ميقاتي: وجود اللاجئين السوريين يُشكّل ضغطاً إضافياً على لبنان
أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، أن من الملفات التي تشغل لبنان، تزايُد أعداد اللاجئين السوريين، "ما يشكل ضغطاً إضافياً على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة والموارد المحدودة للبنان".
وخلال كلمة له في القمة العربية بالمنامة، دعا ميقاتي لتفعيل عمل لجنة الاتصال العربية بشأن سورية "بما يساعد في تحقيق رؤية عربية مشتركة متفق عليها، وبلورة آلية تمويلية لتأمين الموارد اللازمة لتسهيل وتسريع عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم".
في سياق متصل، أقدم عمال سوريون في لبنان، على تنفيذ إضراب عن العمل لمدة أسبوع في لبنان ضمن قطاعات الزراعة والبناء والحدادة، استجابة لدعوة من "رابطة العمال السوريين"، على خلفية حملة المداهمات التي تشنها الأجهزة الأمنية اللبنانية.
وبحسب وسائل إعلام لبنانية، فإن العديد من الحقول الزراعية في مناطق البقاع، حيث ثقل العمالة السورية، باتت خالية من العاملات اللواتي كن ينتشرن بكثافة في تلك الحقول تحت أشعة الشمس.
وأضافت أن العديد من العمال السوريين في منطقة البقاع، بدؤوا يفكرون بالانتقال إلى مناطق لبنانية أخرى، نتيجة تصاعد الحملات الأمنية التي تستهدفهم.
وقبل أيام، أصدرت أحزاب لبنانية بياناً طالبت فيه بتنفيذ خطة مستعجلة وحاسمة لإعادة السوريين المقيمين على الأراضي اللبنانية بطريقة غير مشروعة، إلى بلادهم.
ودعا البيان إلى تطبيق الاتفاقية الموقعة مع مفوضية اللاجئين عام 2003، التي لا تعتبر لبنان بلد لجوء، معتبرة أن بقاء السوريين ينسف أسس الكيان الأممي ويشكل "قنبلة موقوتة باتت على شفير الانفجار".
وأكد البيان، ضرورة تعزيز الرقابة على كامل الحدود مع سورية والعمل على ضبط المعابر الشرعية، وإقفال جميع المعابر غير الشرعية، التي يستمر عبرها تهريب السلاح والأشخاص والأموال والبضائع والممنوعات والمجرمين.
وأشار البيان إلى أن اغتيال منسق "القوات اللبنانية"، باسكال سليمان، ما كان ليحدث لولا ترسخ ثقافة "الإِفلات من العقاب"، ولولا "التماهي الكامل بين سلاح الميليشيات وسلاح المافيات وسهولة تنقله في العمق اللبناني وعبر الحدود مع سورية"، ولولا تعايش السلاحين في "مناخ واحدة ينموان فيها معاً، ولولا غياب الأمن وعدم تجرؤ الممسكين بالدولة على الإمساك برقاب أكثرية المجرمين".
بدورها، قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية في تقرير : إن ترحيل اللاجئين السوريين من لبنان بات في سلم الأولويات المعلنة بالنسبة للحكومة اللبنانية.
ونقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي قوله إنه يريد تسريع عمليات إعادة اللاجئين إلى سورية، بعد أن خرجت عشرات المطالبات بطردهم من البلاد، إثر مقتل مسؤول في حزب "القوات اللبنانية" واتهام "عصابة سورية" بقتله.
ولفتت الصحيفة إلى أن موجة من العداء تجاه السوريين تصاعدت منذ بداية الأزمة الاقتصادية الخطيرة، التي تسببت في إفقار غير مسبوق وانتعاش للهجرة غير الشرعية.
وأشارت إلى أن الوجود الهائل للاجئين (حوالَيْ مليونين) أدى إلى بروز توترات متكررة، تم التعبير عنها داخل المجتمعات المختلفة في لبنان.
وقالت الصحيفة إن حدوث انفجار إقليمي لا يزال قائماً بالشرق الأوسط، حيث أدى مناخ الحرب على غزة إلى تراجُع البحث عن حلّ سياسي للصراع في سورية.