مالك جندلي:
- أصداء من أوغاريت (2009): ويعدّ جندلي أول مؤلف سوري وموسيقي عربي يقوم بتوزيع أقدم تدوين موسيقي في العالم اكتُشف في مدينة أوغاريت/ رأس شمرا – سورية، وكُتب على لوحات مسمارية تعود إلى أكثر من 3 آلاف عام. فأضاف إليه الإيقاع والهارموني، وعزفه على البيانو برفقة فرق موسيقية عالمية، ليشكّل من خلاله لوحة فنية رائعة وعملاً موسيقياً فريداً.
- وطني أنا (2011)
- إميسا - حمص (2012)
- سورية نشيد الأحرار (2013)
- يا الله (2013)
- السيمفونية السورية (2014)
- طلع البدر - ضوء القمر (2015)
- سوهو (2015)
- هرايث "الوطن الذي لا يمكن الرجوع إليه" (2014)
- شجرة الياسمين (2018)
- كونشيرتو البيانو (2021)
- وردة الصحراء (2022)
- امرأة (2023)
موسيقى الأوبرا
- الساحة (2023)
أعمال جندلي السيمفونية
- السيمفونية رقم 1 "السورية" (2012)
- السيمفونية رقم 2 "إشراق" (2013)
- السيمفونية رقم 3 "هرايث" (الوطن الذي لا يمكن الرجوع إليه) (2014)
- السيمفونية رقم 4 أوركسترا الوتريات (2015)
- السيمفونية رقم 5 (2018)
- السيمفونية رقم 6 "وردة الصحراء" (2020)
- السيمفونية رقم 7 (2021)
- السيمفونية رقم 8 (2022)
كونشرتو جندلي
- كونشرتو البيانو والأوركسترا رقم 1 (2014)
- كونشرتو الكمان والأوركسترا (2015)
- كونشرتو الفيولا والأوركسترا (2016)
- كونشرتو التشيلو والأوركسترا رقم 1 (2017)
- كونشرتو التشيلو والأوركسترا رقم 2 (2018)
- كونشرتو الأوبوا والأوركسترا (2020)
- كونشرتو الكلارينت والأوركسترا (2022)
أوركسترا جندلي
- العنقاء في المنفى (2013)
- متنوعات للبيانو والأوركسترا "لما بدا يتثنى" (2014)
- يا الله للبيانو والأوركسترا (2014)
- ضوء القمر - طلع البدر للبيانو والأوركسترا (2016)
- المحيط الصامت - قصيدة سيمفونية (2017)
- المدينة الصامتة - قصيدة سيمفونية (2018)
موسيقى الحجرة
- رباعي وتري رقم 1 (2016)
- خماسي بيانو - حلب (2016)
- ثلاثي بيانو (2017)
- رباعي بيانو - قصيدة ضائعة (2017)
- رباعي وتري رقم 2 (2018)
- رباعي وتري رقم 3 (2020)
- رباعي وتري رقم 4 (2023).