للتعريف بتاريخ الموحِّدين.. وصول شيخَيْ عقل الطائفة الدرزية في سورية إلى برلين

للتعريف بتاريخ الموحِّدين.. وصول شيخَيْ عقل الطائفة الدرزية في سورية إلى برلين

 

نداء بوست- متابعات

وصل شيخَا عقل الطائفة الدرزية في سورية، يوسف جربوع، وحمود الحناوي، إلى العاصمة الألمانية برلين، تلبية لدعوة جامعة برلين الحرّة، إحدى أعرق الجامعات البحثية في أوروبا.

ونقل موقع "السويداء 24" عن المكتب الإعلامي لدار الطائفة، وصول سماحة الشيخين الحناوي وجربوع، صباح الثلاثاء، في زيارة عمل ستستمر عدّة أيام، سيقدمان خلالها محاضرات حول تاريخ الموحِّدين الدروز في سورية، يومَي الخميس والجمعة، إلى جانب مواضيع ثقافية تفاعليّة متنوعة.

وأكدت جامعة برلين الحرّة على موقعها الرسمي، مطلع الشهر الجاري، توجيه الدعوة لشيخَي العقل، لعقد “محاضرات حول حاضر ودِين وثقافة الدروز في سورية في الجامعة الحرة يوم 27 إبريل وورشة عمل حول نصوص الدروز وتفسيرها في 28 إبريل”.

ولفت موقع الجامعة إلى إنشاء دار الطائفة في السويداء “مقام عين الزمان”، مركزاً متعدِّد الخدمات عام 2016، يضم أقسام الصحة، والإعلام، وحل النزاعات، والشؤون القانونية، والثقافية، ومكتبة، وقسماً للدراسات التوحيدية الدرزية، فضلاً عن مركز استشارات الشؤون الخارجية والسياسية. بالإضافة إلى قسم لمساعدة المحتاجين وصندوق لمساعدة المرضى (خاصة في العمليات الطبية) والجرحى وأقارب المتوفين.

كما أشارت إلى أن هذا المركز “يجب أن ينصف تطلعات وأهداف المجتمع المدني الدرزي”. وتطرق إعلان الجامعة بشكل مقتضب إلى تاريخ القيادة الروحية للدروز، وتأثيرها ودورها على جميع شرائح المجتمع.

وخلافاً لما يشاع، أكد مصدر مقرب من مشيخة العقل في اتصال مع "السويداء 24"، أن الزيارة ليس لها أي أبعاد أو غايات سياسية، إنما يقتصر الهدف منها على التعريف على دين وثقافة دروز سورية، على أهم المنابر الثقافية والعلمية.

الدروز في سورية

ويبلغ عدد الدروز في سورية حوالَيْ 700 ألف نسمة، يتمركزون في مدن السويداء وصلخد وشهبا والقريا في جبل العرب وجرمانا قرب دمشق ومجدل شمس في الجولان السوري المحتل.

ويعود تاريخهم في سورية إلى حوالَيْ ألف عام، كان لهم في فترة من الفترات دور أساسي في المنطقة، فقد حاربوا الصليبيين في معركة حطين عام 1187، وحازوا على ثقة الأيوبيين والزنكيين الذين عزَّزوا وجودهم في المنطقة وتسلموا الكثير من المهام القيادية. وتابعوا المعارك لاحقاً مع المماليك ضدّ التتار والمغول في معركة عين جالوت، ثم وقفوا إلى جانب العثمانيين ضد حملة محمد علي على بلاد الشام، وكبَّدوا المصريين خسائر كبيرة في جبل العرب جنوبي دمشق بقيادة الشيخ يحيى الحمدان الذي كان يحكم الجبل وقتذاك.

ثم ثار الدروز على السلطنة العثمانية لأن الأخيرة حاولت عدة مرات السيطرة على الجبل. وفي عام 1911 أعدم العثمانيون زعماء الجبل بعد إحكام سيطرتهم عليه، وكان على رأسهم ذوقان الأطرش ويحيى عامر.

ثم أعلن الدروز ولاءهم للشريف حسين وانضمّ المئات منهم إلى الجيش العربي، وكان الزعيم سلطان باشا الأطرش في مقدمة مَن رفعوا العَلَم العربي في الجبل ولاحقاً في دمشق.

وفي عام 1925، كان للدروز دور كبير في محاربة الاحتلال الفرنسي لسورية، حيث رفضوا تشكيل الدولة الدرزية وأشعلوا نيران ثورة سورية الكبرى.

وقاد الدروز الثورة الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش ضد الفرنسيين الذين سيطروا على سورية عام 1921.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد