ألمانيا تحاكم عنصراً من "الدفاع الوطني" ارتكب جرائم حرب في سورية
بدأت المحكمة الإقليمية العليا في هامبورغ يوم أمس الجمعة محاكمة عنصر في ميليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام السوري، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في سورية.
ووجه مكتب المدعي العامّ الاتحادي اتهامات إلى العنصر البالغ من العمر 47 عاماً، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في دمشق، باعتباره قائداً لميليشيا موالية للنظام.
وتقول لائحة الاتهام إن العنصر "شارك في إساءة معاملة واستعباد المدنيين والنهب في منطقة التضامن بين عامَيْ 2012 و2015"، إضافة إلى مشاركته في تعذيب المعتقلين.
وبحسب متحدث باسم المحكمة، فإن المتهم دخل ألمانيا في شباط/ فبراير 2016 وتم اعتقاله في مدينة بريمن في 2 آب/ أغسطس من العام الماضي.
وأشار مكتب المدعي العام الاتحادي، إلى أن الميليشيا قامت باعتقال الأشخاص بشكل تعسُّفي عند نقاط التفتيش من أجل الابتزاز وطلب الفدية أو إجبارهم على العمل بالسخرة أو تعذيبهم.
وفي أيلول/ سبتمبر عام 2013، تم تقييد أحد المدنيين وتعصيب عينيه ونقله إلى أحد السجون، وفي الزنزانة، ضربه المتهم على وجهه وأمر مرؤوسوه بضرب الرجل بأنابيب بلاستيكية لساعات، وعندما سقط على الأرض، ركل أحد رجال الميليشيا رأسه بقوة لدرجة أنه اصطدم بالحائط وأُصيب بتمزُّق نزفي، وكانت سُوء المعاملة هذه سببها أن الضحية طلب المال من عائلة المدعى عليه مقابل خدمات قدمها لهم.
وفي حالات أخرى، اعتقلت الميليشيا مدنيين وأجبرتهم على حمل أكياس الرمل إلى الخطوط الأمامية، ما أدى إلى تعرُّضهم لإطلاق النار.
وبالإضافة إلى ذلك، لم يتم توفير الماء والطعام لهم، وقام المتهم بضرب رجل على الأرض أثناء القبض عليه، ثم ركله وأمسك بشعره ودفع رأسه إلى الرصيف.
ووفقاً للمتحدث باسم المحكمة، فإن هناك تسجيلات فيديو لمجازر ارتكبتها قوات النظام يظهر فيها المتهم، "حيث ساعدت التسجيلات المحققين في التعرف على الرجل البالغ من العمر 47 عاماً، إلا أنهم لم يثبتوا أن المتهم نفسه شارك في المجازر".
جدير بالذكر أن المحاكمة في هامبورغ ليست المحاكمة الأولى في ألمانيا لجرائم حقوق الإنسان التي ترتكبها قوات النظام السوري، إذ إنه في مطلع عام 2021، أصدرت المحكمة الإقليمية العليا في كوبلنز حكماً بالسجن المؤبد على محقق سابق في أحد سجون دمشق، لمسؤوليته عن تعذيب ما لا يقلّ عن 4000 شخص ومقتل 27 شخصاً.