ما وراء الاتفاق العسكري الجديد بين الولايات المتحدة والصومال؟
كشف مركز "أبعاد" للدراسات الإستراتيجية في قراءة تحليلية خلفيات الاتفاق العسكري الجديد بين جمهورية الصومال الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية الذي يقضي بزيادة الدعم الأمريكي العسكري للقوات الصومالية، وذلك في إطار "دعم القوات الحكومية في مواجهة تنظيم حركة الشباب المجاهدين".
ووفقاً للتقرير فإن الحضور الأمريكي في الصومال يعود بمسمَّى دعم الحكومة الصومالية ضدّ الحركة إلى عام 2017، حيث أشرفت الولايات المتحدة على تشكيل فرقة "داناب" العسكرية وتمويلها وتدريبها من خلال شركة "بانكروفت غلوبال" للتدريب، لتكون رأس حربة في الهجمات الفعلية ضدّ قوات الحركة ومناطق انتشارها.
ورأى التقرير أن ذلك تحقق فعليّاً بإسهام الفرقة على مدار أعوام في مواجهة التنظيم، إلا أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كانون الأول/ ديسمبر 2020 سحب القوات الأمريكية من الصومال وإيقاف مشروع تدريب القوات الحكومية فيها، عرقل من استمرار الدعم الأمريكي للقوات الصومالية.
وتوقع التقرير أن تكون القواعد الجديدة مرتبطة بـهذه الفرقة في المدن الجنوبية الرئيسية: بيدوا، ودوسا مأرب، وجوهر، وكيسمايو، والعاصمة مقديشو.
يُذكر أنه في أيار/ مايو 2022 أعاد الرئيس الأمريكي جو بايدن نشر 500 فرد من القوات الأمريكية في الصومال وتفعيل برنامج "داناب" للتدريب مرة أخرى، وبلغ مجموع الأفراد المتدربين قُرابة 1500 عنصر منذ تأسيس الفرقة، علماً أن العدد المنشود هو 3 آلاف عنصر من قوات المشاة.
فيما اعتبر التقرير أن الاتفاق يُعَدّ مؤشراً على تنامي الاهتمام الأمريكي بالصومال، في وقت تشهد فيه البلاد تنامياً لعمليات حركة الشباب من جهة، وتنظيم الدولة من جهة أخرى، وتصاعُد النفوذ لعدد من اللاعبين الإقليميين فيه، كتركيا والإمارات.
ورجح التقرير أن تصعيد التدريب العسكري الأمريكي للقوات الصومالية وتعزيزه بقواعد جديدة سيمنح الولايات المتحدة الأمريكية مزايا عديدة كولاء بعض الجهات العسكرية داخل القوات الصومالية، وزيادة التنسيق الأمني في منطقة القرن الإفريقي الإستراتيجية.
وخلص التقرير إلى أن حركة الشباب صعّدت من هجماتها على منتسبي فرقة "داناب" في عامَيْ 2022 و2023 ومن المؤكد أن الإعلان الأخير سيمنحها أَرْيَحِيّة في الدعوة لتجنيد المقاتلين ومواجهة بعض العشائر بدَعْوَى العمل مع القوات الأمريكية.
إلى جانب ذلك قد تبادر حركة الشباب لمهاجمة القواعد المزمَع إنشاؤها مبكراً لكَيْلَا تكون نقطة انطلاق لضرب الحركة وحاضنتها الاجتماعية في الجنوب.